سياسة عربية

نشطاء سودانيون يخشون عرقلة السيسي لـ"مسار الثورة"

متظاهرون سودانيون من عطبرة شمال الخرطوم في طريقهم للاعتصام المركزي- جيتي

يخشى نشطاء سودانيون مشاركون في الاحتجاجات ضد بقاء المجلس العسكري من تدخل القاهرة لتعطيل "المسار الثوري" الذي تسبب بالإطاحة بالرئيس عمر البشير من الحكم.

هذه المخاوف، بدت واضحة، مع هتافات معتصمين، الخميس، بمقر الاعتصام أمام مقر قيادة جيش بلادهم، إلى سفارة القاهرة بالخرطوم، تنديدًا بما وصفوه "تدخل" رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي، في الشأن السوداني.

وهتف معتصمون، خلال الفعالية "يا سيسي ده السودان، إنت حدودك بس أسوان"، في إشارة إلى الحدود بين البلدين.

وجاء الهتاف بعد يومين، من ترؤس السيسي، قمة تشاورية إفريقية بشأن السودان، استضافتها القاهرة، الثلاثاء، وأقرت تمديد مهلة الاتحاد الإفريقي لتسليم السلطة لحكومة انتقالية في السودان من 15 يومًا إلى 3 أشهر.

غير أن الخوف من تكرار سيناريو ما يعده نشطاء سودانيون "التفافا على الثورة المصرية" بدأ يخيم بشكل ملاحظ، على السودان، منذ رفعوا لافتات، "النصر أو مصر"، في إشارة لتجربة تولي مجلس عسكري رئاسة البلاد في مصر عقب ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وما شهدته مصر عقب ذلك من تراجع للثورة وأهدافها.

المجلس العسكري الانتقالي، الذي أجرى السيسي به اتصالا قبل أيام وأرسل وفدا رفيع المستوى لمقابلته، يواصل المعتصمون اعتصامهم ضده رفضا لتوليه السلطة وعدم تسليمها للمدنيين منذ 15 يوما، منذ عزل البشير في 11 أبريل/ نيسان الجاري.

وزادت المخاوف مع تحرك سريع من السيسي الذي تترأس بلاده الاتحاد الأفريقي منذ فبراير الماضي، لدعوة قمة إفريقية بشأن السودان، انتهت إلى منح المجلس العسكري في السودان المزيد من الوقت لتنفيذ إجراءات الانتقال الديمقراطي بمساعدة الاتحاد الأفريقي.

هذا التوجه وفق مراقبين، يتعارض مع رؤية القوى السودانية المختلفة، والتي قادت الاحتجاجات طوال الأشهر الماضية، ضد حكم البشير.

ويواجه المجلس العسكري ضغوطا واسعة من المعتصمين والقوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير لتسليم السلطة.

 

إقرأ أيضا: لماذا يضغط السيسي لمدة فترة بقاء المجلس العسكري بالسودان؟

ورغم أن تصريح السيسي جاء في سياق الاتحاد الأفريقي إلا أنه أثار شكوكا واسعة حول نيته عرقلة مساعي التحول الديمقراطي في السودان، رغم تأكيد القاهرة مرارا أنها لا تتدخل في شؤون الخرطوم.

كما أعلنت مصر أكثر من مرة، دعم خيار الشعب السوداني، والدعوة إلى تكاتف الجهود الدولية لمساعدة الخرطوم على الخروج من أزمتها.

ويقول الناشط سامي الطيب (30) سنة من ساحة الاعتصام: "على السيسي معرفة أن حكومتنا ستكون ديمقراطية مدنية وليست عسكرية".

ويمدد القرار مهلة مدتها 15 يوما حددها مجلس السلم والأمن الأفريقي الأسبوع الماضي للمجلس العسكري الانتقالي في السودان لتسليم السلطة لحكومة مدنية وإلا علق عضويته في الاتحاد.

ويقول أحمد إبراهيم النشادر المحرر بمجلة الحداثة السودانية: "إذا نظرت إلى ما يحدث في السودان باعتباره ثورة فإن الثورة لديها تأثير يتعدى الجار ناهيك عن الجار القريب، وأخيرا انتظمت المنطقة سلسلة من الثورات، من تونس إلى مصر إلى إسبانيا إلى (وول ستريت) في نيويورك".

غير أن السيسي قال إن قمة السودان الثلاثاء، "تسعى لتحقيق ما يصبو إليه السودان من آمال وطموحات في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل، آخذين في الاعتبار الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والمدنية السودانية للتوصل إلى وفاق وطني".

واعتبر أن الوفاق الوطني الذي لم يحدد معالمه، سيمكن السودان من "تجاوز تلك الفترة الحرجة وتحدياتها لتحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة، دون الانزلاق إلى الفوضى وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبه وعلى المنطقة برمتها".

بالعودة إلى النشار، يرى، وجهة أخرى لحديث السيسي، قائلا إن "ما يخشاه السيسي هو الإلهام الثوري المتوقع".

ويوضح أن "الثورة السودانية تعمل الآن على إزاحة العسكر المتحالفين مع النظام البائد، وهذا ما تقاصرت عنه ثورة يناير المصرية، لذلك من مصلحة السيسي ألا تنجح مساعي الثورة في السودان".

وتخرج من وقت لآخر بمصر، مطالب لمعارضين برحيل السيسي، وانضم لهذه المطالب مؤخرا فنانان بارزان هما عمرو واكد وخالد أبو النجا، اللذان يتحركان في هذا الاتجاه.

وبخلاف الانتقادات السودانية للسيسي في اعتصامهم الشهير، خرجت شارة حمراء من المعتصمين أيضا لحليفي السيسي، السعودية والإمارات أيضا، إذ يعدون أن قادة تلك البلاد لا يريدون تغييرات تنحاز لمطالب "الثوار"، وهو ما نفته مرارا سلطات تلك البلاد.