صحافة دولية

استطلاع: الأمريكيون يعارضون تدريس الأرقام العربية بالمدارس

يعتقد 56 بالمئة من المصوتين أن الأرقام لا ينبغي أن تكون جزءا من المناهج الدراسية للتلاميذ الأمريكيين- جيتي

نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة تقريرا تحدّثت فيه عن استطلاع الرأي، الذي كشف أن نسبة كبيرة من الأمريكيين، لا يوافقون على تدريس "الأرقام العربية" ضمن المناهج الدراسية لتلاميذ الولايات المتحدة، ما يكشف عن مدى تحيز هذه الفئة.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن 72 بالمئة من الجمهوريين يعارضون نظام العدّ المعهود في العالم الغربي، حسب ما تبينه الأبحاث، وقد كشف استطلاع رأي أن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن "الأرقام العربية"، وهي الرموز المعهودة المستخدمة في معظم أنحاء العالم للإشارة إلى الأرقام، يجب ألا تدرس في المدرسة.


ووفقا لبحث حول مدى تحيز وتعصب المشاركين في الاستطلاع، فإنه يعتقد 56 بالمئة من الأشخاص أن الأرقام لا ينبغي أن تكون جزءا من المناهج الدراسية للتلاميذ الأمريكيين.


يشار إلى أن الأرقام من 0 إلى 9 هي عربية، إذ طور هذا النظام لأول مرة من قبل علماء الرياضيات الهنود قبل أن ينتشر عبر العالم العربي ومن ثم إلى أوروبا، ليعمم لاحقا في جميع أنحاء العالم.


وذكرت الصحيفة أن استطلاعا أجرته شركة "سيفيك ساينس" الأمريكية المتخصصة في أبحاث السوق، طرحت السؤال التالي على 3624 مشاركا: "هل يجب على المدارس الأمريكية أن تدرس الأرقام العربية كجزء من مناهجها الدراسية؟"، ولكن الاستطلاع لم يوضّح معنى مصطلح "الأرقام العربية"، فأجاب قرابة 2020 شخصا بالرفض، بينما وافق 29 بالمئة منهم على تدريس الأرقام في المعاهد الأمريكية، بينما لم يكن لدى 15 بالمئة رأي في هذا الموضوع.

 

اقرأ أيضا: حملة إعلامية في أوروبا تكشف عنصرية الاحتلال الإسرائيلي


ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لشركة "سيفيك ساينس"، جون ديك، أن النتائج كانت "أتعس وأطرف شهادة على التعصب الأمريكي الذي شهدناه ضمن بياناتنا"، وقد عبّر 72 بالمئة من المجيبين المؤيدين للحزب الجمهوري عن معارضتهم لوضع الأرقام العربية في المناهج الدراسية، مقارنة بنسبة 40 بالمئة من الديمقراطيين، وقد لوحظ هذا التفاوت بين المجموعتين رغم غياب أي اختلاف كبير في مستوى التعليم بينهما.


وأضاف ديك أنهم "يجيبون بشكل مختلف على الرغم من أن لديهم معرفة متساوية بالمصطلحات العددية لدينا، وهذا يعني أن السؤال يدور حول المعرفة أو الجهل ولكن (أيضا حول) التعصب"، وأورد ديك أن الهدف من البحث هو "استخلاص أوجه التحيز من بين أولئك الذين لم يفهموا السؤال"، ولكن التحيز لم يقتصر على المجيبين المحافظين والمواقف تجاه دين الإسلام.


وأوردت الصحيفة أنه تم صياغة سؤال آخر في استطلاع الرأي على النحو التالي: "هل يجب على المدارس الأمريكية تدريس نظرية الخلق للكاهن الكاثوليكي جورج لومتر كجزء من مناهج العلوم الخاصة بها؟"، وفي هذه الحالة، أجاب 73 بالمئة من الديمقراطيين بـ"لا"، بينما وافق 33 بالمئة من الجمهوريين، مع افتراض أن العديد من المجيبين من كلا الجانبين قد اعتقدوا أن نظرية لومتر كانت تدعم فكرة التصميم الرشيد.


وأوضحت الصحيفة أن هذا الكاهن البلجيكي كان أيضا عالما فيزياء اكتشف لأول مرة أن الكون يتمدد، واقترح أن أصله يعود إلى انفجار جُسيّم واحد، وهي فكرة أصبحت معروفة باسم نظرية "الانفجار العظيم".


وقال ديك إنه "على الرغم من أن لومتر يعد أكثر غموضا من الأرقام العربية، إلا أن التأثير الناتج متطابق تقريبا، فالديمقراطيون متحيزون ضد الدين الغربي، وإن كان ذلك على نحو مستتر، وهذا النوع من التحيّز الأعمى يمكن أن يحدث لدى الجانبين".


وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن أبحاث "سيفيك ساينس" تعيد إلى الأذهان الدراسة الاستقصائية التي أجريت سنة 2015 والتي وجدت أن 30 بالمئة من الجمهوريين يؤيدون شن هجوم على "أغرابا"، وهي المدينة الخيالية حيث تم تصوير فيلم ديزني "علاء الدين".