كتاب عربي 21

كل الحب والتقدير لشعبنا العربي التونسي الرافض للتطبيع

1300x600

لا يملك فلسطيني تجاه شعبنا العربي التونسي الأبي إلا مشاعر الحب والاحترام والتقدير لمواقفه الحرة والوطنية والقومية تجاه القضية الفلسطينية وضد الكيان الصهيوني الغاصب. برغم كل أساليب التحايل والتخفي والتستر التي يستخدمها بعض المسؤولين التونسيين في تثبيت علاقاتهم التطبيعية مع الصهاينة، وفي جر تونس وأرضها المقدسة إلى الدنس والنجس الصهيونيين إلا أن شعبنا التونسي العظيم يقبض على الجمر ويقف بقوة وشجاعة وجرأة ضد هؤلاء المسؤولين ويقاوم كل أشكال التطبيع وكل من ينخرط في عملية التطبيع. 

 

حراك شعبي رافض للتطبيع

يشاهد العرب بخاصة عبر قناة الميادين الحراك التونسي المستمر والمصرّ على ملاحقة المطبعين ورفض كل أشكال التطبيع. شعبنا في تونس يخرج محتجا ورافضا ورافعا للأعلام الفلسطينية في تأكيد عنيد وواع لقدسية فلسطين وتأكيدا لالتزامه بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.

على الرغم من القناعة بأن الشعوب العربية لم تتخل عن القضية الفلسطينية، وهي ما زالت تختلف مع حكامها في سياساتهم التطبيعية، إلا أننا نتطلع إلى حركة شعبية عربية أوسع ضد التطبيع. هناك أنظمة عربية تطبع، وشعوب ترى هذا التطبيع، لكن الحراك الشعبي فيها لا يرتقي إلى مستوى الجريمة التي تمارسها الأنظمة. نرجو أن يكون الحراك في شوارع الأنظمة التي تعترف بالصهاينة وتطبع معهم أشد وأقوى وأكثر شجاعة والتزاما بقضية فلسطين وحقوق شعبها. وللشعوب العربية عبرة في تصميم شعب تونس وقواه الوطنية الصامدة الصابرة.

 

مواقف الحكومة التونسية القومية مائعة وغير واضحة المعالم، وحرصها على المصالح القومية ضعيف جدا،


عمّت شاشة قناة الميادين مؤخرا الأخبار حول قيام مجموعة سياحية صهيونية بزيارة تونس بجوازات سفر إسرائيلية مختومة الدخول من السلطات التونسية. وقد تم نشر صور وفيديوهات ولقاءات حول هذه الزيارة، وظهر وزير السياحة التونسي وهو يتبادل العناق مع بعض السياح الصهاينة وبشكل مخز. يبدو أن وزير السياحة التونسي الذي لا يتقن اللغة العربية قد استقبل السياح الصهاينة بصورة فردية، ربما ليس جميعا، لكن البهجة كانت بادية على ملامحه وهو يعانق من يحب.

 

وقف وزير السياحة التونسي يدافع عن نفسه أمام آلات التصوير التلفزيوني، وأخذ يلقي تهم الكذب على قناة الميادين دون أن يقدم دليلا واحدا لصالحه. هو ثرثر على الشاشة، ولم يقدم محتوى يمكن أن يشكل براءة له. وظهر مع توالي التفصيلات حول زيارة الوفد السياحي الإسرائيلي أنه كاذب وغير قادر على الدفاع عن نفسه.

 

سياحة لا مردود اقتصادي لها

قال بعض التونسيين الخارجين عن الصف الوطني التونسي إن السياح يشكلون دخلا وإنعاشا للاقتصاد التونسي. هذا صحيح بصورة عامة لدى أغلب دول العالم، لكن ليس السياح الصهاينة، ونحن في فلسطين نعرف جيدا أن الصهاينة لا يحملون في سياحتهم أموالا لإنفاقها وإنما يحملون معهم طعامهم ومأكولاتهم وطبيخهم لكي يتجنبوا شراء سلع وبضائع عربية. وإن كان أحد يتشكك بهذا ما عليه إلا أن يسأل شعبنا العربي الأردني. 

الصهاينة يزورون الأردن باستمرار، حيث أن الأردن تعترف بالكيان الصهيوني وتقيم معه علاقات تطبيعية منذ زمن بعيد وقبل قيام الكيان الصهيوني. يذهب الصهاينة إلى البتراء ووادي موسى وقبر هارون حاملين طعامهم وشرابهم ومقومات عيشهم. إنهم لا يقدمون للناس نقيرا. فأي دعم للاقتصاد التونسي يقدم هؤلاء؟

 

الغريب أن حركة "النهضة" التي هي حركة إسلامية وتعلم حرمة التطبيع مع الصهاينة لم تتخذ موقفا


كان من المفروض أن يكون رد الحكومة التونسية على زيارة السياح فوريا، وكان من المفروض أيضا أن تتخذ كل الأحزاب والتنظيمات التونسية مواقف شجاعة وفورية حيال هذا الأمر. لكن الحكومة التونسية لم تتخذ قرارا بهذا الشأن حتى الآن، والتسويف والتبرير يبقى هو سيد الموقف. والغريب أيضا أن حركة "النهضة" التي هي حركة إسلامية وتعلم حرمة التطبيع مع الصهاينة لم تتخذ موقفا، وقال الغنوشي إنه ينتظر ثبوت عملية التطبيع هذه. يبدو أن كل الصور والوثائق والشهادات التي صدرت عن جهات متعددة بما فيها الإعلام الصهيوني وبعض الأشخاص الصهاينة الذين دنسوا أرض تونس لم تقنعه حتى الآن.

حكومات عربية عديدة متورطة في التطبيع ولا أستثني السلطة الفلسطينية، ولا أرى أن حكومة تونس تشكل استثناء. مواقف الحكومة التونسية القومية مائعة وغير واضحة المعالم، وحرصها على المصالح القومية ضعيف جدا، وهي تخشى إثارة الدول العربية النفطية بخاصة السعودية. أهل النفط بأغلبهم  مطبعون وهم يستعملون المال للضغط على الدول العربية للسير في الركب الأمريكي والصهيوني.

لكن شعب تونس يبقى الرقم الأصعب الذي لا يمكن للحكومة في النهاية أن تتجاوزه. ولن يخسر من يراهن على الشعوب العربية.