سياسة دولية

مشاركة أمريكية رسمية بحفل استيطاني بالقدس.. هكذا علقت حماس

يشتكي سكان حي سلوان بالقدس منذ سنوات من الأضرار الناجمة عن أعمال الحفر في النفق لمنازلهم- جيتي

كشف صحيفة إسرائيلية عن مشاركة دبلوماسية أمريكية في افتتاح نفق استيطاني في مدينة القدس المحتلة، وهو ما اعتبرته "حماس"، نتاج لـ"ورشة البحرين" التي شجعت الإدارة الأمريكية على مواصلة سياستها العنجهية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير أعده نير حسون، أن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، سيشاركان اليوم، في حفل افتتاح "طريق الحجاج" الذي تنظمه جمعية "العاد" الاستيطانية في بلدة سلوان بالقدس".

وفسرت الصحيفة، قرار كبار الدبلوماسيين الأمريكيين بالمشاركة في هذا الحفل، أنه "خطوة أخرى من جانب الإدارة الأمريكية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في القدس (الشطر الشرقي)"، موضحة أن "الإدارات الأمريكية السابقة، منعت الدبلوماسيين الأمريكيين من الوصول إلى الشطر الشرقي من القدس مع نشطاء إسرائيليين رسميين".

وأكد الخبير الإسرائيلي في الوضع السياسي للقدس، دانييل زايدمان، أن "مشاركة غرينبلات وفريدمان في الاحتفال هي خطوة غير عادية من جانب الإدارة الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: غرينبلات يرفع صفة "الاحتلال" عن الضفة الغربية (شاهد)

وأضاف: "هذه خطوة غير مسبوقة، لكنها ليست مفاجئة، فتماثل الطاقم الأمريكي مع اليمين الأيديولوجي شبه المسيحاني (التبشيري) في إسرائيل ليس جديدا ولا مفاجئا".

وكشفت "هآرتس"، أن "جهات دبلوماسية أمريكية زارت في السابق "طريق الحجاج"، بشكل سري دون معرفة جهات رسمية اسرائيلية".

وبحسب الدعوة التي نشرتها الجمعية الإسرائيلية الاستيطانية، "سيشارك في الاحتفال وزراء، لكن لن يتم كشف هويتهم، وسيشارك مدير عام سلطة الآثار، يسرائيل حسون، ومدير عام سلطة الحدائق والطبيعة، شاؤول غولدشتاين".

يشار إلى أن ما يسمى "طريق الحجاج" هو، "حفريات أثرية كبيرة تحت الأرض يتواصل العمل فيها منذ ست سنوات بالتعاون بين جمعية العاد وسلطة الآثار الإسرائيلية وهيئة الطبيعة والمتنزهات".

وبينت الصحيفة، أن "أعمال الحفر تجرى في نفق مدعوم بعوارض حديدية كبيرة أسفل الشارع والمنازل في منطقة وادي حلوة، (تطلق عليه "العاد" مدينة داود)  بحي سلوان، على مقربة من باب المغاربة (يتم من خلاله اقتحام المتطرفين يوميا للمسجد الأقصى)".

وأكدت أن "عمليات الحفر مستمرة على طول مسار الشارع من منطقة بركة سلوان باتجاه الحرم القدس"، موضحة أن "هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تدشين هذا الطريق، وكانت المرة السابقة منذ حوالي عامين ونصف، عندما شاركت وزيرة الثقافة ميري ريغف، واستغلته لمهاجمة الرئيس الأمريكي السابق براك أوباما".

وقالت ريغف في وقتها: "الرئيس أوباما، أقف هنا، على الطريق التي سار عليها أجدادي منذ ألفي سنة، لا يوجد أي شعب آخر في العالم لديه مثل هذا الارتباط مع أرضه، لا يوجد أي شعب في العالم له صلة بأرضه مثل ارتباط الشعب اليهودي في أرض إسرائيل"، بحسب زعمها.

 

اقرأ أيضا: "عبرنة الشوارع".. مخطط إسرائيلي لتهويد الأسماء بالقدس

ويشتكي سكان حي سلوان بالقدس، منذ سنوات من الأضرار الناجمة عن أعمال الحفر في النفق لمنازلهم، حيث تظهر بين الحين والاخر تشققات في جدران المنازل المقامة أعلى النفق، كنا تسبب الحفريات الإسرائيلية بانهيارات أرضية في موقف سيارات يملكه فلسطيني من حي سلوان.

وفي تعليق لها على المشاركة الأمريكية، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن "مشاركة السفير الأمريكي فريدمان، والمبعوث غرينبلات، في افتتاح نفق تحت القدس المحتلة، هو استمرار للسياسة العدوانية للإدارة الأمريكية ضد شعبنا وحقوقه ومقدساته".

وأوضح في تصريح له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "زيادة جرعة السلوك الأمريكي العدواني، هو نتاج ورشة البحرين، التي شجعت الإدارة الأمريكية على مواصلة سياستها العنجهية، وزادت من جرأة الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم، خاصة في مدينة القدس المحتلة.

 

واعتدت قوات الاحتلال، على عدد من مناهضي الاستيطاني، خلال احتجاجهم في موقع الافتتاح.

 

وأظهرت لقطات على موقع تويتر: قيام جنود الاحتلال بالتعامل بعنف واعتقال عدد من المشاركين في افتتاح النفق، أثناء تريدهم هتافات ضد الاستيطان والاحتلال.