اقتصاد دولي

هل تتحول الطاقة الشمسية إلى مصدر بديل للطاقة

مشاريع عملاقة للطاقة الشمسية حول العالم- جيتي

نشر موقع "إنترستنغ إنجينيرينغ" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن مصادر الطاقة المتجددة التي أصبحت البديل الوحيد لتلبية احتياجات البشرية من الطاقة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مستقبل الطاقة الشمسية بات واعدا بفضل التطورات الأخيرة التي طرأت في هذا المجال، والإعانات الحكومية المقدّمة لتعزيز استخدام الأفراد للألواح الشمسية. والجدير بالذكر أن تطوّر الألواح الشمسية ساهم في تخطّي المشاكل التي كانت تواجه الناس أثناء استخدام الطاقة المتجددة.

وذكر أنه بالإضافة إلى الاستخدام المحلي للطاقة المتجددة، توجد العديد من مشاريع الطاقة الضخمة التي يجري اختبارها حاليا في جميع أنحاء العالم والعمل بها، بفضل تنامي وعي الأفراد بأهمية الطاقة المتجددة. لذلك، لا عجب في أن الكثيرين يبذلون جهودا حثيثة ليكونوا رائدين في هذا المجال.

وأفاد الموقع بأن المركز الآسيوي للطاقة المتجددة، وهو اتحاد دولي يضم العديد من الشركات التي تعمل في مجال الطاقة المتجددة، يسعى إلى تطوير محطات توليد الطاقة الهجينة للاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي توفرها منطقة شاسعة تمتد من جنوب شرق آسيا عبر سنغافورة وإندونيسيا وصولا إلى أستراليا.

 

ومن المتوقع أن تمتد هذه المحطات على مساحة 14 ألف كيلومتر مربع في الساحل الشمالي الغربي لأستراليا، وتستخدم 10 ملايين لوحة شمسية و1200 عنفة رياح، التي ستعمل على توفير ستة آلاف ميغاواط تكون قادرة على تزويد سبعة ملايين أسرة بالكهرباء.

وأضاف الموقع أن هناك مشروعا آخر مبتكرا ومثيرا للاهتمام يتمثل في بناء سياج لتوليد الطاقة المتجددة من المد والجزر يقع بين مدينتي نيوبورت وكارديف في المملكة المتحدة. ومن المنتظر أن يوفر هذا المشروع الكهرباء لأكثر من ثلاثة ملايين شخص الذين يمكنهم الاستفادة بشكل صحيح من حركة المد والجزر القوية. وتبلغ الميزانية التقديرية لهذا المشروع ثمانية مليارات جنيه إسترليني، وسيتطلب 108 عنفة لتوليد الطاقة المستمدة من المد والجزر.

وأشار إلى أن مزرعة الرياح قانسو تعتبر مشروعا طموحا يتكوّن من مجموعة كبيرة من مزارع الرياح في غرب مقاطعة قانسو الصينية. ومن خلال هذا المشروع، تهدف الصين إلى أن تكون دولة رائدة في مجال الطاقة المتجددة. وفي الوقت الحالي، قامت الحكومة الصينية بتركيب عنفات رياح بطاقة تتجاوز أكثر من ستة آلاف ميغاواط. ويقع تنفيذ هذا المشروع على مراحل، وستبلغ قدرته الإجمالية توليد أكثر من 10 آلاف ميغاواط في المستقبل القريب.

وذكر أن الكثير من الدول تستثمر مبالغ مالية طائلة لاستخدام الطاقة النظيفة أو المتجددة. ونظرا لأن الشمس تعتبر أكبر مصدر للطاقة، فإنها قادرة على أن تحل محلّ العديد من أنظمة الطاقة الأخرى في حال وقع الاستفادة منها بشكل صحيح. ويمكن استغلال الطاقة المتجددة للعديد من الأغراض، بما في ذلك الطهي وتسخين المياه وتدفئة المنازل.

ونوه الموقع بأن هذا القطاع واجه العديد من التحديات والمصاعب، بما في ذلك قدرة تخزين الألواح للطاقة الشمسية. ولكن، بفضل الألواح الحديثة وقع التغلب على هذه المشكلة، على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير للقيام به لإدخال العديد من التحسينات الأخرى.

 

كما يواجه هذا القطاع عائقا حقيقيا لتخزين فائض الطاقة الشمسية الموجود في الألواح لاستخدامه في المستقبل. ولكن يمكن لبطاريات تخزين الطاقة الشمسية أن تكون حلا لهذه المشكلة، بيد أن تكلفتها العالية في الوقت الراهن تمنع الكثيرين من استخدامها.

ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الطاقة الشمسية على الصعيد العالمي إلى 366 مليار دولار بحلول سنة 2023، نظرا لأن هذا النوع من الطاقة المتجددة من شأنه أن يعمل على توفير احتياجات البشر من الطاقة. وعلى الرغم من وجود الكثير من التحديات التي يُتوقع ظهورها بين الفينة والأخرى، إلا أن إمكانياتها تفوق بكثير العقبات الموجودة.

وأورد الموقع أنه تُجرى في الوقت الراهن العديد من الأبحاث لتطوير هذا القطاع. لعل أبرزها البحث الذي يجريه علماء من ألمانيا وإسرائيل لتحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية، وذلك باستخدام التركيب الضوئي. وبفضل استخدام آلات التركيب الضوئي الاصطناعي، يمكن تحويل ضوء الشمس إلى طاقة، إلى جانب تخزين هذه الطاقة لاستخدامها لاحقًا.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل مجموعة من الباحثين الفنلنديين على تخزين الطاقة الشمسية في أوراق الشجر. وفي حال نجح هذا المشروع المثير للاهتمام، فإنه يمكن استخدام هذه الطاقة المخزّنة لتشغيل الهواتف المحمولة والأجهزة الصغيرة. وتبشّر هذه المشاريع بأن مستقبل الطاقة المتجددة يبدو واعدا في المستقبل، حيث أننا لن نتمكّن من استخدام الطاقة الشمسية فحسب، وإنما تخزينها أيضا.