صحافة دولية

WP: كيف كشف سقوط عدن الصدوع بين السعودية والإمارات؟

واشنطن بوست: السيطرة على عدن كشفت عن الصدوع بين السعودية والإمارات- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا عن سيطرة الانفصاليين الجنوبيين على ميناء عدن، وكيف كشف عن صدع في التحالف السعودي الإماراتي

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأمم المتحدة قدرت مقتل 40 شخصا، وجرح 260 آخرين في القتال الذي اندلع عشية عيد الأضحى، واستمر أربعة أيام، وهو ما أدى إلى قيام السعودية التي تقود التحالف إلى ضرب طرف آخر فيه، لافتا إلى قول مسؤولي الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من السكان علقوا في القتال دون توفر المواد الأساسية لهم. 

 

وتنقل الصحيفة عن مسؤولة الشؤون الإنسانية البارزة في الأمم المتحدة ليزا غراندي، قولها في بيان لها: "ما يحطم القلب حداد العائلات على أبنائها في عيد الأضحى بدلا من الاحتفال معا بسلام"، وأضافت: "همنا الأساسي هو إرسال الفرق الطبية لإنقاذ الجرحى، ونحن قلقون على الضحايا المدنيين، الذين علقوا في بيوتهم، وتنفد لديهم الإمدادات الغذائية والماء الصالح للشرب". 

 

ويلفت التقرير إلى أن اليمن يعد من أفقر دول الشرق الأوسط، ويعيش على حافة ما تطلق عليه الأمم المتحدة "أكبر كارثة إنسانية في العالم"، مشيرا إلى أن سيطرة الانفصاليين على عدن كشفت عن الخلافات داخل التحالف الذي قادته السعودية مع الإمارات منذ عام 2015، وحاولتا معا مواجهة المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران وإعادة الحكومة الشرعية.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن الباحثة في شؤون اليمن في كلية بيمبروك في جامعة أوكسفورد إليزابيث كيندال، قولها: "هذا يضعف التحالف من خلال الكشف عن الصدوع في أسفل السطح"، وأضافت: "أصبح من الواضح أن الإمارات والسعودية لا تشتركان في الأهداف ذاتها في اليمن، مع أنهما تشتركان في الهدف ذاته، وهو إبعاد العدو المفترض، أي إيران". 

 

وينوه التقرير إلى أن الخلافات بدأت في الظهور منذ 18 شهرا بين الانفصاليين الجنوبيين الذين تدعمهم الإمارات، والحكومة الشرعية التي تدعمها السعودية، فيريد الانفصاليون استقلال الجنوب عن الشمال، بعد وحدة بين الشقين دامت عقدين، ويرفض الانفصاليون مع الإمارات تحالف حكومة هادي مع حزب الإصلاح. 

 

وتفيد الصحيفة بأنه في الوقت الذي ترى فيه السعودية دورا للإصلاح في بناء البلاد، إلا أن الإمارات ترفض أي دور لهم، وتتهمهم بإنشاء علاقات مع حركة الإخوان المسلمين. 

 

ويذكر التقرير أن المعارك بدأت في عدن بعدما قتل صاروخ على مسيرة عسكرية للانفصاليين عددا من الجنود الأسبوع الماضي، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، إلا أن الانفصاليين اتهموا الإصلاح بالقيام بدور في الهجوم. 

 

وتجد الصحيفة أن المعارك كانت أكبر ضربة لطموحات السعودية بإعادة الحكومة الشرعية، خاصة أن عدن ظلت عاصمة مؤقتة لها بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، مشيرة إلى قول الحكومة السعودية إن هذه المعارك تعد حرفا عن الحملة ضد الحوثيين، فيما قالت وزارة الخارجية السعودية إنها دعت الحكومة اليمنية والأطراف المشاركة في القتال كلها إلى اجتماع عاجل في السعودية لمناقشة الخلافات. 

 

وينقل التقرير عن الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع، قوله في تغريدة له: "سيؤدي العنف في عدن إلى وضع يفيد المنظمات الإرهابية مثل الحوثيين وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، الأمر الذي لا توافق عليه السعودية". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن كيندال، قولها إن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة يستفيدان من الفراغ الأمني في اليمن، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة شن في الأسبوع الأول من آب/ أغسطس سبع عمليات عسكرية، استهدف فيها القوات الموالية للإمارات، أما تنظيم الدولة فشن هجومين في عدن، وهما أول عمليتين يقوم بهما منذ عام. 

 

ويستدرك التقرير بأنه رغم الدعوات لوقف إطلاق النار، إلا أن السعودية قررت توجيه تحذير من خلال ضرب أهداف غير محددة للانفصاليين، ووصف وزير الإعلام اليمني محمد الأرياني السيطرة على عدن بأنها "انقلاب على شرعية الدستور"، وشبهه بانقلاب الحوثيين في صنعاء، مشيرا إلى أنه في العام الماضي عندما اندلعت المواجهات في عدن قامت السعودية والإمارات بترتيب هدنة بين الطرفين، ما أدى إلى تحالف غير مريح، وتوقع الكثير من المحللين عنفا جديدا؛ لأن المظالم تعمقت لدى الأطراف كلها. 

 

وتنقل الصحيفة عن كيندال، قولها: "على مستوى القيادة فإن الائتلاف سيحاول تجاوز الصدوع واستمرار العمل، أما على الأرض فإن الثقة قد فقدت إلى درجة صار فيها من الصعب دمج قوات الجنوبيين مع الجيش الذي يقوده هادي". 

 

ويجد التقرير أن التوتر في الشمال والجنوب يطرح أسئلة حول وقف إطلاق النار الهش في مدينة الحديدة، الذي يراه مسؤولو الأمم المتحدة خطوة مهمة على طريق وقف الحرب. 

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن كيندال ترى أن المواجهات الأخيرة تشير إلى أن هناك حاجة لنهج أوسع وأشمل للتعامل مع الأزمة.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)