ملفات وتقارير

بعد فشل اجتماع سد النهضة بالقاهرة.. ما خيارات السيسي؟

أثار غياب أثيوبيا عن الاجتماع الذي عقد بالقاهرة تساؤلات بشأن إذا ما كانت مصر تفاوض نفسها- الأناضول

أقرت وزارة الري المصرية "بتعثر" مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، عقب انتهاء الاجتماع الثلاثي بين وزراء ري دول مصر والسودان وإثيوبيا، مساء الإثنين، والذي استمر ليومين، بالقاهرة؛ من أجل الاتفاق على قواعد ملء السد.


وأشارت الوزارة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إلى أنه تقرر عقد اجتماع عاجل في الخرطوم نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري؛ لبحث مقترحات تمس قواعد ملء وتشغيل السد.


وقالت وزارة الري: "لم يتطرق الاجتماع إلى الجوانب الفنية، واقتصر على مناقشة الجوانب الإجرائية والتداول حول جدول أعمال الاجتماع، دون مناقشة المسائل الموضوعية"، مرجعة ذلك إلى "تمسك إثيوبيا برفض مناقشة الطرح الذي سبق ‏أن قدمته مصر للبلدين"، بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.

 

تعليمات بعدم النشر


وكشف مراسل "عربي21" أن هناك تعليمات صدرت من جهات أمنية بعدم التطرق إلى البيان أو نشره لما يحتويه من نتائج سلبية تمس أمن مصر المائي، وسارعت بعض المواقع التي نشرت البيان إلى حذفه من بينها "الشروق"، و"مصراوي"، في حين امتنعت مواقع أخرى عن نشره.

 

اقرأ أيضا: القاهرة تعلن عن تعثر جديد في مفاوضات سد النهضة


وأثار غياب وزير الخارجية الإثيوبي عن الاجتماع الذي عقد، السبت، بالقاهرة، تساؤلات بشأن إذا ما كانت مصر تفاوض نفسها على أمنها المائي، وإذا ما كانت إثيوبيا جادة في التوصل لاتفاق.

 

وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الكينية، مونيكا جوما، الأحد، بالقاهرة: "ليس هناك مجال لمحاولة أي طرف فرض إرادته على الطرف الآخر، بخلق واقع مادي لا يتم التعامل معه في إطار من التفاهم والتشاور والاتفاق المسبق".


وتوقع خبير المياه والسدود، محمد حافظ، في تصريحات سابقة لـ"عربي21" فشل الاجتماع بناء على المعطيات الموجودة على الواقع، قائلا: "هل سيعلن سامح شكري، الاثنين، فشل تلك الجولة من المفاوضات لتدخل الدولة المصرية بشكل علني واضح في حلقة صراع سياسي مائي وجودي ضد إثيوبيا؛ مما يتطلب عليها إلغاء التوقيع على اتفاقية مبادئ سد النهضة، ومن ثم التجهيز لخيارات أخرى قد يكون أحدها الخيار العسكري؟".


لا خيارات للسيسي


وقال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة السابق محمد سودان، لـ"عربي21": إن "هذا الفشل مرتب مسبقا؛ فالتوقيع على معاهدة سد النهضة في مارس 2015 كان ضمن الخطة، وتعطيش مصر كذلك ضمن الخطة"، مشيرا إلى أن "العمل في سرية على استكمال ترعة السلام لتوصيل مياه النيل إلى الكيان الصهيوني ضمن الخطة".


وأضاف أن "التنازل عن تيران وصنافير لصالح الكيان الصهيوني كان ضمن الخطة، وكذلك إعادة ترسيم الحدود المائية بيننا وبين قبرص ثم استيلاء الكيان الصهيوني على بئر الغاز في الحدود المائية، بعد إعادة ترسيم الحدود المائية مباشرة لإفقار الشعب المصري".


وأكد أن نظام السيسي "عمل منذ سنوات على خطة كبيرة وطويلة الأمد من أجل قبول المصريين بصفقة القرن من خلال استيلاء الجيش على موارد ومقدرات الشعب، وتعويم الجنيه المصري، وإغراق مصر في الديون الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى تكميم الأفواه؛ وبالتالي لا خيارات يتوقع أن يتخذها السيسي طالما بقي على رأس الحكم".


خائن أم ساذج


وحمّل عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي فشل المفاوضات، قائلا: "السيسي إما خائن بتوقيعه على اتفاقية مبادئ سد النهضة قبل أربع سنوات، وفرط في مياه نهر النيل من أجل بقائه في السلطه، وإما ساذج، غرر بالمصريين بوعوده الزائفة، فلا يستحق البقاء في السلطة".


وأضاف لـ"عربي21" أن "الاجتماعات المتكررة بين الأطراف الثلاثة تكشف أن إثيوبيا استأسدت، وباتت في موقف أقوى حصلت عليه من خنوع السيسي نفسه، ومنحها الوقت الكافي لاستكمال بناء السد، وأن تلعب دورا سياسيا مؤثر في إفريقيا سمح لها بإقامة علاقات دولية قوية".

 

اقرأ أيضا: ما دلالة غياب وزير خارجية إثيوبيا عن محادثات سد النهضة؟


وكشف أن "مصر لم تعد قادرة على اتخاذ أي فعل أو حتى رد فعل على ما تقوم به إثيوبيا من تسويف ومماطلة ومراوغة، بحسب وصف السلطات المصرية نفسها، وأنه لم يعد أماها سوى إصدار بيانات الإدانة والشجب".


وبشأن خيارات السلطات المصرية تجاه فشل المفاوضات الثلاثية، توقع أن "تستمر مصر في ما سماه المسار التفاوضي حتى انتهاء بناء السد، ومن يتحمل المسؤولية هو السيسي ونظامه؛ وبالتالي لا يوجد مخرج من تلك الأزمة سوى بخلع السيسي".


وأكد سليمان أن "بدائل السيسي لمواجهة الأزمة غير موجودة؛ لأنه هو من كان يقف وراء حدوثها، وهو بالفعل قدم البدائل بأن حمل المصريين أزمة بناء السد بسبب قيامهم بثورة 25 يناير 2011"، محذرا من أن "النتائج كارثية في ظل غياب أي حل عملي تتمثل في بوار الأراضي الزاعية وعطش المصريين".