مقابلات

عصام حجي لـ عربي21: أدعو للمشاركة بكثافة بتظاهرات الجمعة

ناشد حجي كل من وصفهم بالعقلاء والحكماء والشرفاء داخل مؤسسات الدولة المصرية وخارجها بسرعة التحرك- عربي21


·  الدعوة للتظاهر السلمي يوم الجمعة ليست دعوة للدمار والخراب والفوضى بل هي دعوة للحوار

·  مصر غدا ستكون أقوى من الخوف والشعب قادر على صناعة التغيير بإرادته الحرة

·  نظام السيسي استنفذ كل فرص الحوار وخذل كل الأصوات الوسطية

 

·  لم يصبح أمامنا أي حل سوى النزول للشارع بكثافة للتعبير عن الرغبة في التغيير السلمي

·  النظام مشغول حاليا بالبحث عن الدعم الإقليمي والدولي ولا يعبأ مطلقا بما يجري في الشارع المصري

·  نعيش لحظة فارقة في عمر الوطن قادرة على طي الحقبة السوداء وفتح صفحة جديدة

·  الجيش المصري أمام اختبار حقيقي إما أن يقف مساندا للإرادة الشعبية أو يخذلها

·  أناشد كل العقلاء والحكماء والشرفاء داخل مؤسسات الدولة وخارجها ألا يتخلوا عن آمال الشعب فيهم

دعا عالم الفضاء المصري والمستشار الرئاسي السابق، عصام حجي، جميع المصريين في الداخل والخارج إلى المشاركة بكل قوة في المظاهرات السلمية المرتقبة غدا الجمعة.

وأكد، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "الدعوة للتظاهر السلمي يوم الجمعة ليست دعوة للدمار والخراب والفوضى، كما يصورها الإعلام المُضلل، وإنما هي دعوة للاستماع لآمال وأحلام وطموح ملايين المصريين بحياة كريمة بعيدا عن أي انتماء سياسي".

وقال حجي إننا "لا نريد إلا أن نكون دولة آدمية تحارب الفقر، والجهل، والمرض، فلا تقحمونا بما لا شأن لنا به"، مُنتقدا "انشغال الإعلام بنشر الكراهية والفرقة بين شرائح الشعب المصري".

وأضاف أنه "إذا كانت الدولة تعتبر الاستماع إلى مطالب مواطنيها من خلال تظاهرات سلمية انهيار للأمن القومي فذلك يعني أنه لا يوجد أمن قومي من الأساس، فكيف يحمينا من لا يصغي إلينا؟".

وقال إن "غدا الجمعة ستكون مصر أقوى من الخوف، وأنا على يقين تام أن المصريين قادرون على صناعة التغيير بإرادتهم، وأنهم سيجبرون الجميع في الداخل والخارج على احترام إرادتهم وخيارهم"، مؤكدا أن "الوعي لدى المصريين قادر على هزيمة التزييف المتكرر للحقائق".

وشدّد حجي على أنه "في هذه الأزمة اختار النظام الحوار مع شركائه في الخارج أولا عوضا عن الاستماع للمطالب بالداخل، وبذلك قد أثبت أن قرار بقائه مرهون برغبة دولية وليس بأي دعم شعبي يُذكر بالنسبة إليه".

وتابع: "النظام المتعنت استنفد كل فرص الحوار، وخذل كل الأصوات الوسطية التي كانت تؤمن بضرورة احتواء كل المعارضين للنظام والمختلفين معه، وبالتالي فلم يصبح هناك أي حل سوى النزول للشارع بكثافة، والتعبير عن الرغبة في التغيير السلمي المكبوت في صدور المصريين طوال تلك السنوات التي حكم فيها السيسي مصر منفردا برأيه وغير مستمعا لنصائح أقرب الناس إليه كما أشار بنفسه في أخر مؤتمر للشباب".

واستطرد قائلا: "الشيء المؤسف تماما أن النظام مشغول حاليا بالبحث عن الدعم الإقليمي والدولي من أجل محاولة الحفاظ على بقائه والقبول باستمراره في سدة الحكم لفترة أطول، بينما هو لا يعبأ على الإطلاق بما يجري في الشارع المصري من تفاعلات وتطورات، ودون أن يفكر -ولو لحظة واحدة- في كيفية معالجة الأزمات التي تسبب فيها".

ووجه رسالة إلى الجيش المصري قائلا إنه "أمام اختبار حقيقي وفارق في تاريخه الحديث، فإما أن يقف مساندا للإرادة الشعبية التي لا يختلف أحد أنها باتت رافضة لهاذا المشهد العبثي، وإما أن يمضي قدما مُديرا ظهره لنداءات الاستغاثة الإنسانية التي توجهه له الجموع".

وأكمل: "نحن نعيش لحظة فارقة وهامة للغاية في عمر الوطن، وفي تلك اللحظة تظهر المواقف الحقيقية للجميع، ونحن على ثقة وأمل أن تصحح المؤسسة العسكرية مواقفها، وأن تعود في أقرب وقت إلى دورها الوطني الذي رسمه لها الدستور، وأن تكون القيادات العاقلة في الدولة نواة للصلح بين كل الأطراف وجامعة للشمل لتعلن عهدا جديدا من الحوار والتسامح وليس الاقصاء والتخوين".


اقرا أيضا :  "فايننشال تايمز": خروج الناس ببلد قمعي مثل مصر ليس هينا


وطالب المؤسسة العسكرية بأن تكون جزءا من أحلام المصريين في التغيير المنشود"، مؤكدا أن "من يُفرق بين المصريين لا يستحق أن يحكمهم".

وناشد كل من وصفهم بالعقلاء والحكماء والشرفاء داخل مؤسسات الدولة المصرية وخارجها بسرعة التحرك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وألا يتركوا الساحة خالية لقلة منتفعة تغازل الغرب بحوار كاذب، وتنهر المصريين إن أرادوا محاسبتهم.

وبشأن تصاعد حملات الاعتقال الأخيرة، قال المستشار الرئاسي السابق: "كل هذا الكم الكبير من الاعتقالات يعني أن النظام اختار عداء ومحاربة أبناء وطنه".

وأكد أن "حملة الاعتقالات التي تشمل أستاذة الجامعات، والباحثين العلميين، والأكاديميين، والصحافيين، والمثقفين، إنما تكشف الوجه العدائي للنظام للعلم والمعرفة، ومن سخرية القدر أنه تحدث في عام أسماه السيسي عام التعليم".

وأكمل: "حينما تصل الأمور إلى القبض على أساتذة جامعات عُرف عنهم الرصانة والمكانة الأكاديمية المرموقة لمجرد رأيهم المعارض لحالة النزيف الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه مصر، فهذا يرسم لنا أن من يحكمنا لا مكان لديه لصوتنا".

وتابع: "يبقى السؤال الأهم الذي ستجيب عليه الأيام القليلة المقبلة: هل ستنتصر إرادة الشارع المصري في تقرير مصيره أم تنتصر إرادة السيسي والدعم الدولي الذي يلقاه في قمع أحلام المصريين واحتواء الأحلام الاحتجاج تحت مسمى الاستقرار؟ أظن أن الإجابة باتت معلومة لنا جميعا اليوم".


اقرأ أيضا :  مصادر لـ عربي21: هذا سر عدم إنزال الجيش المصري للميادين


وطالب عالم الفضاء المصري "كل المتظاهرين بالتعامل بأقصى درجات الاحترام مع رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين يحمون جموع الناس، وألا ينجروا أبدا لأية أعمال عنف، فهذا هو ما يريده النظام الذي يسعى لتشويه وإجهاض كل حراك معارض أو مناهض له".

ولفت حجي إلى أن "مظاهرات يوم الجمعة ليست مواجهة بين الشرطة والجيش من طرف والشعب من طرف آخر، ولكنها مواجهة بين الشعب من جهة والسيسي والمنتفعين من حوله من جهة أخرى".

وأفاد حجي بأن الثورة لن ترد الإساءة بالإساءة، ولن تضع طاقاتها في الانتقام من أحد، ولا حتى من السيسي نفسه، وإنما تريد بناء دولة عادلة تحفظ كرامة الجميع بما فيها أي مؤيدي السيسي".

وتابع:" قبل لوم المعارضة بأنها موجودة في الخارج على النظام أن يلوم نفسه بالاستقواء بالخارج ضد الشارع المصري، وإذا كان القرار المصري ينبع من الداخل تكون المعارضة من الداخل، لكن زيارة السيسي الأخيرة لأمريكا، والطريقة التي طالب بها السيسي ترامب التعامل مع الملف المصري تؤكد أن القرار المصري كله أصبح من الخارج، وبالتالي توجد المعارضة أين يوجد القرار".

ووجه رسالة إلى كل داعمي النظام دوليا، قائلا: "لا تخذلوا الشارع المصري فتخسروا فرصة حقيقية لبناء جسور السلام والمحبة بين مصر والعالم بدعمكم لهذا الطغيان، ومن المؤلم حقا أن يفقد الشارع المصري ثقته في كل المنظومات الدولية وفي كل القيم التي تتحدث عنها من حرية وديمقراطية وسلام".

ودعا "المجتمع الدولي بألا يقف حجر عثرة أمام تطلعات الشعب المصري في التغيير، فعليه أن تتسق أقواله وشعارات التي يدعيه مع أفعاله على الأرض"، مضيفا بأن "فقدان الثقة في قيم المجتمع الدولي أمر خطير للغاية يساهم إحباط ويأس الكثيرين الذين ينظرون للغرب باعتباره السبب الرئيس في معاناتهم ومصائبهم، الأمر يدفع بعضهم لمسارات غير مقبولة سواء داخل بلادهم أو خارجها".

وشدّد على أن "السيسي يبني جدارا هشا بين مصر - التي دمرها نظامه- والمجتمع الدولي، والحل ليس أن يكون هذا الجدار أقوى وأعلى، بل هو إصلاح مصر بطي صفحة الطغيان، ما يضمن استقرار مصر والمنطقة والعالم".