قال رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، إن "الفترة
المقبلة ستشهد إصلاحات سياسية وحزبية وإعلامية أيضا"، مشدّدا على أنهم لن يسمحوا
بتصدير المشاكل لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي.
جاءت تلك التصريحات، خلال الجلسة العامة لدور الانعقاد
الخامس للمجلس، الثلاثاء، وذلك على وقع الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد منذ
20 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأكد عبد العال أنه ستكون هناك وقفة شديدة ضد الحكومة،
قائلا: "لن نترك الشعب ومصالحه، ولن نسمح لكل المسؤولين التنفيذيين أن يصدروا
المشاكل لرئيس الجمهورية، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية، وأن يحنوا على الشعب الذي
ينتظر منهم كثيرا"، مؤكدا أن التاريخ لن يرحم هذا المجلس إذا ترك التنفيذيين
بهذه الصورة، على حد قوله.
وطالب عبدالعال أعضاء المجلس، بالمبادرة في استخدام
وتفعيل الأدوات الرقابية، لصالح المواطنين، قائلا: "التاريخ لن يرحمكم..
التاريخ لن يرحم هذا المجلس إذا ترك التنفيذيين بهذه الصورة".
وأضاف: "هذه الجلسة لإعلان اللحمة الوطنية، والوقوف
خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة المصرية".
اقرأ أيضا: مراقبون يستبعدون إقدام السيسي على إحداث إصلاحات سياسية
وزعم أن السيسي رفع الكثير من المظالم عن كاهل المواطنين،
مؤكدا أن مبادرته بالأمس القريب بدراسة ما يتعلق بمشاكل التموين فور عودته من
الخارج يتم تفعليها، مضيفا:"آمال الشعب والأمة دائما ما تعيش معه، وفي ذهنه،
ويواصل الليل بالنهار من أجلها".
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة التموين المصرية استمرار
مكاتبها في تلقي التظلمات من المواطنين الذين تم استبعادهم من صرف السلع وفقا
لمؤشرات العدالة الاجتماعية، وعودة من ثبت أحقيته للدعم تنفيذا لتوجيهات السيسي.
وذكرت الوزارة، في بيان لها، الثلاثاء، أنه "خلال
الفترة من بداية شباط/ فبراير الماضي وحتى أمس الإثنين تم عودة مليون و800 ألف فرد
على بطاقات التموين لصرف السلع التموينية، وأنه جاري أيضا تلقي التظلمات لأي مواطن
يرى أحقيته للدعم من خلال مكاتب التموين في مختلف المحافظات".
من جانبه، دعا وكيل مجلس النواب، السيد الشريف، الحكومة
إلى "مزيد من التعاون مع البرلمان، من أجل تحسين أوضاع المواطنين"، مشيرا
إلى أن "هيئة مكتب البرلمان سيكون لهم لقاء مع رؤساء اللجان النوعية لبحث سبل
التعاون على أكمل وجه مع الحكومة".
وتابع وكيل المجلس، في كلمته بالجلسة العامة للبرلمان: "نأمل
في أن تشهد الأيام المقبلة تعاونا مثمرا وبشكل أفضل من أجل الصالح العام".
واستطرد وهدان قائلا: "شعب مصر يجدد الثقة في
الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستكمال دوره في بناء مصر الحديثة، ولمواجهة المخططات
الإجرامية التي تحاك ضد مصر للنيل من أمنها واستقرارها".
وكان الكاتب الصحفي، ياسر رزق، وهو أحد المقربين من
السلطة الحاكمة، قد صرح أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة بأنه يتوقع "حدوث
انفراجة في اتساع المجال العام للأحزاب، وفي مجال حرية الرأي والتعبير للكتلة
الوطنية المنضوية تحت لواء 30 حزيران/ يونيو، ومن الخطأ الجسيم إقصاء أي فصيل من
المشاركين في تحالف يونيو، فلابد أن يتسع مجال الحريات في الإعلام، فليست الحرية
على النحو المنشود".
إلا أن مراقبين قالوا إن "السيسي سيكون أمامه أحد
الخيارين، الأول، وهو المستبعد برأيهم، إحداث حلحلة وانفراجة ما في المشهد، مثلما
يروج بعض مؤيديه، والآخر سيكون أكثر شراسة في التنكيل بمعارضيه، والانتقام ممن لهم
مواقف مناوئه له من داخل نظامه".
واستبعد المراقبون، في تصريحات سابقة
لـ"عربي21"، احتمالية إقدام السيسي على إحداث أية إصلاحات سياسية لا مع
معسكر 30 يونيو أو غيرهم من المعارضين، قائلين: "العكس هو ما سيحدث، حيث
المزيد من التضييق والقمع والتنكيل والانتقام ضد كل من يختلف مع النظام بأي صورة
من الصور".
باحث: غرفة عمليات داخل الجيش المصري لمتابعة الأوضاع
تظاهرات عارمة بمدن مصرية عدة تطالب برحيل السيسي (شاهد)
لماذا استحضر نظام السيسي "برهامي" لمواجهة التظاهر؟