ملفات وتقارير

خبير عسكري: هكذا ستنفذ تركيا عمليتها شرق الفرات

العملية التركية تهدف إلى إبعاد المقاتلين الأكراد من المنطقة المتاخمة للحدود- صحيفة صباح

مع قرب انطلاق العملية العسكرية التي تنوي تركيا تنفيذها شرق الفرات، ومع بدء توافد طلائع الجيش التركي إلى المنطقة الحدودية شمال سوريا، تبرز أسئلة حول شكل هذه التحركات العسكرية، والنطاق الجغرافي لها، فضلا عن مدتها المتوقعة، وحجم القوة العسكرية التي ستعتمد عليها تركيا في العملية التي تخوضها منفردة، ودون مشاركة واشنطن.


وتطلق تركيا على عمليتها العسكرية، "ينابيع السلام"، وتهدف إلى إبعاد المقاتلين الأكراد من المنطقة المتاخمة للحدود، فيما صرح الرئيس التركي أن العملية التي ستبدأ قريبا الهدف منها "إرساء السلام".


وقال أردوغان في تصريحات صحفية: "أجرينا استعداداتنا، وأكملنا خطة العملية العسكرية في شرق الفرات، وأصدرنا التعليمات اللازمة بخصوص ذلك، العملية قريبة إلى حد يمكن القول إنها اليوم أو غدا، وسنقوم بتنفيذ العملية من البر والجو".

 

اقرأ أيضا: إعلام تركي: هكذا ستبدو المرحلة الأولى من عملية شرق الفرات

وأعلن البيت الأبيض، الإثنين، أن "القوات الأمريكية لن تدعم العملية العسكرية التركية المرتقبة شمال سوريا، ولن تشارك فيها"، مشيرا إلى أن "تركيا ستكون مسؤولة بعد الآن عن إرهابيي داعش الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة في المنطقة خلال العامين الأخيرين".


الخبير العسكري أحمد الحمادي قال، إن المرحلة الأولى من العملية يتوقع أن تبدأ من الموقعين اللذين أخلتهما القوات الأمريكية وهما رأس العين، بتل أرقم، ومنطقة تل أبيض، مشيرا إلى أنه بناء على التطورات الميدانية، والأوضاع السياسية يمكن أن تنطلق مراحل أخرى من العملية.


ورجح الحمادي في حديث لـ"عربي21" أن تدخل قوات من فصائل الجيش الحر المعركة من شرق الفرات، لدعم الجيش التركي، بالتزامن مع غطاء جوي وتمهيد مدفعي، وعمليات رصد، وصولا لاستخدام كل أنواع الأسلحة المتاحة، ضمانا لنجاح العملية.


وعن الأهداف النهائية للعملية التركية شرق الفرات قال: "الأهداف الاستراتيجية لكافة مراحل العملية تتمثل في إبعاد قوات الحماية الكردية عن الحدود التركية لمسافة 32 كيلو مترا، كما هو متفق عليه مع أمريكا، وكذلك إقامة منطقة آمنة للفارين من جحيم الحرب السورية".


ومتحدثا عن الصعوبات التي تواجه الجيش التركي في هذه العملية أضاف: "أبرز الصعوبات تتمثل في الأسلحة النوعية التي قدمتها واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية، وخاصة صواريخ التاو، ومضادات الطيران، وغيرها من الأنواع التي زودت بها سابقا لمحاربة تنظيم الدولة، فضلا عن التحصينات القوية التي أقامتها قسد في المناطق التي ستجري فيها العمليات".


لكن الحمادي رأى أن الصعوبة الأكبر ليست ميدانية، بل سياسية، مردفا: "ستضطر تركيا إلى مراعاة الخطوط الحمر التي رسمتها الولايات المتحدة في إطار العملية الوشيكة، وكذا رأي الروس والإيرانيين فيما يجري، خاصة مع عدم وجود موافقة منهما على دخول الجيش التركي إلى تلك المنطقة".

 

اقرأ أيضا: تحركات تركية مكثفة شمال سوريا.. وترقب على الحدود (شاهد)
 

وعن المدة الزمنية، قال إنه لا يمكن التنبؤ بمدتها حتى الآن كونها لم تبدأ بعد، مستبعدا في الوقت ذاته أن تكون العملية شاملة على طول الحدود التركية.


وتأكيدا لما ذكره الخبير الحمادي قالت صحيفة "صباح" التركية إن القوات التركية سوف تدخل من عدة محاور ما بين منطقتي تل أبيض ورأس العين، مع انتهاء انسحاب القوات الأمريكية.


ولفتت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أن دخول قوات الجيش التركي سيأتي بعد تمهيد مدفعي، وقصف جوي بطائرات أف16 لمواقع الوحدات الكردية في المنطقة.


ولمواجهة أي احتمال لهروب الوحدات الكردية، قال الصحيفة إن طائرات مسيرة ستشارك في المعارك لملاحقة تلك الوحدات، فيما ستنشئ القوات التركية عدة نقاط على مسافة تمتد نحو 30 كيلو مترا، بهدف إحكام السيطرة على المنطقة ومنع أي محاولة لوصول دعم لوجستي إلى "قسد".