صحافة دولية

فوكس: سيليكون فالي يتجاهل مؤتمر الرياض الاستثماري

فوكس: سيليكون فالي لا يريد حضور مؤتمر الرياض الاستثماري ولا يرفض استثمارات السعودية- جيتي

نشر موقع "فوكس" تقريرا للكاتب تيودر شليفر، تحت عنوان "سيليكون فالي يتجاهل المؤتمر السعودي اللامع بعد عام على مقتل خاشقجي"، يقول فيه: "أموال السعودية؟ نعم، مؤتمر سعودي؟ لا".

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن سيليكون فالي سيتجاهل المؤتمر الاستثماري السعودي هذا الشهر، بعد عام على مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

 

ويقول شليفر إن التحدي الأكبر أمام منظمي مؤتمر الاستثمار في الرياض كان في العام الماضي هو إقناع نجوم سيليكون فالي بألا يلغوا فجأة مشاركتهم، مشيرا إلى أن التحدي هذا العام هو إقناعهم بحضور المؤتمر. 

 

ويلفت الموقع إلى أن المؤتمر، الذي يطلق عليه "دافوس الصحراء"، يحاول التعافي من آثار الجريمة التي تورطت فيها الحكومة السعودية بقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي، حيث اعتذر معظم مديري شركات التكنولوجيا في اللحظة الأخيرة عن حضور المؤتمر في وقت بدأت فيه أخبار الجريمة تتسرب. 

 

ويستدرك التقرير بأن هذا العام يشهد نوعا من التوترات بين سيليكون فالي والسعودية، فيتجاهل مديرو الشركات والمستثمرون المؤتمر بشكل كامل، مشيرا إلى أن النخبة التكنولوجية ربما قررت السفر إلى الرياض للمشاركة في مبادرة استثمار المستقبل التي ستعقد في نهاية الشهر الحالي، لكنهم في الوقت ذاته اتخذوا قرارا باستقبال المال السعودي، فلم تعاني السعودية أي نتائج خطيرة من مقتل خاشقجي، أبعد من التقاط صورة لمدير في سيليكون فالي يبتسم في المؤتمر بعد ذلك.

 

وينوه الكاتب إلى أن قائمة للمدعوين تعود إلى منتصف تموز/ يوليو، وحصل عليها موقع "ريكود"، لا يوجد فيها أي اسم أمريكي من بين 70 شخصا أكدوا أنهم سيتحدثون فيه، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي سيحضر فيه المستثمرون المؤتمر السعودي، الذي تحاول فيه المملكة إظهار آخر ما لديها من برامج للتحديث والاستثمار، إلا أن عمالقة سيليكون فالي ليسوا في الصورة، ولن يكونوا ضمن الحاضرين إلى جانب مستثمرين من دول العالم. 

 

وينقل الموقع عن الخبير في الشؤون السعودية في معهد دول الخليج العربية في واشنطن روبرت موغيلنكي، قوله إن تجاهل الأمريكيين للمؤتمر لا يهم كثيرا، في وقت تقوم فيه شركات سيليكون فالي، مثل "ساب" و"أمازون ويب سيرفيسز" بالتوسع في السعودية، وإضافة الشرعية للمملكة بصفتها لاعبا ماليا دوليا، وأضاف: "حتى لو لم يكن هناك أي تمثيل رفيع المستوى من بعض هذه الشركات، فهذا وجه عام لمؤتمر أو مؤتمرين.. هناك مشاريع بمليارات الدولارات جارية أو في طور الإعداد". 

 

ويستدرك التقرير بأن المظهر يعد مهما في السياسة الدولية، خاصة بالنسبة للسعودية، فيقول موغنلنكي: "أن يكون لديك مؤتمر يقوم على موضوعات تكنولوجية وليس لديك حضور مهم من الشركات الأمريكية الكبرى، وكذلك الشركات التكنولوجية الأوروبية، فأعتقد أن هذا سيكون مشكلة"، ويضيف أن "الحضور الواضح في المنبر هو الذي يعد لفتة رمزية، وأنت تحتاج في الوضع المثالي أن يكون هناك عمالقة تكنولوجيا دوليون عندما تقوم بالإعلانات".

 

ويفيد شليفر بأن قائمة المديرين التنفيذيين الذين أكدوا حضورهم العام الماضي ولم يحضروا، تضم كلا من:

 

المدير التنفيذي لشركة "أوبر" دارا خسرو شاهي.
المدير السابق لشركة "إي أو أل" ستيف كيس، الذي يعمل الآن في مجال توفير الاستثمار المالي.
المؤسس المثير للجدل لنظام أندرويد أندي روبن.
الممول الرأسمالي فينود خوسلا.
المؤسس المشارك لشركة "تي بي جي" ديفيد بوندرمان.
المؤسس المشارك لشركة "غروبون" براد كيويل.
عدد من المديرين التنفيذيين في "سوفت بانك" وشركاته، مثل مدير "إمبروبابل" هيرمان نارولا، والمدير التنفيذي لـ"كاتيرا" مايل ماركس.
اثنان من قادة سيليكون فالي، وهما سام ألتمان ومارك أندريسن، اللذان حضرا المؤتمر العام الماضي، لكن أعلن عن اختيارهما مستشارين لمشروع "نيوم"، ولم يعودا على لائحة المستشارين، ولن يحضر أي منهما مؤتمر هذا العام. 

 

ويشير الموقع إلى أنه بموجب ثقافة السرية في سيليكون فالي فإنه لم يجب أي من المسؤولين الذين تحدث إليهم الموقع عن حضورهم للمؤتمر هذا العام، فيما قال متحدث باسم المؤتمر في بيان إن المتحدثين فيه والمشاركين فيه يمثلون "بعضا من القيادات المالية والمؤسسات الاستثمارية والشركات الإبداعية التكنولوجية". 

 

وبحسب التقرير، فإنه تمت إضافة عدد من الأسماء إلى المشاركين فيه منذ الصيف، وهناك توقعات بحضور 200 شخص، مستدركا بأن هناك متحدثين قرروا عدم المشاركة، وقال أحد المتحدثين الذين ورد اسمهم في قائمة تموز/ يوليو لموقع "ريكود" إنه لن يحضر، وأضاف الشخص: "لا يبدو هذا هو المكان المناسب، وهناك دائما الموازنة بين قيم العالم الغربي والثقافة المحلية التي يجب أن تحترمها، ولم يكن هناك أي تقدم"، وأشار هذا الشخص إلى أنه يعتقد أن الأمور "لن تتحسن أبدا". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن السعوديين أعلنوا أيضا عن بعض المتحدثين الذين أكدوا "مشاركتهم"، مع أنهم أنفسهم لم يؤكدوا حضورهم في الواقع، فورد اسم مؤسس "غوغل تشاينا" كاي فو لي، على قائمة برنامج تموز/ يوليو، وأنه سيكون من بين المتحدثين، إلا ان شخصا على معرفة بأجندته قال إنه لم يلتزم أبدا بحضور المناسبة؛ وذلك بسبب الدراما التي أحاطت بمؤتمر العام الماضي، التي أجبرته على إلغاء مشاركته. 

 

ويذكر الموقع أن من بين المتحدثين الذين أكدوا حضورهم جيم بريير، المعروف بأنه من أول المستثمرين في "فيسبوك"، ومدير "سوفت بانك فيشن فاند" راجيف ميشرا، فيما هناك أسئلة تدور حول مشاركة ميشرا ومدير "سوفت بانك" ماسايوشي صن، الذي يحاول إقناع السعودية بدعم مشروع ثان لـ"فيشن فاند" بـ100 مليار دولار، مشيرا إلى أن المسؤولين في "سوفت بانك" لم يردوا على أسئلة حول خطط "صن" المشاركة في المؤتمر.

 

ويستدرك التقرير بأن معظم الذين يحضرون المؤتمر هم من الأشخاص الذين يحاولون أو يرغبون في بناء علاقات مع المال السعودي، لافتا إلى أن من أكدوا حضورهم هم من المستثمرين الماليين الذين يتطلعون للحصول على حصة من الطرح العام المتوقع لشركة "أرامكو".

 

ويفيد شليفر بأن هناك آخرين يعكسون الواقع، ففي الوقت الذي ابتعد فيه رجال الأعمال الأمريكيين حل محلهم آخرون من حكومات ودول أخرى، فمن بين 70 شخصا أكدوا مشاركتهم بصفتهم متحدثين، هناك 17 أمريكيا فقط، بالإضافة إلى عشرة من الهند وثمانية من الصين، مشيرا إلى قول مصادر إن المستثمرين الصينيين أكدوا حضورهم في العام الماضي، ودعموا الشركات الجديدة السعودية وبقوة. 

 

ويورد الموقع نقلا عن موغيلنكي، قوله: "هناك اعتراف من جانب السعودية بأن جلب المصالح التكنولوجية يجب أن يكون من مصادر متنوعة من روسيا وآسيا". 

 

ويبين التقرير أنه بالنسبة لبعض القادة الأمريكيين فلأن المؤتمر في عامه الثالث "لم يعد مهما"، وحضر البعض مؤتمري عام 2017 و2018 كنوع من "الفضول"، والرغبة في دمج السعودية في الأموال العالمية، والآن وقد حدث ذلك، وتم عقد الصلات، فلم يعد الموضوع يستحق الحديث عنه، مشيرا إلى أنه بالنسبة للمديرين في سيلكون فالي فإنهم يحاولون التكتم على زيارتهم. 

 

ويقول الكاتب إنه بالنسبة لمكاتب المليارديرات وأصحاب الملايين ممن يحاولون بناء علاقات مع الشرق الأوسط، فإنهم سيحضرون ويختلطون بآلاف المدعوين، وكذلك الممولين أقل شهرة، لافتا إلى أن هناك قادة أعمال يتوقع حضورهم من خلال عدم الظهور في مبادرة استثمار المستقبل، لكنهم سيعقدون اجتماعات في الرياض وخارجها في الأيام السابقة واللاحقة للمؤتمر، ولهذا السبب لم يذكروا في قائمة المتحدثين، لكنهم سيحصلون على فرصة للتعامل مع صناع العقود. 

 

ويجد الموقع أنه في عصر ينظر فيه باهتمام لقادة سيليكون فالي وعلاقاتهم مع الدول الأجنبية والمستبدة، فإن لا أحد من المديرين يريد أن تلتقط له صورة أو يحظى بتغطية سلبية، ولهذا السبب عمل السعوديون على حماية المناسبة من التدقيق الإعلامي، فموقع المناسبة لا يذكر أي شيء عنها ولا عن "الشركاء" أو "البرامج"، واكتفى الموقع بالقول إنه سيعلن عن المعلومات لاحقا، و"هذا أمر غير عادي، خاصة أن المؤتمر سيبدأ بعد أسابيع". 

 

ويذهب التقرير إلى القول إنه "سواء حضروا المؤتمر أم لم يحضروه، فإن هناك أدلة قليلة على معاناة السعودية ماليا جراء اغتيال خاشقجي، خاصة من قادة التكنولوجيا، وفي الوقت الذي يقول فيه الممولون إنهم عادة ما يسألون عن علاقتهم بالدول الأجنبية، إلا أن التدقيق للتمويل السعودي قد تراجع، فقد واصل (سوفت بانك فيشن فاند)، الذي يعد العربة السعودية للاستثمار في سيليكون فالي، حيث يتجنب المسؤولون في الشركة الأسئلة عن علاقتهم بالسعودية". 

 

ويفيد شليفر بأنه بعيدا عن "فيشن فاند"، فإن السعودية استثمرت وبشكل مباشر في 26 شركة أمريكية جديدة، وخلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكدا أن هناك تمويلا سعوديا في الطريق، ففي بداية هذا العام أعلن صندوق الاستثمار العام السعودي عن خطط لفتح مكتب في سان فرانسيسكو كجزء من الجهود لتطوير علاقات مع سيليكون فالي.

 

ويذكر الموقع أن هذا المكتب لم يفتتح بعد، كما لم يعلن عن معلومات جديدة عن الخطة، مشيرا إلى أن هناك خططا لأن تفتح شركة "سنابل"، وهي فرع من صندوق الاستثمار العام في ساند هيل رود، في سيليكون فالي، بحسب شخص مطلع، حيث بدأت سنابل في الاستثمار في الشركات المالية بصفتها شريكا محدودا، بحسب شخص ثان. 

 

ويجد التقرير أن التداعيات الوحيدة التي قد تأتي هي بسبب سجل السعوديين السيئ بشكل متزايد، مشيرا إلى أن عددا من المستثمرين انتقدوا البصمات السعودية في سيليكون فالي، وقالوا إنه ليس هناك الشعور الأخلاقي الذي يدفع لرفض المال السعودي، لكن الشعور الأناني، وهو أن المال السعودي ليس جيدا للشركات. 

 

ويختم "فوكس" تقريره بالإشارة إلى قول مستثمر إن "سوفت بانك-وي وورك"، أضرت بالتأثير السعودي أكثر من جمال خاشقجي، وقال مدير "نيو" علي بارتوفي: "عادة ما نسأل عن مصدر المال، وهو أمر تنافسي لنا".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)