صحافة دولية

إيكونوميست: هل يحسم المداخلة معركة طرابلس لصالح حفتر؟

إيكونوميست: المداخلة في طرابلس طابور خامس مع حفتر- جيتي

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا، تحت عنوان "الطابور الخامس السلفي"، تقول فيه إن المداخلة باتوا يؤدون دورا في دعم هجوم أمير الحرب خليفة حفتر.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الجماعة السلفية المغمورة تعترف بالجنرال خليفة حفتر زعيما شرعيا للبلاد. 

 

وتقول المجلة إن "أمير الحرب الليبي القوي حفتر يحاول منذ أشهر السيطرة على العاصمة، وهزيمة حكومة الوفاق الوطني في الغرب، لكن المعركة التي بدأت في نيسان/ أبريل لم تتغير خطوطها، رغم مقتل أكثر من ألف شخص، والدعم الذي يلقاه حفتر من الإماراتيين والمصريين، إلا أن جماعة سلفية غير معروفة، ويطلق على أتباعها المدخليين أو المداخلة، وهم أتباع الشيخ السعودي المتشدد ربيع بين هادي المدخلي، قد تحسم ميزان الحرب".

 

ويلفت التقرير إلى أن المداخلة خارج العاصمة انضموا إلى صفوف حفتر، فيما شجع أتباعهم في داخل العاصمة المقاتلين على "تسليم أسلحتهم والعودة إلى بيوتهم والصلاة وقراءة القرآن"، كما يقول فهمي النص، وهو أحد أتباع النهج المدخلي في العاصمة، مشيرا إلى أن الحرب فتنة. 

 

وتنوه المجلة إلى أن نسبة المداخلة لا تتجاوز الـ 10% من الشعب الليبي، فيما يتراوح عدد من يحملون السلاح منهم ما بين 8 آلاف – 25 ألف مقاتل، مشيرة إلى أن قادة حكومة الوفاق الوطني يتهمون الجماعة بالتأثير على معنويات الناس، ويقولون إن المداخلة في داخل العاصمة على تواصل مستمر مع إخوانهم الذين يقاتلون مع حفتر، ويمثلون في هذه الحالة طابورا خامسا. 

 

وينقل التقرير عن مسؤول في داخل العاصمة، قوله: "لو دخل حفتر العاصمة فإن المداخلة سيخرجون أتباعهم ويصفقون له في الشوارع". 

 

وتفيد المجلة بأن المدخلية تجذرت في ليبيا أثناء حكم معمر القذافي، فعلى خلاف الجماعات الإسلامية، فإن المداخلة تجاهلوا الربيع العربي عام 2011 عندما أطاح الليبيون بالديكتاتور العجوز.

 

ويشير التقرير إلى أن المداخلة حولوا دعمهم بعد مقتل القذافي إلى خليفة حفتر بناء على قاعدة "الغلبة"، التي تقول إن الله يفتح النصر أمام الزعيم الحقيقي، فولي الأمر هو الحاكم الأقوى، وتجب في هذه الحالة طاعته، ومن هنا وجد المداخلة في حفتر حليفا شرعيا، خاصة أنه يزعم قتال الإسلاميين.

 

وتبين المجلة أن المداخلة منحوا في شرق ليبيا، حيث يسيطر خليفة حفتر، إدارة الشؤون الدينية، فمن على منابرهم في مدن الشرق يأمرون النساء بالبقاء في بيوتهن، وينظمون مناسبات حرق الكتب، مشيرة إلى أنهم أثاروا التوتر الطائفي من خلال تدمير المزارات الصوفية، واعتبروا أتباع الأباضية زنادقة، وقتل أتباعهم الشيوخ الذين تحدوهم أو من يدعمون مفتي ليبيا الذي يدعم حكومة الوفاق الوطني. 

 

ويستدرك التقرير بأن المداخلة حصلوا على دعم السكان؛ لأنهم أعادوا الأمن في المناطق التي انهار فيها بعد سقوط نظام القذافي، وانجذب الكثير من الشباب الليبي إلى نظرتهم السياسية البسيطة، فهم يطلبون من أتباعهم طاعة ولي الأمر مهما كان، مشيرا إلى أن هناك من يشك في تمويل السعودية لهذه الحركة السلفية. 

 

وتذكر المجلة أن الحركة ساعدت حفتر في السيطرة على بنغازي ودرنة، مشيرة إلى أن قوات الردع السريع، التابعة للمداخلة، وتسيطر على المطار، ابتعدت في طرابلس عن القتال مع حفتر. 

 

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك من يخشى تحول المداخلة إلى حركة مثل تنظيم القاعدة، ويقول سياسي سلفي في مصر: "لا يمكنك استخدام الناس وضمان ألا يخرجوا عن المسار.. الناس ليسوا آلات".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)