حقوق وحريات

"رايتس ووتش" تدين الاعتداء على الحقوقي المصري جمال عيد

رايتس ووتش: الاعتداء على جمال عيد يحمل بصمات قوات الأمن المصرية بشكل واضح- مواقع التواصل

أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاعتداء الجسدي الذي تعرض له المحامي المصري والحقوقي البارز جمال عيد، الاثنين، في القاهرة، مؤكدة أنه يحمل بصمات قوات الأمن المصرية بشكل واضح.

وقالت المنظمة الدولية، في بيان لها، مساء الاثنين، وصل "عربي21" نسخة منه، إن "رجالا مسلحين، يبدو أنهم من قوات الأمن، اعتدوا جسديا على الحقوقي البارز جمال عيد"، منوهة إلى أن "هذا الاعتداء كان الثاني الذي تعرّض له عيد منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".

وأوضح مدير "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، جمال عيد، لـ هيومن رايتس ووتش أنه "في الصباح عندما غادر منزله في حي المعادي بالقاهرة، كانت هناك ثلاث سيارات بدون لوحات بانتظاره. ثم ضربه 10 أو 12 رجلا وألقوه على الأرض، وهددوه بالمسدسات، وألقوا الطلاء على وجهه وملابسه".

وأشار عيد إلى أن "المهاجمين بدوا وكأنهم ليسوا في عجلة من أمرهم، وعندما حاول الجيران التدخل، كان الرجال يلوحون بأسلحتهم ويطلبون منهم المغادرة"، لافتا إلى أنه لم يتعرض للسرقة من قبل المهاجمين الذين "أشاروا إلى رجل بدا أنه مسؤول بـ (باشا).

وعبّر عيد عن اعتقاده، بسبب طبيعة الهجوم، أن "المهاجمين كانوا عناصر أمن أو يعملون تحت إمرة ضابط أمن".

 

اقرأ أيضا: الأمن المصري يعتدي بالدهان على ناشط حقوقي (شاهد)


من جهتها، ذكرت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، سارة ليا ويتسن، أن "الهجوم الأخير على جمال عيد يحمل بصمات قوات الأمن المصرية بشكل واضح"، مضيفة أن "الهجمات المتكررة على أحد أبرز النشطاء الحقوقيين في مصر تُثير بواعث قلق خطيرة بشأن احتمال تورّط القيادة المصرية".

واعتدى المسلحون على جمال عيد بالضرب ثم قذفوه بطلاء أغرق وجهه وملابسه. ونشر الحقوقي البارز صورا له ولثيابه بعد "الاعتداء".

وأوضحت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن "هذا الاعتداء يُعد هو الرابع على جمال عيد، بعد سرقة سيارته في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ثم الاعتداء عليه بالضرب وكسر أضلعه في العاشر من الشهر ذاته، وتهشيم سيارة زميلته في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ليصل إلى الاعتداء الأخير الذي كان أكثر توحشا ووضوحا، حيث كان يترأسهم ضابط أمن وطني يعرف ملامحه جمال عيد".

وقال جمال عيد: "أعتقد أنهم لا يريدون تكرار فضيحة قتل جوليو ريجيني تعذيبا، فراحوا يعتدون المرة تلو الأخرى عليّ، لمعقابتي وإسكاتي عن ممارسة عملي الحقوقي، وإيقاف انتقادي المتكرر لانتهاكات حقوق الإنسان الوحشية، لكن مرة أخرى، الصمت والتواطؤ ليس اختيارنا".

إلى ذلك، ذكرت صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية، نقلا عن "مصادر مطلعة" لم تسمها، أن الهجوم على جمال عيد تم التخطيط له من قبل من وصفتهم بـ "قوى الشر المعادية لمصر"، (وهو المصطلح الذي عادة ما يطلقه السيسي ضد معارضيه)، مؤكدة أن من نفذوا هذا الهجوم يستهدفون "تشوية سمعة مصر من خلال نشر الشائعات"، على حد قولها.

وأسّس "عيد" (55 عاما)، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في العام 2003 لتعزيز حرية التعبير وتقديم المساعدة القانونية للنشطاء والصحفيين.

ونالت الشبكة ورئيسها جمال عيد جوائز عديدة لعملهما في مجال حرية التعبير وحرية الصحافة في مصر.

وفي 2016، فرضت السلطات المصرية حظر سفر على "عيد"، وأمرت المحكمة بتجميد أصوله الشخصية وأصول منظمته، إلى جانب نشطاء حقوقيين ومنظمات أخرى، في قضية "التمويل الأجنبي" لعام 2011.

وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اعتدى رجال مسلحون بملابس مدنية على "عيد"، ما تسبب في كسور في ضلوعه وإصابات أخرى.

وقال "عيد" إنه بعد عدة أسابيع، في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، تلقى مكالمات تهديد ورسالة نصية تطلب منه أن "يتلمّ" أو "يتأدب". في صباح اليوم التالي، اكتشف أن سيارة كان يستخدمها قد تعرضت للتخريب.