صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: الضفة الغربية على صفيح ساخن ونتوقع مفاجآت

بوخبوط: الجيش والمخابرات يتحدثان عن الدور الكبير الذي يضطلع فيه مكتب الضفة الغربية داخل قيادة حماس الموجود في قطاع غزة

قال كاتب إسرائيلي إن "حماس تواصل تسخين الجبهة الميدانية في الضفة الغربية، وأوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية تتحدث بشكل دؤوب عن جهود متواصلة تبذلها الحركة من أجل زعزعة استقرار الوضع الأمني في الضفة الغربية، ما وجد ترجمته في زيادة التوتر الأمني الحاصل فيها".


وأضاف أمير بوخبوط، الخبير العسكري الإسرائيلي، في تقريره المطول على موقع "ويللا"، ترجمته "عربي21"، أن "من بين أسباب زيادة التوتر الأمني في الضفة الغربية تصاعد المخاوف من اقتراب اندلاع حرب الوراثة على خلافة محمود عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية".


وأشار إلى أن "عملية الطعن الأخيرة التي وقعت بمدينة الخليل تمت لأن المنفذ لم يجتز أي حاجز عسكري أو نقطة تفتيش إسرائيلية في المكان الذي يعتبر منطقة حساسة، ويصعب فيه الدفاع عن الإسرائيليين، لأنه ليس في كل بقعة جغرافية يمكن إقامة حاجز عسكري هناك؛ لأن بإمكان الفلسطينيين المرور ملاصقين جدا للحي اليهودي في الخليل، دون قيود".


وأوضح أن "دوريات الجيش الإسرائيلي باتت تزيد من حركتها في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، سواء داخل الأحياء الفلسطينية، أو على المفترقات الحساسة، وجاءت رسالة قائد كتيبة يهودا الجنرال ايتمار بن حاييم واضحة لجنوده وضباطه، مفادها أن الفترة الزمنية الفاصلة بين عملية مسلحة فتاكة وبين الهدوء الأمني لا يتجاوز عشر ثوان من عدم التنبه واليقظة".


وزعم أنه "بفضل هذه الجاهزية والاستنفار، فقد أحبط الجيش الإسرائيلي في عام 2019 قرابة 12 بنية تحتية لخلايا مسلحة فلسطينية كانت تخطط لتنفيذ عمليات دامية، بعضها من خلال وضع عبوات ناسفة، ولذلك فإن التوتر في الضفة الغربية آخذ في الزيادة مع مرور الوقت، والشعور السائد أن تنجح عملية مسلحة على غرار عملية مستوطنة دوليب قرب رام الله في أغسطس التي قتلت مستوطنة إسرائيلية".


وأكد أن "تلك العملية تمت بتشغيل عبوة ناسفة، بعد أن نجحت الخلية المنفذة بالتخفي عن الرادار الإسرائيلي، لكن كشف جهاز الأمن الإسرائيلي العام عن الخلية المنفذة أوصله إلى بنية تحتية عسكرية واسعة".


وأوضح أن "الجيش والمخابرات يتحدثان عن الدور الكبير الذي يضطلع فيه مكتب الضفة الغربية داخل قيادة حماس الموجود في قطاع غزة، والمسؤول عن توجيه العمليات في الضفة، وقد غير من سياسته في السنة الأخيرة، وبدلا من استراتيجية العمل بصورة موضعية في كل مكان على حدة بالضفة، فقد بات يعمل بصورة أوسع ومكثفة أكثر من أجل زعزعة استقرار الوضع الأمني في الضفة الغربية، والمس بالجنود والمستوطنين".


وأشار إلى أنه "بالتزامن مع هذا التوتر الأمني، تتفاعل في الضفة الغربية حملة لتسريع الوصول إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل، وقد بدأت الحملة منذ عدة أسابيع، وستزيد من حدة التصعيد الحاصل فعلا في الضفة الغربية عموما، ومدينة الخليل خصوصا، بجانب القرارات الأخيرة لوزير الحرب نفتالي بينيت ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في المدينة، رغم أن ذلك سيصب المزيد من الزيت على نار التوتر الفلسطيني".


وأضاف أن "وتيرة استعداد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تتزايد في الآونة الأخيرة؛ تحسبا لإمكانية غياب أبو مازن فجأة عن المسرح السياسي؛ لأن حرب الوراثة قد تسفر عن مقاومة شعبية تنزلق إلى مسلحة، في ظل أن غالبية المرشحين لوراثته بدأوا بتخزين السلاح، ما يثير قلقا جديا في إسرائيل".


وختم بالقول إن "النقطة الأهم مما تقدم التي ستترك تأثيرها على الوضع الأمني في الضفة الغربية هي الانتخابات الإسرائيلية، مع صدور رسائل استفزازية من السياسيين الإسرائيليين تخص مستقبل الضفة الغربية، وهو ما من شأنه زيادة التوتر الأمني فيها، واستدراج ردود فعل فلسطينية غاضبة، والتأثير السلبي على التنسيق الأمني الذي يسهم كثيرا في ترسيخ الاستقرار الأمني، ما يتطلب التجهز لأي مفاجأة قد تشهدها الضفة الغربية".