قضايا وآراء

ألم يحن الوقت؟

1300x600
ألم يحن الوقت بعد، لاحتضان مبدعي العالم العربي، لكي ندعم أعمالهم الإبداعية، وبالذات السينمائية؟ لكي نقدم سينما تُعبر عن همومنا وأفكارنا وأحلامنا وطموحاتنا. سينما مُشرفة، تفرض نفسها على السوق العالمي بآلياته وتحقق تواجدا في مهرجانات السينما الكبرى مثل: كان، وفينسيا، وبرلين. وتكتسب احترام الآخر، وتُمثل جسرا ثقافيا يُساهم ويساعد كوادرنا، على التواصل والاحتكاك بالمؤسسات المتطورة؛ لتكتسب منها الحداثة وربما تترك بها تأثيرا ما.

ألم يحن الوقت بعد لكي يستيقظ الشرق من غفوته، ويعمل على إيجاد مكانة للفن السابع وسط سينما العالم؟ بالطبع هناك محاولات من صناع السينما؛ ولكنها تظل محاولات من هنا وهناك، لا تشكل تيارا أو تنتهج أسلوبا أو أن لديها توجها واضحا.

أذكر أنني كنت شاهدا على معاناة المخرج السوري الكبير مصطفى العقاد، في رحلة البحث لتمويل سيناريو فيلم صلاح الدين الأيوبي، فيلمه وحلمه، لكنه رحل عن عالمنا قبل أن ينجزه.

حكى لي الرجل عن معاناته في إخراج أفلامه السابقة للنور، مثل فيلم الرسالة وفيلم عمر المختار، وأنه رغم النجاح المُبهر لهذين الفيلمين؛ إلا أن هذا لم يشفع له في تيسير عمل فيلمه المُزمع تقديمه (صلاح الدين الأيوبي). ذهب مصطفى العقاد إلى معظم الدول العربية بحثا عن تمويل للفيلم؛ ولكن كان يقابل بالكلمة المعهودة: سندرس المشروع. وتمضي الشهور والسنون، ولا أحد يتحرك للمساعدة في إنتاج فيلم صلاح الدين الأيوبي. وبرحيل مصطفى العقاد فقدنا مبدعا كبيرا كان سيقدم الكثير للمشروع العربي السينمائي.

وكلنا نتذكر المخرج الجزائري الكبير الأخضر حامينا، وفيلمه الذي مثل الجزائر في مهرجان كان، وحصل على السعفة الذهبية في أوائل السبعينيات، وكان حدثا هاما لعالمنا العربي كله وللقائمين على السينما. لا يمكن أن ننسى فيلم "Z" ومنتجه الفني المهم المخرج الجزائري أحمد راشدي، حيث كان للجزائر النصيب الأكبر في إنتاجه. لقد رُشّح الفيلم لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، وأعتقد أنه كانت لنا فرص ذهبية لكي نحقق وجودا سينمائيا رفيع المستوى، ولكننا بدلا من التطور إلى الأمام، وقفنا ولم نحرك ساكنا.

ومع ذلك، أعتقد أنه قد حان الوقت لعمل طفرة حقيقية في مجال التوزيع والإنتاج السينمائي. فنحن لا ينقصنا مبدعون، ونمتلك مقومات كثيرة لكي ننافس على الأجمل والأكثر خلودا. فلنغتنم الفرصة، ونأخذ القرار بضرورة أن نتواجد أمام العالم، ولا نتوقف عن دعم السينما الحقيقية، حتى يلتفت لنا العالم ويشاركنا في دموعنا وأحلامنا. علينا أن نتحرك أليس كذلك؟ أم سنظل نبكي على اللبن المسكوب. ولذلك أقولها مرة أخرى: ألم يحن الوقت بعد؟