ملفات وتقارير

زوجة شهيد الجرافة لـ"عربي21": هكذا علمت باستشهاده (شاهد)

استشهد الناعم صباح الأحد 23 شباط/ فبراير الماضي- عربي21

تملكت مشاعر الصدمة والغضب والألم عائلة الشهيد الفلسطيني محمد علي الناعم (27 عاما)، وهم يتحدثون عن جريمة جيش الاحتلال البشعة، بعدما نكلت جرافة عسكرية إسرائيلية بجثمان نجلهم.

وذكرت الفلسطينية هبة هشام الكرهلي (25 عاما)، زوجة الشهيد، أن عائلة زوجها حرصت على أن لا تشاهد المقطع المصور الذي يظهر تنكيل جرافة الاحتلال بجثمان زوجها، مخفين عنها ذلك المشهد المؤلم، الذي تسبب بحالة غضب فلسطينية.

وأوضحت أنها شاهدت فيديو تنكيل الجرافة بعد أيام من استشهاد زوجها، وقالت وهي تبكي: "صدمت، انفطر قلبي عليه"، مخاطبة جيش الاحتلال الذي قتل زوجها بقذيفة دبابة: "لقد قتلتموه، لماذا تفعلون به هكذا؟".

وأكدت الزوجة المكلومة في لقائها الخاص مع كاميرا "عربي21"، أن الاحتلال يفتقد إلى "الإنسانية والضمير"، متسائلة باستهجان: "هذا إنسان مكرم، كيف تفعلون به هذا؟"، وقالت: "المشهد مروع، وما رأيته خيال".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور عائلة "شهيد الجرافة" - الجزء 1 (شاهد)

وأشادت بمحاولات الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا إنقاذ جثمان الشهيد من بين أسنان الجرافة، ومنعهم رصاص الاحتلال من ذلك، وقالت إنها رأت رأس الشهيد "مرفوعا" حينما حملته الجرافة بأسنانها.

وتساءلت: "ماذا أقول لحمزة حينما يحكي بابا؟ وهل يشعر العالم بذات الشعور الذي نحس به؟"، مطالبة جميع الجهات المعنية بالتدخل لإرجاع جثمان زوجها وكل شيء يخصه، لأنه "لا يجوز أن يبقى عندهم".

واستهجنت هبة الكرهلي، مناصرة البعض للاحتلال الإسرائيلي في ما يقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وصمتهم على ذلك، مؤكدة أن الإنسان الفلسطيني الحي والميت لا ينجو من جرائم الاحتلال.

والدة الشهيد الحاجة ميرفت حسن أبو عبده "أم حسن" (57 عاما)، علقت على تنكيل الجرافة بولدها الشهيد، وقالت: "يا الله ما أفظعهم، كل هذا خائفين من محمد؟ إلى هذه الدرجة تسبب برعبهم؟"، مضيفة أن "المشهد بشع، أرادوا أن يبشعوا فيه لكن الله رفع قدره وذكره، وأذلهم".



واستشهد الناعم صباح الأحد 23 شباط/ فبراير الماضي، بعد استهدافه بقذيفة دبابة إسرائيلية، وأصيب ثلاثة آخرون برصاص الاحتلال خلال محاولتهم إنقاذ جثمان الشهيد، قبل أن تتمكن جرافة عسكرية إسرائيلية من اختطافه والتنكيل به في "مشهد مؤلم". 

وتسبب مشهد تنكيل جرافة الاحتلال بجثمان الشهيد محمد الناعم "أبي حمزة" بغضب شعبي فلسطيني كبير ومطالبات للمقاومة بالرد على جريمة الاحتلال، تدحرج إلى عدوان إسرائيلي استمر ما يزيد على الـ40 ساعة متواصلة بدأت منذ لحظة تنكيل الجرافة بجثمان الشهيد. 

وشنت طائرات حربية إسرائيلية، نحو 50 غارة مدمرة بحسب متابعة "عربي21"، طالت مختلف مناطق قطاع غزة، والعديد من مواقع المقاومة في رفح وخانيونس والوسطى وبيت لاهيا شمال القطاع، إضافة إلى استهداف العديد من المواطنين الفلسطينيين.

ومع تواصل القصف الإسرائيلي للقطاع، ردت المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي بإطلاق أكثر من 60 قذيفة صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، وزعم جيش الاحتلال أن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت 90 بالمئة من تلك الصواريخ.

وبلغ إجمالي عدد الإصابات التي وصلت للمستشفيات الفلسطينية في القطاع، نحو 15 إصابة مختلفة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية التي وصلت إلى "عربي21".


وقبيل منتصف ليلة الاثنين والثلاثاء 25 شباط/فبراير الماضي، دخل وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال حيز التنفيذ، بعد تدخل مصر والأمم المتحدة.