صحافة دولية

إندبندنت: مسلمو بريطانيا هم الأكثر تضررا من كورونا.. لماذا؟

إندبندنت: ربع الذين ماتوا في بريطانيا من فيروس كورنا هم من المسلمين الكبار- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للكاتب شديم حسين، ينقل فيه عن مسؤولين صحيين بريطانيين، قولهم إن المجتمع المسلم هو الأكثر تضررا من فيروس كورونا، فربع البريطانيين الذين ماتوا بسببه هم من المسلمين الكبار في السن.

 

ويقول الكاتب، إن أماكن العبادة الإسلامية في بريطانيا عرضة لانتشار فيروس كورونا بسبب التجمع للصلاة والعبادة فيها. 


ويقول حسين في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "مع انتشار الأزمة، فإن من المحتمل أن ينتشر الفيروس وسط المجتمعات التي تشترك في الثقافة التي تقوم على التجمع في مكان واحد، وهو ما نصحت الحكومة البريطانية بتجنبه". 

ويعلق حسين قائلا، إنه "بالنسبة لأفراد المجتمع المسلم، فإن هذا أمر صادم، لكنه ليس مفاجئا، فالمسلمون عرضة للفيروس، وعليهم الاعتراف بهذا قبل فوات الأوان، ولو شعر المسلمون بأن الحكومة تخلت عنهم أو أهملتهم، فإن التداعيات ستكون خطيرة طالما استمرت الأزمة".

ويشير الكاتب إلى أنه "عادة ما يعيش الكثير من المسلمين في بيوت ضمن عائلة ممتدة، فتعيش ثلاثة أجيال تحت سقف واحد، وهو ما يعني وجود عدد كبير من حاملي الفيروس الذي سيصيب الكبار في السن، ولا يمكن للرجل العجوز عزل نفسه في حال كونه يعيش مع أحفاده وأقاربه، وربما مع أفراد آخرين من العائلة الممتدة". 

ويقول حسين: "نحن جميعنا مخلوقات اجتماعية، لكن المسلمين هم اجتماعيون أكثر من البقية، فنحن نأكل معا، ونشترك في أدوات الطبخ والطبق الواحد، وبالنسبة للمسلمين، فإن العناق والمصافحة هما جزء من سلوكهم، ما يعني أن فكرة (التباعد الاجتماعي) غريبة عليهم".

ويلفت الكاتب إلى أن "هذا أمر محدد بالنسبة للمساجد البالغ عددها 1600 مسجد في بريطانيا، (في مدينتي برادفورد هناك 130 مسجدا) والإسلام هو دين جماعة، مع أن المنظمات المسلمة، مثل المجلس الإسلامي البريطاني وأسوة بالدول الإسلامية، مثل السعودية وتركيا ومصر، أمرت المسلمين بالصلاة في بيوتهم، إلا أن الكثير من المساجد ستظل مفتوحة على أكبر احتمال، واستجابت الكثير من المساجد للنصيحة، لكن المساجد التي ما تزال مفتوحة، قد يزداد عدد المصلين فيها أكثر من اللازم، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالفيروس". 

وينوه حسين إلى أنه "في صلوات الجمعة، فإن المشاركين فيها عادة ما يكونون قريبين بعضهم من بعض، لدرجة تسمح بانتقال الفيروس من شخص لآخر، ونعلم هذا من أحداث في دول إسلامية، كما في ماليزيا التي انتشر فيها كوفيد-19 بسبب تجمع ديني في مسجد، ما سمح للفيروس بالانتشار ليس في داخل البلاد ذاتها، لكن في ست دول أخرى، وهذا كله يجعل فيروس كورونا مثيرا لخوف المسلمين، فالمناطق التي يعيشون فيها، مثل برادفورد، هي الأكثر حرمانا في البلاد، إذا انتشر الوباء، فإن الوضع الصحي سيكون سيئا".

ويفيد الكاتب بأن "مدى المنافسة للمحلات التي يعتمد عليها المسلمون لشراء المواد الأساسية، خاصة اللحوم الحلال، يجعلها تزيد الأسعار نظرا لاعتمادها على سلسلة إمدادات غير موثوقة، مع أن الزبائن الذين تعتمد هذه المحلات عليهم، هم من أفقر سكان بريطانيا". 

ويذكر حسين أنه "في بعض الجيوب التي يعيش فيها المسلمون، فإن هناك نوعا من عدم الثقة، أو عدم الوعي بنصائح الحكومة، بالإضافة إلى أن الصفحة الرئيسية للصحة الوطنية التي تظهر في أثناء مؤتمرات رئيس الوزراء الصحفية باللغة الإنجليزية، وهذا يترك الكثير من أبناء الأقليات ممن لا يعرفون اللغة الإنجليزية جيدا دون وعي كاف بمخاطر الوباء، أو فهم معنى الحجر الصحي والوباء ذاته، ما يتركهم يعتمدون على المعلومات الأجنبية والمصادر الأخرى". 

ويقول الكاتب: "يجب ألا تكون منصات اجتماعية، مثل (تيك توك) و(يوتيوب) الآسيوية مصدرا لمعلومات البريطانيين، بل يجب أن تكون الحكومة هي مصدر تلك المعلومات، خاصة في وقت الأزمة الوطنية". 

ويرى حسين أن "هذا هو أمر مهم للاجئين وطالبي اللجوء والأطفال ممن تكون معرفتهم باللغة الإنجليزية ليست كافية لفهم ما يجري حولهم، وسيعانون من الصدمة أو الأمراض النفسية في حال تم إغلاق كل شيء، وستنتشر هذه الصدمة وسط الأقلية المسلمة مع تطور الأزمة، فمنع التجمعات لأكثر من 100 شخص هو منع للجنازات، التي يزيد عدد المشاركين فيها على 300 شخص". 

ويقول الكاتب، إن "الكثير من المسلمين يشعرون بالقلق من أنه دون تحرك سريع، فإنهم سيجدون أنفسهم أمام وضع يراقبون فيها آباءهم وهم يموتون أمام ناظريهم، ودون القدرة على تشييعهم بطريقة تخفف عليهم ألم الفراق". 

ويؤكد حسين أن "نصيحة الحكومة خلال هذه الأزمة كانت واضحة، ويجب أن تكون الآن متعددة اللغات والثقافات". 

ويجد الكاتب أن "الدعم الحكومي في هذه الأزمة، يظل أقل من ذلك الذي قدم في أثناء الأزمة المالية، وبالتأكيد فإن الحياة الإنسانية أهم من الحسابات البنكية، ويجب توفير الدعم للسلطات المحلية والجمعيات الخيرية والمتطوعين في أنحاء البلاد كلها حتى يتمكنوا من توفير الطعام والإمدادات، وتخفيف الأزمة على المواطنين الذين يحتاجون إلى مساعدة". 

 

ويختم حسين مقاله بالقول، إن "المسلمين سيؤدون الدور المنوط بهم، لكن على الحكومة تقديم الدعم لهم، فالنظافة والصحة والمسؤولية عن الجار، هي قيم متجذرة في الثقافة الإسلامية، ومنها مسؤولية عدم نقل العدوى للجار وللمواطنين كلهم".


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)