مقالات مختارة

كورونا والطفرة المقبلة في علم الروبوتات

1300x600

يدفع وباء «كوفيد 19» الأجسام البشرية - والنبوغ البشري — إلى حدودها القصوى. فبينما يتدفق المرضى على أقسام الطوارئ في المستشفيات ويكافح العاملون في مجال الرعاية الصحية من أجل الرد على هذا التحدي، تشدد مجموعة دولية من الخبراء على أهمية نوع من التدخل الإلكتروني. ففي مقال افتتاحي بدورية «ساينس روبوتيكس»، يحاجج هؤلاء الخبراء بأن أزمة «كوفيد 19» يمكن أن تدفع إلى تطورات جديدة في علم الروبوتات، وأن تلك الأجهزة يمكن أن تقدّم المساعدة بخصوص عمليات تشخيص وفحص ورعاية أكثر فعالية للمرضى.


وإذا كانت فكرة مساعدين على شكل روبوتات قد تبدو شيئا ينتمي إلى المستقبل أو ضربا من ضروب الخيال العلمي، فإنها ليست كذلك؛ ذلك أن الروبوتات باتت تُستخدم منذ مدة في المعركة ضد فيروس كورونا؛ ففي هونج كونج، على سبيل المثال، يقوم أسطول من الروبوتات الصغيرة بتعقيم قطارات الأنفاق في المدينة. وفي الصين، استعان مستشفى ميداني بكامله بعمال من نوع خاص جدا: روبوتات مصممة لمساعدة العاملين في مجال الرعاية الصحية المنهَكين والتخفيف من أعبائهم.


وفي الولايات المتحدة، أدت الروبوتات دورا في أول حالة معروفة لـ«كوفيد 19»، فقد تم استخدام روبوت مجهز بسماعة الطبيب وميكروفون مع رجل يبلغ 35 عاما في ولاية واشنطن، كان معزولا في وحدة عزل بعد أن ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا. وقد شفي بشكل كلي لاحقا.


وفي هذا الصدد، كتب الباحثون يقولون: «لقد رأينا من قبل روبوتات تم استخدامها من أجل التعقيم، وتقديم الأدوية والطعام، وقياس المؤشرات الحيوية، ومساعدة عمليات مراقبة الحدود».


وأشاروا إلى العديد من الطرق الأخرى التي يمكن استخدام الروبوتات بها في الرد على الوباء، ومن ذلك أن الروبوتات يمكن أن تساعد في عمليات التشخيص والفحص، وفي هذا الإطار، ابتكر باحثون جهازا يستطيع تحديد الوريد المناسب والقيام بسحب الدم، أو يمكنها أن تتولى عملية تعقيم المستشفى بشكل كلي، موفرة عملية تعقيم متواصلة للمناطق الملوثة بالأشعة فوق البنفسجية.
لكن ذلك ليس بسيطا كالضغط على زر الكهرباء؛ ذلك أن الأمر سيتطلب استثمارا حقيقيا حتى تصل روبوتات متخصصة إلى السوق في هذا الوقت من أجل إنقاذ الأرواح.


والواقع أنه سبق للمجال أن كان في وضع مماثل من قبل؛ فعقب انتشار فيروس إيبولا في 2015، تم تحديد عدد من الفرص، غير أن التطبيق ظل محدودا.


ولهذا، يقول الباحثون محذرين: «بدون بحوث مستمرة، لن تكون الروبوتات مرة أخرى جاهزة للكارثة المقبلة».

 

(الاتحاد الإماراتية)