لم يعد دور محمد بن زايد والإمارات
في ملفات المنطقة خافيا على احد، خاصة التعاون اللامحدود مع الكيان الصهيوني،
لدرجة أن نظام الحكم في
الإمارات يسخر كل ملياراته وعلاقاته الدولية الممتدة والتي
صنعها بالمليارات أيضا؛ لصالح الصهاينة، كان آخرها الدعم المالي والدبلوماسي
والمخابراتي لترحيل 26 إسرائيليا من المغرب إلى تل أبيب، بعدما حاصرهم كورونا. وهي
ليست الخدمة الوحيدة في هذا الصدد، بل قامت الإمارات بنفس الدعم متعدد الأذرع
والإمكانات بترحيل عدد كبير من الإسرائيليين من بلدان عدة إلى تل أبيب.
والأحداث توكد أن ما طرحناه سابقا عن المربع
الصهيو- خليجي المصري، وأن صبيان العسكر في المنطقة يعملون وكلاء لغلمان الخليج،
وكلهم يعملون لدى المشروع الصهيو- أمريكي الذي بات واضحا لكل عاقل بصير.
أيضاً الأحداث تتكشف، ومعها تزداد التحديات
أمام التغيير المنشود لشعوب المنطقة، خاصة وان الإمكانات غير متكافئة بين مربع
الثوار ومربع بلدان الثورات المضادة، لكن هناك شواهد اقتصادية وسياسية واجتماعية،
داخلية وإقليمية وعالمية، تقول أن مؤشر الثورات المضادة في الهبوط، خاصة في
الإمارات والسعودية.
نعم مؤشر ثورات الربيع العربي لا يستطيع
الصعود، لكثرة العقبات وكثرة موارد وإمكانات طرف الثورات المضادة، فلعل حكمة الله
وسنته في التوازن والتداول تسقط مؤشر الثورات المضادة ليهبط نزولا إلى مستوى مكافئ
لثورات الشعوب، ثم يواصل الهبوط حتى القاع وربما إلى ما بعد القاع.. وتلك الأيام
نداولها بين الناس.
الصراعات الاستراتيجية لا تحسم بالضربة
القاضية، لكنها تحسم بالنقاط الفنية. صحيح أن مربع ثورات الشعوب لا يملك الكثير من
الأوراق والإمكانات، لكنه يملك ما لا تملكه بلدان وأنظمه وأجهزة الثورات المضادة..
يملك الحق وانه صاحب الشرعية؛ شرعية تمثيل الشعوب وقاطرة التغيير، وذاكرة تاريخ
الأمم ضد وكلاء الغرب الاستعماري. والحق في ذاته قوي عظيم، حتى لو بدا في بعض
حالاته غير ذلك.
عشنا وما زلنا نعيش توازن الألم بقيادة فيروس
كورونا، فهل نحن نتجه إلى توازن وتكافؤ الفرص، ثم ننتقل بعدها إلى حسم النتيجة
لصالح ثورات الشعوب، لنعيش سننا كونية عملاقة وغالبة في التدافع قدر الطاقة، ثم
التوازن بتدخل جنود السماء، ثم التداول بوسائل وأدوات الأرض؟
الأهم، الاستعداد والجاهزية قدر المستطاع،
وتمسك الشعوب بحقها في حياة حرة كريمة.. أن لم يكن بأوراق تملكها، فسيكون بأوراق
يفقدها الخصوم.. إنه قانون الكون وسنة الحياة.. فلنتعلم.