قضايا وآراء

السعودية إذ تقدم الإخوان "كبش فداء"

1300x600
ما زالت سنن التوازن الكوني سارية وفاعلة بغض النظر عن إمكانات الأطراف الفاعلة، مسألة جديرة بالوقوف عندها والتأمل في ميزان الكون العادل الذى يبرهن بالدليل القاطع أن لهذا الكون ربا يديره ويحكم إدارته.

أعلنت هيئة كبار العلماء في السعودية ومجلس اتحاد الإفتاء في الإمارات والموظف بدرجة مفتي الديار المصرية، أعلنوا جميعا أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية ومارقة من الدين وأن المنتسبين إليها لهم سوء العاقبة يوم القيامة. المؤسسات الدينية حكمت على مصير جماعة الإخوان في الدنيا بالإرهاب وفي الدين بالخروج وفي الآخرة بسوء العاقبة؛ بالمخالفة للواقع والعلم والمنطق والشرع معا.

لم يكتف ملوك وأمراء الخليج بهذا الحكم الجامع المانع من حقوق الدنيا والآخرة، فدفعوا برجالهم في مجلس الشيوخ الأمريكي (تتحمل السعودية والإمارات نفقات الحملات الانتخابية لعدد غير قليل من أعضاء البرلمانات الغربية، خاصة أمريكا) للمطالبة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، ولم يطالبوا بأن يكون الحوثي الذي يرجمهم بالصواريخ جماعة إرهابية، فما هو السبب الحقيقي لهذه الفتاوى المسيسة وهذا الطلب لمؤسسات أمريكا؟ هل من جديد في المشهد دفع السعودية ومن معها لهذا المربع المجحف الظالم؟ أم أن احتراف الظلم لا يحتاج إلى دوافع؟

الواقع يؤكد أن سنن الله الغلابة فاعلة التأثير وبطريقة مدهشة؛ لا يملك الإخوان أدواتها وتكلفتها، حين توافق البيت الأبيض والكونجرس والسي آي إيه مجتمعين، عن "القلق من السعودية"، وتوجيه اتهامات شديدة بالإعلان صراحة أن "المملكة تُشكّل خطراً على الأمن القومي الأمريكي!".

الخبر على موقع "إنتلجنس أونلاين" (Intelligence Online) الفرنسي، والذى أشار إلى تقرير أعدته لجنة الإستخبارات في مجلس النواب الأمريكى، يحدد مصادر القلق التي ستتطلب اهتماماً خاصا من "سي آي إيه" عبر العالم.

السعودية تريد أن تقدم الإخوان كبش فداء بدلا منها، تقول للغرب خاصة أمريكا إن كنتم تريدون التصويب نحو من يهدد الأمن القومي الأمريكي فليكن الإخوان بدلا منا، لذا قد مهدنا لكم الطريق بفتاوى دينية من المؤسسات الرسمية أن الإخوان جماعة إرهابية..

السعودية والإمارات ومصر ومعها الصهاينة تسابق دخول بايدن البيت الأبيض وتريد قطع الطريق عليه في تغيير سياسة أمريكا تجاه المنطقة خاصة مصر.. هي في هلع أن يتدخل بايدن بسياسة جديدة تعيد بعض التوازن وبعض الحقوق، وهذا يمثل خطرا وجوديا على عروش الخليج أكثر من مصر.

ملوك وأمراء ورؤساء المربع الصهيو-خليحي- مصري يخافون من مجرد حرية الرأي والتعبير، وليس المعارضة والتنافس على الحكم. هم يعرفون أن الحريات ستأتي حتما بتيار وطني غير تابع ولا عميل يعبر عن إرادة الشعوب ويحمي ثرواتها ومقدساتها، ويهدد وجود وحدود الكيان الصهيوني كما يهدد مصالح الوكلاء من الحكام وفرق المولاة.

حكام السعودية بالفعل في خطر، وملفهم الأحمر بلون دم جمال خاشقحي مليء بالأزمات، فهل يُحسنون التصرف بميزان العدل والإنصاف ورد الحقوق والمظالم، وعدم الوقوف بالدعم لكل ظالم أملا في غسل أيديهم من دماء الشعوب هنا وهناك، أم أن حكم القدر قد سبق بالحساب على كل ما سبق؟! الأيام والليالي حبلى بالأحداث الجسام.

محمد عماد صابر