صحافة إسرائيلية

بعد هجمات.. "هآرتس": الجبهة السيبرانية الإسرائيلية مكشوفة

تعرضت شركات إسرائيلية كبرى لهجمات سايبر مؤخرا- جيتي

أكدت صحيفة عبرية، أن هجمات السايبر الأخيرة، التي استهدفت مؤسسات وشركات إسرائيلية، كشفت مدى انكشاف الجبهة السيبرانية الداخلية للاحتلال الإسرائيلي. 

وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في افتتاحيتها الاثنين، أنه "في الأيام الأخيرة عُلم بأحداث سايبر كبرى استهدفت الاقتصاد الإسرائيلي؛ شركة التأمين "شيربيت" شهدت حدثا يتعلق بتسريب معلومات ومحاولة ابتزاز، كما اجتازت شركة البرمجة "عميتال داتا" حدث سايبر وسرقة معلومات كشفت عن نحو 40 ألفا من زبائنها، إضافة لشركات في مجال اللوجستيات الدولية". 

وأضافت: "كما علم عن هجمة سايبر على "هافانا لابس"، وهي شركة شرائح هي اليوم جزء من "إنتل"، وسرق على ما يبدو ملكية فكرية باهظة القيمة تعود للشركة". 

ولفتت الصحيفة إلى أن "الارتفاع في الهجمات ضد إسرائيل هي نتيجة لوضعها الجغرافي والسياسي، ففي السنة الأخيرة دخلت إسرائيل في حرب مواجهة مع إيران، وبدأ هذا بهجمة إيرانية على منشآت المياه في إسرائيل في نيسان/ أبريل الماضي، وعندها قررت إسرائيل الرد بقوة، فشنت هجمات سايبر، وعطلت لعدة أيام "ميناء شهيد رجاي" في إيران". 

ونوهت إلى أن "الجمهور الإسرائيلي يكتشف اليوم أن لإيران أيضا توجد قدرات سايبر متطورة، وهي تستخدمها؛ فالدافعية للمس بإسرائيل ارتفعت مؤخرا بعد تصفية المسؤول في البرنامج النووي الإيراني (العالم محسن فخري زادة)، وفي جبهة الهجوم توجد مجموعة "Pay2Key" الإيرانية، التي بحسب معطيات "تشيك بوينت" نجحت في أسبوع واحد في أن تضرب 12 شركة في إسرائيل، وهذه فقط الحالات المعلومة".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: "جهات عربية" توظف إسرائيليين لتطوير هجمات سايبر

وذكرت "هآرتس" أن "إسرائيل -كعادتها- دخلت الحرب المعركة السيبرانية بغرور؛ إذ افترضت أن قدراتها الهجومية أفضل وجبهة السايبر الإسرائيلية الداخلية جاهزة ومحمية، غير أن هذا ليس هو حقيقة الوضع كما تثبت أحداث الأيام الأخيرة". 

وبشكل عملي، "رغم أن بعض شركات السايبر الكبرى في العالم مصدرها إسرائيل، فإن حماية السايبر لمنظومة الاقتصاد الإسرائيلي ليست جيدة"، زاعمة أن هذا الضعف في قدرات السايبر "مرتبط بغياب الميزانيات وثقافة الإدارة الإسرائيلية التي تتمثل بـ"هذا لن يحصل لي". 

وأكدت أن "منظومة سايبر إسرائيلية بميزانية 250 مليون شيكل (نحو 76 مليون دولار) في السنة، مع 350 من خبراء السايبر لم ينجحوا حتى الآن في تغيير الوضع، فكثرة السلطات التي تعنى بالسايبر لا يساعد الأعمال بما يكفي، وهذه تبقى مكشوفة". 

ورأت الصحيفة أن الشركات والأعمال التي "تضررت من هجمات السايبر ليست مذنبة في ذلك؛ فهم الضحايا، وعلى إسرائيل أن توفر لهم الحماية، ولكن تل أبيب ليست جاهزة لذلك، وفي ظل هذا الواقع، على تلك الشركات أن تأخذ مصيرها بيدها، وتكثف منظومة الدفاع لديها، وفي هذا الوضع، لا يوجد أحد يمكن أن يعتمدوا عليه غير ما ذكر". 

وبحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي، بلغ معدل الهجمات الإلكترونية 30 هجمة أسبوعيا، ويعود ذلك لأسباب متعددة، منها أن غالبية الموظفين والعاملين في بيوتهم تكون الحماية في حواسبهم المنزلية أضعف، إلى جانب أن العقول العبقرية خلال وباء كورونا يكون لديها وقت فراغ أكبر.