كشفت شبكة "بلومبيرغ" عن عمل البيت الأبيض مع الإمارات للتوسط في صفقة مع قادة الانقلاب في السودان لإعادة رئيس الوزراء المُقال عبد الله حمدوك، إلى منصبه.
ونقل مراسل الشبكة، إيلي ليك، عن دبلوماسيين أمريكيين وعرب أن بريت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي "عمل عن كثب مع طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي الإماراتي، للتفاوض مع قائد الجيش السوداني الآن عبد الفتاح البرهان بشأن عودة حمدوك إلى السلطة".
وبعيدا عن قرار واشنطن تعليق مساعداتها للخرطوم، بقيمة 700 مليون دولار، والدفع باتجاه إدانة في مجلس الأمن للانقلاب، فإن إدارة بايدن تتجه إلى حلول أكثر عملية وتلامس الوقائع على الأرض، بما في ذلك الاتصال بأبو ظبي، التي يعتقد أن لها دورا ما في المشهد السوداني.
وقال "ليك" في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، إن سفير الخرطوم لدى واشنطن، نور الدين ساتي، أكد له علمه بالجهود التي تبذلها الإمارات، مشيرا إلى جهود في الاتجاه ذاته من مصر.
وقال ساتي: "نحن نقدر الدور الذي تلعبه الإمارات.. إنهم يحاولون مساعدتنا في حل هذه المشكلة".
وفي حين لم يتم الاتفاق على أي شيء حتى الآن، وفق ليك، فإن الخطوط العريضة للصفقة تتطلب من النظام العسكري قبول عودة حمدوك إلى السلطة على أساس أنه سيتم استبدال بعض أعضاء حكومته.
وسيتعين على النظام العسكري إطلاق سراح أعضاء الحكومة الذين اعتقلهم منذ يوم الاثنين.
اقرأ أيضا: عصيان مدني مستمر بالسودان وتحشيد لمليونية السبت (شاهد)
ويشير خبراء إلى أن تقاطعات العسكريين في السلطة الحالية مع "جرائم" ارتكبت خلال ثورة 2019 على نظام عمر البشير، وإصرار قوى مدنية على المضي بـ"المحاسبة"، جميعها عوامل قادت إلى مشهد التأزيم.
وينقل تقرير "بلومبيرغ" عن كاميرون هدسون، الزميل البارز في المجلس الأطلسي، قوله إن الحكومة السودانية المدنية وجدت نفسها أمام معضلة "كيفية المحسابة في الفظائع التي ارتكبت خلال المراحل الأولى من الثورة".
وبالإضافة إلى ذلك، بحسب هدسون، فإن احتمال خسارة البرهان لرئاسة مجلس السيادة قد يفتح الباب أمام تجريد الجيش من ممتلكاته المالية الكبيرة داخل البلاد.
وأعرب ساتي عن اتفاقه مع ذلك التحليل، قائلا إن خشية قادة عسكريين من المحاكمة ساهمت في دفعهم للانقلاب.
وفي الوقت ذاته، اعترف ساتي بأن بعض القادة المدنيين فشلوا في معالجة مخاوف الجيش.
وأضاف: "إذا كان لديك شخص يحمل مسدسا، فلا يمكنك إخراجه من يده إلا إذا أعطيته بديلا".
ورغم ذلك، فإن النتيجة النهائية لأي عملية تفاوض ستكون سلبية في نهاية المطاف، وستخفض سقف طموح وآمال المدنيين والمطالبين بانتقال ديمقراطي وسلس، مقارنة بما تم التوصل إليه من اتفاقات منذ الإطاحة بالبشير.
البنك الدولي يعلق مساعداته للسودان بعد الانقلاب
أمريكا: البرهان قام بانقلاب عسكري.. وتعلق مساعدات للسودان
"مقترحات" أمريكية لإنهاء الأزمة بين شركاء الحكم بالسودان