اتهم كاتب إسرائيلي وسائل الإعلام العبرية
بالازدواجية في التعامل مع "فساد" رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي
السابق بنيامين نتنياهو، و"تبذير" رئيس وزراء الاحتلال الحالي نفتالي
بينيت.
وقال الكاتب جدعون ليفي في مقال بصحيفة
"هآرتس": "لو كان فقط معسكر نتنياهو مستقيما لكانت رعنانا (مدينة
بالداخل المحتل) ستكون مليئة بالمتظاهرين هذا الأسبوع، وكانت الطبول ستقرع فوق كل
جسر والصافرات ستنطلق في كل مفترق طرق".
وأوضح أن "هذا المعسكر ارتدى عباءة محاربة
الفساد ومكافحة نمط الحياة المبذر على حساب الجمهور، ولكن يتبين أن نمط الحياة لا
يهم كثيرا هذا المعسكر، فقط يهمه نتنياهو وليس أي شيء آخر، وصحيح أن بينيت أنفق
أقل من نتنياهو، وفجأة تحول هذا لمبرر أساسي وحتى أخلاقي".
وأضاف: "سائق ضبط وهو يسافر بسرعة 120 كم
في الساعة، وهو يشير لسائق آخر كان يسافر بسرعة 140 كم في الساعة، وهذا ما فعله
بينيت هذا الأسبوع في رده على التحقيق الذي قدمته إيالا حسون في القناة 13، وهذا
ادعاء غير مقبول، لكنه أكثر إثارة للغضب"، منوها إلى أن "اختيار بينيت
لمنصبه فقط بسبب كراهية نتنياهو الموحدة والمطهرة والتي كان شعارها طرد الفاسد، هم
جاءوا ليغيروا".
ونوه أن "بينيت تأخر في الاعتراف بخطئه،
وكتب: "من الآن كل نفقات طعام عائلتي ستدفع من حسابي الشخصي"، وهذا كان
يجب أن يحدث يوم أداء اليمين، أو على الأقل بعد نشر تحقيق حسون على الفور، فرئيس
الحكومة مسموح له بين حين وآخر أن يمد يده إلى جيبه؛ لكن يتبين أن السلطة تعمي
وتنتشر مثل مرض معد من رئيس حكومة إلى وريثه".
ورأى جدعون، أن "الأمر الأكثر أهمية وقلقا
هو تعاطي الجمهور ووسائل الإعلام مع تحقيق حسون؛ بدءا بالتجاهل المطلق والسقوط
المخيف بدرجة مرعبة ومرورا بالسخرية السخيفة والاستهزاء من ناشر التقرير والتشكيك
بمصداقية التحقيق "بدون دليل"، وانتهاء باضطرار وسائل الإعلام إلى تعديل
خطها كي يتساوق مع مكتب رئيس الحكومة، الذي أكد على التفاصيل كاملة، وهذه صحافة
إسرائيل".
ولفت إلى أنه "من ناحية معظم وسائل
الإعلام، بينيت يمكنه أن يطلب الكافيار الفارسي الأسود لأبناء عائلته كل يوم وعلى
حساب دافع الضرائب، كما يمكنه قتل الفلسطينيين فقط كي لا يعود نتنياهو".
وذكر الكاتب، أن "الموضوع هامشي، فإسرائيل
التي تنفق أموالا طائلة على الاستيطان والغواصات وتوفر الحماية لرئيس الحكومة
بصورة قبيحة بعشرات آلاف الدولارات، ميزانية وجبات منزل رئيس الحكومة فيها هي موضوع غير
مصيري، وهذا من نوع الأمور التي تثير الغضب، والتي تحب وسائل الإعلام
والإسرائيليون انتقادها، لكنهم يغضون النظر عن التبذير الكبير والفضائحي
حقا".
ونوه أن "الحماية الهستيرية لمنزل من
سيكون بعد سنة وأربعة أشهر مع القليل من الحظ وزير الداخلية، هي جنون
للأجهزة"، موضحا أن "وسائل الإعلام العبرية، تحب الانشغال بهذه الصغائر،
لكن أيضا عندما تفعل ذلك فهي تفعله بمعايير مزدوجة، معايير لنتنياهو ومعايير
للآخرين".
وبلغة ساخرة قال: "هذه الآن حكومة التغيير
والإصلاح، حكومة النور بعد سنوات الظلام، تنفس الصعداء في أرجاء البلاد عند
تشكيلها، وعلى الفور في بداية ولايتها أوضحت أنه في الموضوع الأكثر مصيرية
لإسرائيل، الاحتلال، هي لن تحرك ساكنا، والعزاء كان على الأقل نمط حياة الحكومة
ومن يرأسها سيتغير، هم لم يعدوا بالكثير، ولكن حتى هذا العزاء كان مخيبا للآمال،
فقط يجب أن لا يعود نتنياهو".
قلق إسرائيلي من تعثر العلاقات مع تركيا بسبب أحداث القدس
تشاؤم إسرائيلي حول فرص بينيت بالعودة للحياة السياسية
بينيت يهاجم عباس ويتهمه بالتشجيع على تنفيذ "العمليات"