كشف جيش الاحتلال عن إجرائه سيناريو قتاليا "في أعماق الأراضي المعادية"، بجزيرة قبرص، لأول مرة هذا الأسبوع، من خلال تنفيذ عشرات الغارات السرية، استمرارا لمناورات "عربات النار".
وتشارك في هذه المناورة أكثر من 50 سفينة وطائرة هليكوبتر، والآلاف من مقاتلي ألوية الكوماندوز والمظليين ويهلوم والهندسة، جنبًا إلى جنب مع القوات البحرية والجوية، وقد سعت هذه التدريبات التي شهدتها الأراضي القبرصية لمحاكاة ساحة معركة مثل لبنان، رغم المخاطر التي ينطوي عليها وصول العديد من الجنود إلى ذلك المستنقع اللبناني، ذلك أنهم سيكونون عرضة للقتل والأسر، في ضوء تنامي قدرات الحزب خلال السنوات الـ 16 الماضية منذ حرب لبنان الثانية 2006.
يوآف زيتون الخبير العسكري الذي رافق قوات الاحتلال في مناوراتها الميدانية في قبرص، نشر في صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرا ترجمته "عربي21"، جاء فيه أن "هذه المناورات شملت استهداف الحزب لقدراته وأصوله العديدة في وسط وشمال لبنان، بما في ذلك مقاره الرئيسية، ونقاط تمركز كتائب رضوان الساعية للتسلل إلى إسرائيل، وقاذفات صواريخ بعيدة المدى وصواريخ دقيقة، وإعداد وحدات النخبة لمداهمات في عمق أراضي العدو".
وأضاف أن "مناورات قبرص تشمل الاستعداد لحرب واسعة النطاق، بما فيها الساحة البحرية، ولذلك انطلقت من القاعدة العسكرية في ميناء حيفا، وعلى مسافة 400 كم إلى الشواطئ الغربية لقبرص، 18 سفينة مختلفة، بما في ذلك سفن الصواريخ والأسطول الـ13، وتم نقل 30 طائرة وطائرات هليكوبتر، بلاك هوك، وطائرات يسعور، جنباً إلى جنب مع حراسة مشددة لمقاتلي وحدة الإنقاذ 669 وآلاف المقاتلين، وعند وصولها إلى منطقة العدو الوهمي في قبرص، تدربت القوات على القفز بالمظلات، والخروج من البحر، وقد استغرقت الرحلة البحرية 18 ساعة، وسار الجنود لأميال عديدة 4 أيام".
اقرأ أيضا: سيناريو إسرائيلي لحرب مع حزب الله.. آلاف القتلى في 9 أيام
وكشفت الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن التدريبات في قبرص تضمنت نيران القوات الجوية والمدفعية الدقيقة من مسافة بعيدة، وعشرات الغارات والتراجع السريع، واللامركزية لعشرات الفرق القتالية على مدى عدة أميال، ورحلة مفاجئة لمئات المقاتلين من نقطة معينة في عمق أراضي العدو الوهمي في قبرص، ومرافقة 10 مروحيات بلاك هوك لـ6 طائرات عمودية مقاتلة من طراز أباتشي، وتنفيذ غارات على المحاجر التي تشبه مجمعات حزب الله المحصنة، مع العلم أن التدريبات تمت بدون نيران حية حتى لا تحدث حالة من الذعر في هذه الجزيرة الرعوية.
ورصدت المحافل الأمنية الإسرائيلية ما قالت إنه اهتمام كبير بهذه المناورات الضخمة من قبل العديد من الأساطيل المبحرة في المنطقة، خاصة روسيا وتركيا، التي اقتربت من الجزيرة المجاورة لتتبع ما يحدث هناك، وأرسلت أنقرة سلسلة تساؤلات إلى تل أبيب بخصوص التمرين، التي أوضحت أنه لا يتعارض مع تحسين العلاقات معها، بل يأتي في إطار تعزيز التحالفات الإسرائيلية مع أنقرة واليونان وقبرص.
في الوقت ذاته، نشر جيش الاحتلال واحدة من غواصاته وسفن الصواريخ التابعة له في البحر الأحمر كرسالة موجهة إلى إيران، بعد أن رست في القاعدة البحرية في إيلات بعد جلسة تدريبية رافقها نموذجان صاروخيان، بهدف تحقيق التفوق البحري، مع الحفاظ على الحرية البحرية في البحر الأحمر، كما تدربت هذه القطع على توسيع منطقة العمليات في المنطقة، ضمن تدريب طويل المدى يحاكي سيناريوهات مختلفة.
مناورة إسرائيلية في قبرص رغم زيارة تشاووش أوغلو
جيش الاحتلال يستعد لهجوم في إيران.. كم يحتاج من الوقت؟
تقدير لجيش الاحتلال: الانتهاكات بالأقصى تزيد العمليات ضدنا