أشار تحليل أعده معهد
الشرق الأوسط في واشنطن إلى أن
الصين قد لا
تكون راغبة في خوض غمار "مياه الشرق الأوسط المضطربة".
ووفق التقرير الذي نشرته مجلة "
Eurasia Review"، فإن الأزمات والصراعات المتعددة في الشرق الأوسط يمكن أن تؤثر على طبيعة
علاقات الصين
مع القوى الكبرى في المنطقة، بما في ذلك السعودية وإيران وتركيا.
وتشمل قائمة المزالق التي تواجه الصين، وفق التحليل، تداعيات
الحرب الأوكرانية، والعلاقات الأمريكية المتوترة مع المملكة العربية السعودية والإمارات
العربية المتحدة، والمعارضة التركية لعضوية فنلندا والسويد في الناتو، والتهديد بتوغل
تركي متجدد مناهض للأكراد في شمال سوريا، ومصير خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)،
والاتفاقية الدولية لعام 2015 التي حدت من برنامج إيران النووي.
ورجح التحليل أن دول الخليج وتركيا ليست لديها أي نية لتغيير علاقاتها
الأمنية بشكل جذري مع الولايات المتحدة مهما اشتدت الخلافات.
ويضيف أن المملكة العربية السعودية تدرك أنه لا بديل للمظلة الأمنية
الأمريكية، مهما كانت الشكوك لديها حول التزام واشنطن بأمن الرياض.
بالمقابل، يرى التحليل أن الصين أيضا أوضحت في أكثر من مناسبة أنها غير
مستعدة ولا قادرة بعد على أن تكون بديلا عن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأكدت الصين، وفقا للتحليل، أنها ومن أجل الانخراط في الأمن الإقليمي
للمنطقة يتعين على دول الشرق الأوسط أولا أن تسيطر على نزاعاتها حتى لا تخرج الصراعات
عن السيطرة.
ومن بين الخطوات المهمة في هذا الاتجاه، التحركات التي جرت مؤخرا لخفض
التوتر بين تركيا والسعودية والإمارات ومصر والتركيز على البعد الاقتصادي، على الرغم
من أنها لا تزال هشة، وفقا للتحليل.
ويضيف أن فشل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع إيران قد يؤدي إلى زيادة
الاضطرابات في المنطقة، ومن المرجح أن يدفع إسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية إلى
تعزيز تعاونهم الأمني والتقارب أكثر مع تركيا.
ويمكن أن يؤدي أيضا إلى تصعيد التوترات في سوريا ولبنان واليمن والعراق،
حيث تدعم إيران مجموعة مختلفة من الجهات الفاعلة السياسية والميليشيات.
بالتالي يشير التحليل إلى أن هذه الأمور مجتمعة تعتبر خبرا غير سار
للصين، التي تفضل الاستمرار في التركيز على الاقتصاد.
كذلك فإن فشل المفاوضات يعني أن العقوبات المفروضة على طهران ستبقى
وسيؤدي ذلك لعرقلة ازدهار العلاقات بين طهران وبكين بالكامل.