صحافة إسرائيلية

هل تؤثر أزمة الاحتلال السياسية على مواصلة الهجمات ضد إيران؟

التقييم الإيراني للوضع الإسرائيلي المتقلب يغلب عليه "الشماتة"

تراقب تل أبيب طبيعة رد فعل إيران إزاء الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة ضد العلماء والضباط الإيرانيين، وسط تخوف من أن تسفر الأزمة السياسية الداخلية التي تشهدها عن فرصة سانحة لإيران للنهوض بأهدافها في المجاليين النووي والإقليمي، خاصة بعد انهيار الائتلاف الحكومي.

  

الماكنة الدعائية الإيرانية من جهتها تروج أن سقوط حكومة نفتالي يقدم إثباتا على فشلها في إجهاض طموحات إيران، ودليلا على تفككها من الداخل، وانتصارا آخر للمحور الذي تقوده في المنطقة، رغم أن التقدير الإسرائيلي السائد أن سياستها تجاه إيران لن تتأثر بسبب التغيرات السياسية فيها، بحيث يمكن لإيران أن تستمر في دفع الثمن، خاصة عقب فشل المحادثات النووية.


بني سباتي، الخبير في الشؤون الإيرانية، ومؤسس قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية، ذكر في مقاله على موقع معهد القدس للاستراتيجية والأمن، ترجمته "عربي21" أن "إيران بدل الرد على استهدافات الأمن الإسرائيلي المتكررة لها، تحاول إشغال نفسها ورأيها العام الداخلي بتسليط الضوء على انقسامات التيارات الإسرائيلية التي تتحضر للحملة الانتخابية المقبلة، بعد أن حلّت بها العديد من الكوارث مثل إطلاق الصواريخ من غزة، وغياب منظومة الحكم العام".


وأضاف أن "التقييم الإيراني للوضع الإسرائيلي المتقلب يغلب عليه "الشماتة" بصورة واسعة، لكنه في الوقت ذاته قد يحمل مؤشرات سلبية على اعتبار أن الحكومة الإسرائيلية غير المستقرة قد تكون أكثر خطورة على إيران، لأنها من أجل تعزيز بقائها ستحاول تخريب المحادثات النووية، أو إثارة العالم ضد إيران، أو حتى استفزازها نفسها لاتخاذ إجراءات قد تدفع العالم ضدها، والابتعاد عنها، ودفع إسرائيل للتحالف مع دول عربية في الخليج، وتسليحها بأنظمة دفاع جوي، فضلا عن توثيق علاقاتها الحميمة مع روسيا والهند وجيران إيران الآخرين".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: الحرب السيبرانية مع إيران صعدت لمستوى جديد

وأكد أن "إيران تبالغ في نتائج عملياتها السيبرانية المتواضعة ضد إسرائيل، رغم أن الأخيرة قد تستغلها وتقدمها كعمل يبرر الرد القاسي على طهران، من خلال تصعيد الاغتيالات لعلمائها النوويين وضباطها العسكريين، بالتزامن مع قتال إيران على جبهات عدة، وتعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة، ولن تكون قادرة على تحمل الكثير من الجبهات التي ستفتح ضدها".


لا شك أن الطريق السياسي المسدود الذي وصلته دولة الاحتلال، وبلغ ذروته في إعلان الانتخابات الخامسة خلال أربعة أعوام، قد يدفعها للانكفاء على نفسها، لحل مشاكلها الداخلية، لكن ذلك ليس أكيدا بالمطلق، لأنها قد تذهب لتصدير أزماتها للخارج، وهي طريقة متبعة إسرائيليا بصورة متكررة، وقد تكون إيران هذه المرة هي الهدف الأفضل للحكومة الحالية لتحقيق "إنجازات" يتفاخر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد عند ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع في أكتوبر.


وفي الوقت الذي لا يتوقع فيه الإسرائيليون أن تحل أي انتخابات مشكلة استقرار نظامهم السياسي، فإن المستويين الأمني والعسكري يواصلان نشاطاتهما التخريبية ضد إيران، ويستغلان حالة انشغال الساسة بملفاتهم الحزبية لتنفيذ أجندتهم التي قد لا تكون متفقة مع المستوى السياسي، مثل زيادة الضربات داخل سوريا، ورفع مستوى الاغتيالات في قلب إيران، مما قد يستدرج الدولة إلى ردود إيرانية لا يعرف كيف سيكون سقفها الميداني والعملياتي.