قلل مراقبون
غربيون، من إمكانية اتجاه
روسيا إلى استخدام السلاح
النووي، معتبرين أن احتمالية
استخدام تلك الأسلحة "منخفضة للغاية"، لكن مجلة "
فورين أفيرز"
ترى أن تلك الاحتمالات الضئيلة "ما زالت تمثل تهديدا للأمن والسلم
العالميين".
فمنذ بدء الغزو
الروسي لأوكرانيا، لوح بعض المسؤولين في موسكو وعلى رأسهم، الرئيس الروسي،
فلاديمير
بوتين، باستخدام السلاح النووي في مواجهة الغرب، وهي التهديدات التي
اعتبرها مراقبون "غير جادة وخادعة"، لكنها تبقى "مرعبة" في
حال إقدام موسكو على ذلك.
وصدرت العديد من
التحذيرات من أن استخدام روسيا للأسلحة النووية قد يمحو مدنا أوكرانية من على وجه
الأرض، ويقتل عشرات الآلاف، ويرسل سحابة من التداعيات النووية فوق دول
الناتو في
أوروبا الغربية.
وقد تخاطر موسكو
باستخدام سلاحها النووي في محاولة لمنع الهزيمة عن طريق صدمة أوكرانيا وداعميها في
الناتو ودفعهم إلى الانسحاب من المعركة، وفقا لـ"فورين أفيرز".
قد يفعل الروس
ذلك عن طريق "إطلاق سلاح نووي تكتيكي واحد أو عدد قليل من الأسلحة النووية
التكتيكية ضد القوات الأوكرانية أو عن طريق إحداث انفجار رمزي فوق منطقة فارغة".
وقد يدفع ذلك
الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو إلى الرد عن طريق ثلاثة خيارات وهي
"استنكار خطابي للتفجير وعدم التصعيد العسكري أو إطلاق العنان للأسلحة
النووية، أو الامتناع عن هجوم نووي مضاد والدخول في حرب مباشرة مع روسيا بضربات
جوية تقليدية واسعة النطاق وتعبئة القوات البرية"، وفقا لـ"فورين أفيرز".
وتحذر المجلة
الناتو من "الاعتماد على سياسة موسكو لضبط النفس"، لأن بوتين قد يلجأ
للخيار النووي كمخاطرة مقبولة لإنهاء الحرب بشروط روسية.
وقالت إن المنطق
الروسي لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية قد يكون "تخويف الناتو من دعم
كييف عسكريا، وفي الوقت ذاته إجبار أوكرانيا على الاستسلام".
ورأى مدير مشروع
القوات النووية الروسية وزميل أبحاث سابق في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا،
بافيل بودفيغ، أن الصواريخ الروسية الباليستية طويلة المدى المنتشرة على الأرض
وعلى الغواصات هي الأسلحة النووية الوحيدة المتاحة لـ"الاستخدام الفوري
لروسيا".
وفي الوقت الحالي
تبقى احتمالية نشوب حرب نووية، هي الأكبر منذ أزمة "الصواريخ الكوبية"
عام 1962، ما يثير التساؤلات عن القرارات التي يجب اتخاذها بعد الضربة النووية
الروسية على أوكرانيا التي قد تكون "غير مسبوقة"، وفقا لـ"ذا أتلانتيك".
ولفتت إلى أن
الخيار الأقل خطورة سيكون بالرد على هجوم نووي من خلال شن "حملة جوية
بالذخائر التقليدية ضد الأهداف العسكرية الروسية وتعبئة القوات البرية للانتشار
المحتمل في أوكرانيا".
وبذلك ستواجه
روسيا احتمال القتال ضد حلف شمال الأطلسي الذي كان متفوقا بشكل كبير في القوات غير
النووية، وسيكون الحلف في الوقت ذاته "مدعوما بقدرات نووية للدول
الأعضاء".