سياسة عربية

"لقاءات أخوية" بمصر عوضا عن القمة.. والعراق يغادر مبكرا

تغيرت "القمة الخماسية" بمصر إلى "لقاءات أخوية" بتعليمات من السلطات - جيتي

كشفت مصادر لـ"عربي21" أن هناك تعليمات صدرت للقنوات التلفزيونية والصحف المصرية باستبدال مسمى "القمة الخماسية"، التي كان من المقرر أن تستضيفها مدينة العلمين على ساحل البحر المتوسط، إلى "لقاء أخوي خاص.. وليس قمة رسمية".

وطالبت الالتزام بما يصدر عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، مشددة على أنه ليس هناك قمة رسمية خماسية كما تناولت وسائل الإعلام مؤخرا.

وقبل يوم من صدور تلك التعليمات، نقلت وسائل إعلام محلية مصرية، من بينها فضائية "إكسترا نيوز"، التي تُعرف بأنها تابعة للمخابرات العامة عن مصدر وصفته بالمطلع أن قادة مصر والإمارات والأردن والبحرين والعراق سيعقدون قمة في مدينة العلمين، دون تحديد موعدها.

وأضاف المصدر أن القمة تأتي بدعوة من رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين هذه الدول، بما يخدم العمل العربي المشترك، ويدفع العلاقات العربية العربية إلى مستوى متقدم لمواجهة مختلف التحديات الراهنة.

وفي وقت لاحق، سارعت القناة إلى حذف الفيديو الخاص بالخبر الذي وصفته بالعاجل وقدمته بمصادر مطلعة، من على موقعها على منصة يوتيوب بشكل نهائي، فيما تحقّقت "عربي21" من ذلك.

واستقبل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر أمس، بمطار العلمين بحضور رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كلاً من ملك الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

وصرح المتحدث بأن السيسي رحب بزيارة ضيوف مصر الكرام في لقاء أخوي خاص، مضيفا أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بين الزعماء بشأن تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، والاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التعاون بينهم.


البيان

 

وتواجه القمة الخماسية أو "الاجتماع الأخوي" تضاربا حول مسماها، وغموضا حول انعقادها من عدمه، بعد أن غادر رئيس الوزراء العراقي ظهر اليوم، دون صدور بيان رسمي أو ختامي يوضح إذا ما كان الاجتماع قد عقد أم لا، وماذا ناقش.

وقال مصدر صحفي آخر، في إحدى القنوات التابعة للمجموعة المتحدة للإعلام، لـ"عربي21": "لا يمكن التعامل مع الاجتماع الأخوي دون صدور تعليمات جديدة من قبل المسؤولين بالمجموعة، وجميع القنوات والصحف ملتزمة بما يصدر عن المتحدث، ولا مجال للسؤال".

قمة غموض


في سياق تعليقه على حالة الغموض التي اعترت القمة الخماسية المزعومة، واجتماع جيران دولة السعودية مع غيابها وتغيير عنوان القمة، يقول الكاتب الصحفي سليم عزوز: "ومع العنوان الجديد، يظل أيضا السؤال: لماذا غابت السعودية عن الاجتماع؟".

مضيفا لـ"عربي21": "واضح أنه (أي السيسي) يناور بسياسة استبدال دولة مكان دولة، وكان من غير الجائز أو الملائم أن تنعقد قمة بهذا الشكل بعدم حضور السعودية، وتقديم الإمارات باعتبار أنها ستفوز بمصر مع تغييب السعودية حتى تدفع أكثر".

واستدرك عزوز "واضح أنه أدرك (السيسي) أن الإدارة السعودية الحالية لم يعد الابتزاز يجدي معها؛ لذا كان هذا القرار الجديد بتغيير عنوان الاجتماع من قمة إلى لقاء أخوي خاص".

 

انسحاب العراق

وفي وقت لاحق عقد الاجتماع في قصر الرئاسة بمدينة العلمين الجديدة، من دون العراق، الذي غادر سريعا، وكان من المفترض أن يحضر الاجتماع، بحسب بيان للرئاسة المصرية، الذي لم يكشف عن سبب مغادرة رئيس الوزراء مصر قبل دقائق من انعقاد الاجتماع "الأخوي".

وصرح المتحدث باسم الرئاسة بأن اللقاء تناول العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون المشترك، حيث جدد القادة دعمهم للجهود والمساعي التي تهدف إلى ترسيخ الأمن، والسلام، والاستقرار، والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة.

ماذا تحت السطح؟


أعرب عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري سابقا، محمد عماد صابر، عن اعتقاده بأن ما جرى "يؤكد أن هناك  مخبوء أو مدفون تحت السطح بين النظام المصري والنظام السعودي؛ لأنه من الطبيعي لو كان النظام المصري يرغب في عقد قمة عربية مصغرة أو حتى بعد التعديل إلى لقاء أخوي مصغر، فإن السعودية ستكون في المقدمة.. يفسر غياب السعودية بأحد أمرين؛ الأول رفضها للدعوة من الأساس، أو أنه لم يتم دعوتها لأن هناك شيء تحت السطح".

 

اقرأ أيضا: قمة عربية خماسية في مصر.. وابن زايد أول الواصلين (صور)

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": "الآثار الظاهرة لهذا الخلاف وأسبابه تفسر كالتالي: هل السعودية تأخذ منحى النظام الأمريكي الحالي؟ أم أن النظام السعودي له علاقة بمقالة عماد الدين أديب (14 سببا لزوال الأنظمة)؟ لأن عماد وشقيقة عمرو تابعان للإعلام السعودي، بغض النظر عن وجود عماد بالإمارات، فضلا عن أن النظامين السعودي والإماراتي غالبا ما يكونان متسقين في مثل هذه المواقف".

وفيما يتعلق بالحضور الإماراتي، أكد صابر أن "النظام الإماراتي لم يأت ليدعم السيسي كما هو متصور، دعم حيوي وحقيقي، إنما لمتابعة كل ما يتعلق بالاستثمارات التي تم ضخها في البلاد، وهي على وشك السقوط في ظل ما يعانيه الاقتصاد من انهيار".