شنت القوات الأوكرانية هجوما مضادا على القوات الروسية في الجنوب لاستعادة السيطرة على مدينة خيرسون، فيما قال مسؤول محلي إنها "بداية نهاية احتلال" المنطقة.
وتخضع المدينة الجنوبية الواقعة على ضفاف نهر دنيبر لسيطرة القوات الروسية منذ بداية الغزو، حيث تعتبر منطقة أساسية بالنسبة إلى الزراعة الروسية، كما أنها استراتيجية لمحاذاتها لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في آذار/ مارس 2014.
وأعلنت السلطات المحلية في خيرسون الاثنين، أن القوات الأوكرانية شنت هجوما مضادا في الجنوب يهدف إلى إبعاد القوات الروسية إلى الجانب الآخر من نهر دنيبر، واستعادة السيطرة على المدينة المحتلة.
وقال رئيس الإدارة الإقليمية ياروسلاف يانوشيفيتش عبر "تليغرام": "شنت القوات العسكرية الأوكرانية هجومها على مناطق عدّة في الجنوب. نطلب من سكان خيرسون اتباع الإرشادات الأمنية بالبقاء قرب الملاجئ وبعيدا عن المواقع الروسية". وأضاف: "نحن نؤمن بالجيش الأوكراني".
من جهته، قال المسؤول المحلي ومستشار الحاكم الإقليمي سيرغي خلان، للتلفزيون الأوكراني: "اليوم، شُنت هجمات قوية بالمدفعية على مواقع العدو (...) على مجمل أراضي منطقة خيرسون المحتلة (...) إنها بداية نهاية احتلال منطقة خيرسون".
وأضاف أن "ما يحدث الآن هو بداية جيدة الإعداد ومتوازنة لهجوم مضاد"، موضحا أن "الطائرات الأوكرانية تغطي الآن خط المواجهة بكامله" في هذه المنطقة الجنوبية من البلاد.
وأكد خلان أن للقوات الأوكرانية "الأفضلية" على الجبهة الجنوبية بعد ضربات عدة في الأسابيع الأخيرة، استهدفت جسورا في منطقة خيرسون وهدفت إلى إعاقة العمل اللوجستي للجيش الروسي.
وأشار إلى أنه تم كسر "خط الدفاع الأول" للقوات الروسية في هذه المنطقة، ما أجبرها على "الانسحاب".
وتابع: "المرحلة الأولى (للهجوم المضاد) هي الضفة اليمنى لمنطقة خيرسون.. لا يزال من الصعب الحديث عن تحرير الضفة اليسرى".
تصعيد القصف
وفي تعليق، قالت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء إن القوات المسلحة الأوكرانية صعدت من معدل القصف المدفعي في أنحاء جنوب أوكرانيا، بينما واصلت ضرباتها الدقيقة بعيدة المدى تعطيل الإمدادات الروسية.
وأضافت الوزارة في نشرتها المخابراتية اليومية إن روسيا تبذل جهودا منذ بداية آب/ أغسطس، لتعزيز قواتها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو حول خيرسون.
وقال أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار كبير للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق، إن القوات الأوكرانية تقصف العبارات التي كانت روسيا تستخدمها لتزويد جيب من الأراضي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون بالإمدادات.
تضارب روسي
على جانب آخر، نفى مسؤول نصبته روسيا في خيرسون في البداية وقوع هجوم أوكراني، لكن وزارة الدفاع الروسية اعترفت لاحقا بأن القوات الأوكرانية شنت هجمات في 3 اتجاهات، لكنها قالت إن هذه الجهود "فشلت فشلا ذريعا".
وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن وزارة الدفاع، الاثنين، أن القوات الأوكرانية حاولت شن هجوم في منطقتي ميكولايف وخيرسون لكنها "تكبدت خسائر فادحة".
وأضافت: "فشلت محاولة الهجوم التي أقدم عليها العدو فشلا ذريعا"، وفقا لـ"رويترز".
لكن مسؤولين في السلطة المحلية المعينة من قبل موسكو قالوا لوكالة الإعلام الروسية إن "وابلا من الصواريخ الأوكرانية أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء عن بلدة نوفا كاخوفكا التي تحتلها روسيا".
وأشارت وسائل الإعلام الروسية إلى قيام سلطات موسكو بـ"عمليات إجلاء من بلدات في المنطقة"، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
اتهام بقصف زابوريجيا
وعلى صعيد آخر، قالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن السلطات التي عينتها روسيا في مدينة إنيرهودار الأوكرانية اتهمت قوات كييف الثلاثاء بقصف منطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية مجددا.
وأضافت الوكالة نقلا عن سلطات المدينة، أن قذيفتين انفجرتا قرب مبنى لتخزين الوقود المستهلك بالمحطة.
اقرأ أيضا: فريق من "الطاقة الذرية" في طريقه إلى محطة زابوريجيا
وتبادلت روسيا وأوكرانيا مرارا الاتهامات بمهاجمة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، والتي من المقرر أن تزورها بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع.
هجمات قرب محطة زابوريجيا النووية.. ومخاوف من قصف كييف
أردوغان وبوتين يلتقيان في سوتشي لبحث أوكرانيا وسوريا
أوكرانيا تواجه "جحيما" روسيّا بدونباس..الناتو: بوتين لن ينتصر