حذر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة
الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، من خطورة مخطط الجماعات
الإسرائيلية المتطرفة تكثيف اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك.
وفي رسالة مسجلة خاصة بـ"عربي21"
خاطب فيها أبناء الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، أكد أن
"المسجد الأقصى المبارك كان دائما في خطر، وهو الآن على خطر أعظم".
وأضاف: "في الأسبوع القادم، يوم 26-27
أيلول/سبتمبر الجاري، هي بداية عام عبري جديد، وتمت الدعوات لاقتحام غير مسبوق
للمسجد الأقصى من قبل جمعيات يهودية كثيرة؛ دعت لأن يكون هذا الاقتحام غير مسبوق".
وتساءل الشيخ الخطيب: "كيف لعام عبري جديد
عادة يقولون فيه لبعضهم البعض سنة مباركة كمعايدة، أن يبدأ بإعلان حرب دينية سافرة
على 1700 مليون مسلم عبر الدعوة لاقتحام المسجد الأقصى؟".
وأضاف: "هذه المرة ليست دعوات للاقتحام فقط،
وإنما دعوات للنفخ في البوق؛ وهي شعيرة دينية توراتية، ولإدخال مراسم ومظاهر
ووسائل إحياء الأعياد اليهودية القادمة لساحات الأقصى".
ونبه القيادي الفلسطيني البارز في الداخل
المحتل عام 1948، إلى أن "دعوات اقتحام الأقصى تتزامن بفارق يوم واحد مع ذكرى
اقتحام وتدنيس شارون للمسجد الأقصى، يوم 28 أيلول/سبتمبر 2000، وهو الأمر الذي أدى
إلى انتصار من شعبنا للمسجد الأقصى، وبداية حراك عرف لاحقا بأنه الانتفاضة
الفلسطينية الثانية".
اقرأ أيضا: حاخام إسرائيلي يقول إنه تعرض للإهانة لدى زيارته للأردن
وأوضح أنه "في حال أراد رئيس الحكومة الإسرائيلية
يائير لابيد، أن يؤدي الدور نفسه الذي أداه شارون يومها؛ عبر مناكفات انتخابية
ومحاولات ليّ أذرع بين الجهات الإسرائيلية المختلفة، فإن لابيد يقوم بهذه المهمة
القبيحة الآن مع الأسف، بغطاء ودعم ممن كان سببا في وجوده في رئاسة حكومة إسرائيل،
وهنا أتحدث عن قائمة عربية مع الأسف"، في إشارة من حزب "القائمة
العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس، أحد مركبات الائتلاف الحكومي الحالي لدى
الاحتلال.
وشدد الخطيب في تحذيره من خطورة ما ينتظر
المسجد الأقصى وقال: "ما سيشهده المسجد الأقصى هو جد خطير، خاصة أن هذه
الجماعات الدينية ليست فقط تحظى بإقرار وموافقة الحكومة التي أعلنت أنها لن تقيد
دخول (اقتحام) اليهود للمسجد الأقصى، وإنما تريد أن تشرعن ذلك عبر قرار محكمة إسرائيلية
ظالمة؛ سمحت في 2021 بما يسمى بـ"الصلاة الصامتة" في ساحات الأقصى".
وتابع: "هذه المحكمة، سمحت أيضا في
آذار/مارس 2022 فيما يسمى "السجود الملحمي" في المسجد الأقصى، وهي ذات المحكمة التي على ما يبدو ستقر النفخ في البوق داخل الأقصى".
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية: "هذا
ليس نفخا في البوق، هذا نفخ في نار حريق يمكن أن يشتعل، وتكون العاقبة على غير ما
يتمنى كل عاقل، لذلك أنصح إذا كان هناك لا يزال عقلاء في الجانب الإسرائيلي ألا
ينتظروا حتى يلقي المجنون حجره في البئر، وعند ذلك لن يستطيع كل العقلاء أن يخرجوا
هذا الحجر"، بحسب تعبيره.
وأكد أن "المسجد الأقصى المبارك، هو حق
خالص لنا نحن المسلمين، وليس لغيرنا حق ولو في ذرة تراب واحدة فيه، ومن ثم، إذا
كان هؤلاء يغريهم مشاريع التطبيع والهرولة العربية لإقامة علاقات معهم، أو غيرهم
هذا الاندفاع من قوى فلسطينية للعمل إلى جانبهم، أقول لهم: المسجد الأقصى والمساس
به، هو مساس بعقيدة 1700 مليون مسلم، وعليه فإن المسجد الأقصى؛ القبلة التي تعبدنا
إلى الله إليها 17 شهرا، لا يمكن بحال من الأحوال أن تفرط به أمتنا".
وخاطب الشعب الفلسطيني بقوله: "المسجد الأقصى
أمانة في أعناقكم، فلا يغيب المسجد عن أعنيكم، خلوا عيونكم على المسجد الأقصى يا
أبناء شعبنا، ولتكن هذه كلها أيام رباط وعبادة وقربات، حيث يأنس المسجد الأقصى
المبارك بنا".
ولفت إلى وجوب أن يوجد بالمسجد الأقصى مئات
الآلاف من المصلين في كل الأوقات، كي يبقى المسجد الأقصى الذي هو تحت عين الله،
تحت أعيننا نحن أبناء الشعب الفلسطيني العزيز".
وكثفت المنظمات والجماعات اليهودية المتطرفة
دعواتها من أجل تنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى المبارك مطلع الأسبوع المقبل،
بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية، وذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، في
حين تتواصل اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك بشكل شبه يومي.
ماذا وراء لقاء ملك الأردن ولابيد في نيويورك؟
الصوفية في الأردن.. ما حجمها وما علاقتها بالتشيع؟
سياسيون يدعون لتحريك المياه الراكدة بين الأردن وحماس