سياسة عربية

داعية تونسي يثير جدلا حول "شهادة الضب".. والسلطات ترد

قالت الهايكا في لفت النظر؛ إنه "تم التطرق إلى مسائل دينية غير مثبتة وغير دقيقة" - الأناضول

تفاعلت سلطات تونسية مع تصريحات داعية ديني مثيرة للجدل خلال استضافته في برنامج على التلفزيون الرسمي.

 

ووجهت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري "الهايكا"، لفت نظر إلى مؤسسة التلفزة الوطنية بخصوص "خرق مسجل" من برنامج "نبي الرحمة" على القناة الأولى.


وقالت الهايكا في لفت النظر؛ إنه "تم التطرق إلى مسائل دينية غير مثبتة وغير دقيقة، بما من شأنه إحداث خلط لدى المشاهدين ومغالطتهم"، في إشارة إلى حديث الضبّ الذي نطق بالنبوة.

 

كما دعت الهيئة التلفزة التونسية إلى تجنب مثل هذا التوجه في التعاطي الإعلامي مع المواضيع الدينية، وتفادي الاستسهال، ودعوة أهل العلم من ذوي الاختصاص في البرامج الدينية.

 

 


وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قال الداعية سفيان الشريف خلال استضافته في برنامج خاص بالمولد النبوي بثه التلفزيون الرسمي: "جعل الله الدواب تنطق بصدق رسالة النبي محمد، حيث جاء أعرابي فقال له: هل أنت نبي، فقال رسول الله: نعم، فقال الأعرابي: لا أؤمن بك حتى يشهد لك هذا الضب، فسأله رسول الله: هل تؤمن إذا شهد؟ فقال الأعرابي: نعم، فسأل رسول الضب: أيها الضب من أنا، فنطق الضب بلسان فصيح وقال: أنت رسول الله".


كما أشار قائلا: "هذه من جملة الحوادث، وكل الدواب سبحان الله منذ حداثة سنه وهو رضيع عند حليمة في ديار أبي سعد، كانت حليمة تحكي تقول: كانت إحدى غنيماتي ترعى تشوف النبي جالس عندها في حجرها النبي صلى الله عليه وسلم تترك القطيع وتجي قدام النبي صلى الله عليه وسلم وتسجد، هذي كذلك من المظاهر إلي جعل ربي سبحانه وتعالى كتكريم لهذا السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم، أن جعل الدواب تنطق بصدق رسالته.. عندما توفي صلى الله عليه وسلم وانتقل إلى الرفيق الأعلى، الدابة متاعو أمسكت عن الطعام حتى ماتت، وحماره المعروف الذي غنمه في خيبر ألقى نفسه في البئر".

 

 

 

اقرأ أيضا:  جدل في تونس بشأن منع فيلم إيراني اعتُبر مسيئا للنبي محمد

 

جدل واتهامات بنشر الجهل

 

وفي وقت سابق، أثارت تصريحات الداعية التونسي جدلا واسعا، بعدما استشهد بحديث نبوي اعتبر البعض أنه غير مثبت حول "شهادة الضب" للنبي محمد، متسببا في جدل فقهي واسع في تونس، حيث عدّ البعض أن الحديث "ضعيف وغير صحيح"، فيما اتهم آخرون الإعلام الرسمي بـ"نشر الجهل" بين التونسيين.

 

وقال المفكر والباحث في علم الاجتماع سامي براهم في منشور على فيسبوك: "من باب الانسجام: من قبل برواية الغزال الذي سلّم عليه والبعير الذي اشتكى له، لماذا يرفض رواية الضبّ الذي شهد بنبوّته؟ هل بسبب قبح منظره وجمال منظر الغزال والجمل؟ تحرير المأثور الديني من الخوارق يحتاج عقلا دينيّا خارقا، يميّز بين المعجزة والخرافة، رغم انتمائهما لدوائر اللامعقول".

 

 

 

 

وفي السياق، ذكر المحامي مالك بن عمر، أن "حديث الضب هو حديث خاطئ، وحتى طالب السنة الأولى شريعة يعرف هذه المعلومة".
وتساءل: "من هو هذا الشيخ المزعوم ومن اقترح دعوته للتلفزيون؟"، متهما التلفزيون الرسمي ينشر الجهل بين التونسيين.