سياسة عربية

جبهة مغربية تدعو لإسقاط اتفاقية التطبيع مع الاحتلال في ذكراها الثانية

المغرب رابع دولة عربية وافقت على التطبيع مع الاحتلال خلال 2020
دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، جميع المغاربة إلى المشاركة في وقفات احتجاجية رافضة للتطبيع ومطالبة بإسقاط ما وصفتها بـ "اتفاقية الخيانة والعار" الموقعة مع الاحتلال قبل عامين.

وجددت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، في بيان لها اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية استئناف العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية، إدانتها لكل الخطوات التطبيعية بين المغرب والاحتلال.  

وأكدت الجبهة أن "اتفاقية التطبيع الموقعة بين المغرب والاحتلال لا تعدو أن تكون إخراجا للعلن لخيار استراتيجي للنظام المخزني والطبقات المسيطرة والأحزاب المخزنية التي يستند إليها، نظرا لتاريخه المخزي في التعاون الخياني مع الكيان الغاصب، خيار يقوم على التبعية للقوى الإمبريالية والاستعمارية الكبرى عبر العالم والعمالة للحركة الصهيونية".

وأشار البيان إلى أن "البلدان المعنية بموجة التطبيع ركبت في إطار ما سمي"اتفاقية أبراهام"، وهي تسمية مغرضة توحي وكأن الصراع في المنطقة هو صراع ديني يقتضي حله التوافق بين ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث عبر شعارات التسامح والتعايش الجوفاء والديماغوجية. بينما واقع الأمر أن المشروع الصهيوني، هو مشروع استعماري استيطاني عنصري إحلالي توسعي قل نظيره في التاريخ، قد لا تشابهه إلا الجريمة ضد الإنسانية المرتكبة ضد الهنود الحمر بأمريكا".

وأعربت الجبهة عن قلقها مما شهده "المغرب من تصاعد وتسارع مذهل ومخجل لخطوات التعاون الرسمي مع الكيان الصهيوني في كل المجالات: التجارية والفلاحية والصناعية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية والتربوية والأكاديمية والفنية والثقافية والرياضية والدينية والسياحية والتشغيل والعدل والمحاماة والنقل والرحلات الجوية وفي مجال توأمة المدن وغيرها".

وأشار البيان إلى أنه وفي الوقت الذي تصاعدت فيه موجة التطبيع، "تعززت في الكيان الصهيوني النزعات الفاشية والتطرف الديني والعرقي، ومعها تنامت بشكل ملفت للنظر أعمال التطهير العرقي والتقتيل والفتك اليومي بالشعب الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية والقدس؛ كما زادت حدة التهديدات للمسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المتكررة وتوسيع الأنفاق والحفريات، واضطهاد المرابطين به".

وأكدت الجبهة أنه، وخلافا لتوقعات المطبعين والصهاينة، فكل اتفاقيات التطبيع، من كامب ديفيد (مصر) ووادي عربة (الأردن) واتفاقيات أبراهام (الإمارات، البحرين، المغرب، السودان) لم تزد شعوب المنطقة العربية إلا ممانعة، وهو الأمر الذي تعبر عنه المسيرات والوقفات الاحتجاجية والحملات المناهضة للتطبيع لهذه الشعوب، وأكدته الجماهير الرياضية الغفيرة واللاعبون في ملاعب مونديال قطر لكرة القدم.

وهنأت الجبهة المنتخب المغربي والجماهير الشعبية المساندة على الإنجاز الرياضي المهم بتأهله لنصف نهائي كأس العالم، وعلى الانتصار لفلسطين وقضاياها من خلال رفع العلم الفلسطيني والشعارات المناصرة لها.

وأدانت الجبهة "الإعلام الصهيوني وأبواق المطبعين على تحاملهم على المنتخب الوطني وعلى جماهيره"، كما أدانت ما وصفته بـ "الخبث الإعلام الرسمي" الذي قالت بأنه "عمد إلى حذف مشاهد انتصار الجماهير الكروية لفلسطين، من تقاريره إذعانا للإرادة الصهيونية".

وانتقدت الجبهة بشدة مصادقة البرلمان المغربي بغرفتيه لاتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، ورأت بأن المصادقة كانت عبارة عن انبطاح من أغلبية في برلمان صوري للمخططات الصهيونية.


وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000.

وفي 22 من الشهر ذاته، وقعت الحكومة المغربية، “إعلانا مشتركا” بين إسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي إلى الرباط.

وترفض هيئات وأحزاب مغربية هذا التطبيع، عبر عدد من الاحتجاجات والفعاليات المختلفة.

وأصبح المغرب بذلك رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.