يرقد الملايين في
مقبرة وادي السلام في
النجف في وسط
العراق، والتي تعد إحدى أكبر مقابر العالم وأقدمها في العالم الإسلامي.
ويذكر المؤرخ حسن عيسى الحكيم لوكالة "فرانس برس" أن المقبرة أنشئت بعد دفن الإمام علي بن أبي طالب في النجف، مشيراً إلى أن "الناس كانوا (قبل ذلك) يدفنون موتاهم في مقبرة تسمى الثوية".
ويضيف: "بعد دفن الإمام علي، امتنع الناس عن الثوية، وبدأوا بالدفن بالقرب من الإمام".
ويشير المؤرخ إلى الأهمية التي يعلّقها
الشيعة في العراق، ليدفَنوا "قرب الإمام علي"، معتقدين أنه سيكون لهم شفيها يوم القيامة.
ويرجح مؤرخون بأن أكثر من ستة ملايين شخص يرقدون في المقبرة، غالبيتهم الساحقة من العراقيين، إلى جانب أجانب من الإيرانيين والباكستانيين من الطائفة الشيعية وغيرهم.
لكن الحكيم يرى أن هذه الأعداد غير دقيقة. ويقول إن هناك "أكثر بكثير، أعداد هائلة وكبيرة"، مذكرا بأنه "خلال الحروب والأزمات كان هناك عدد أكبر من الوفيات".
ويضيف "لهذا اليوم، أكثر من 200 جنازة تدفن في النجف في اليوم الواحد". ولفت الانتباه إلى أن "هناك قبورا ظاهرة وقبورا غير ظاهرة، داخل سراديب".
ووفق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فإن مقبرة وادي السلام "واحدة من أكبر مقابر العالم الإسلامي"، وتقدّر مساحتها بتسعة كيلومترات مربعة، وتضم مدافن "تستقبل الموتى منذ أكثر من 1400 عام، وحتى اليوم". رغم ذلك، لا توجد خرائط توضح كيفية التنقل في المقبرة.
ويؤدي توافد الزوار بسيارتهم لزيارة المقبرة، إلى ازدحاماك كبيرة واختناقات مرورية، إلى جانب الضجة الكبيرة التي تعكّر الهدوء.
وعلى مرّ السنوات، باتت مقبرة وادي السلام وكأنها تروي كل المآسي التي مرّ بها العراق، بدءا بالحرب في زمن صدام حسين صدام مع إيران (1980-1988)، وصولا إلى الهجوم الأمريكي والحروب الطائفية وضحايا وباء كوفيد.
خلال فترة الجائحة، زاد ضغط العمل على عامل دفن الموتى ثامر موسى حرينة البالغ من العمر 43 عاماً قضى منها 20 عاماً كحفار قبور.
ويوضح نجاح مرزة حمزة الذي يدير أحد مكاتب الدفن في وادي السلام، أن كلفة "الدفن تقدر ب 400 ألف دينار"، مفصلا أن "حفر القبر يكلّف 150 الف دينار (حوالى 100 دولار). أما بناء القبر فيكلّف ما بين 250 إلى 300 ألف دينار"، (مبلغ يتراوح بين 170 إلى 200 دولار).