في السنوات الأخيرة خطا
النجوم العرب خطوات هائلة في عالم الكرة العالمية، فلم يعد هناك دوري احترافي في القارة الأوروبية، إلا وفيها كم من النجوم العرب أو من أصول عربية، بل باتت الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى (الانكليزي والأسباني والإيطالي والألماني والفرنسي) مليئة بالنجوم من العيار الثقيل، ومن المؤثرين في مجريات أحداث الموسم من نتائج وحسم للألقاب.
يوم الخميس الماضي حسمت هوية الفرق الستة التي ستشارك في المباريات النهائية للمسابقات الأوروبية الثلاث، حيث يلعب مانشستر سيتي ضد الانتر الإيطالي في نهائي دوري الأبطال في ملعب «أتاتورك» في اسطنبول، فيما يلعب اشبيلية الأسباني ضد روما الإيطالي في نهائي الدوري الأوروبي في بودابست، فيما يواجه وستهام الانكليزي نظيره الإيطالي فيورنتينا في نهائي الكونفرنس ليغ في العاصمة التشيكية براغ، لكن اللافت أن في كل من المباريات الثلاث سيكون هناك نجم عربي واحد على الأقل يلعب فيها.
في أكبر مباريات الموسم، وهي ما تم التعارف عليها بأنها نهائي الأبطال أو التشامبيونزليغ، ستشد الأنظار لمؤازرة السيتي بسبب وجود النجم الجزائري رياض محرز، والذي شارك في المباراة النهائية قبل عامين مع السيتي في 2021 عندما نجح النجم المغربي حكيم زياش وفريقه تشلسي في الفوز باللقب.
في الواقع ظل نهائي هذه المسابقة يشهد مشاركات لنجوم العرب بشكل مستمر، حيث شارك النجم المصري محمد صلاح مع ليفربول في ثلاث مباريات نهائية أعوام 2018 و2019 والموسم الماضي، حيث فاز باللقب مرة واحدة في 2019.
دائما تكون المباريات النهائية للكؤوس الأوروبية واجهة ونافذة لزيادة شعبية اللاعبين حول العالم، وأيضاً إلى رفع درجات الاهتمام بهم من أندية أخرى
ومن النجوم العرب الذين نجحوا في رفع الكاس ذات الأذنين، كان الجزائري رابح ماجر الذي ساهم بشكل رئيسي في إحراز بورتو البرتغالي اللقب في 1987 عندما سجل الهدف الأول لفريقه، وكان التعادل ضد بايرن ميونيخ، في حين كان النجم المغربي أشرف حكيمي ضمن فريق ريال مدريد الفائز باللقب عام 2018.
البعض قد يذكر كريم بنزيمة، ذا الأصول الجزائرية، لكنه يمثل المنتخب الفرنسي، علما أن البعض الآخر قد يذكر أن عددا من هؤلاء النجوم هم من أصول غير عربية، لكن في هذا الطرح نختار النجوم الذين يمثلون المنتخبات العربية، ونعتبرهم عرباً ما دامهم يمثلون منتخبات عربية، وهو باب فتحه سيقود الى متاهات عدة، لكن ما يهمنا أن نرى نجماً مثل رياض محرز يتوج مسيرته المذهلة بلقب كبير آخر، رغم أنه بات يشارك من على مقاعد البدلاء أكثر من أي وقت آخر بسبب الأسلوب التكتيكي الجديد الذي ينتهجه مدربه بيب غوارديولا.
أما في مسابقة الدوري الأوروبي، أو «يوروبا ليغ» فإن النجمين المغربيين المهاجم يوسف النصيري والحارس ياسين بونو، سيلعبان دوراً حاسماً في محاولة اشبيلية لإحراز اللقب للمرة السابعة في تاريخه، عندما يلتقي روما. ونجح النصيري وبونو في شد الأنظار إليهما بعد التألق الهائل للمنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم في نهاية السنة الماضية، وهما ليسا غريبين عن هذه المسابقة، بل توجا بهذا اللقب في موسم 2019-2020 مع اشبيلية، ويسعيان إلى تكرار هذا الانجاز في هذه المسابقة التي تعتبر الثانية من ناحية الأهمية في المسابقات الاوروبية، حيث اختير الحارس المتألق بونو ضمن فريق الموسم خلال انجاز ناديه الأخير قبل ثلاث سنوات.
أما في المسابقة الثالثة من ناحية الأهمية، كونفرنس ليغ، فسيكون النجمان المغربي قلب الدفاع نايف الأكرد، والجناح الجزائري سعيد بن رحمة على أهبة الاستعداد لإعادة فريقهما اللندني وستهام إلى منصات التتويج الغائبة عنه منذ 1980 عندما يستضيف فيورنتينا في المباراة النهائية، والذي بدوره سيعتمد على نجم وسطه المغربي المتألق سفيان مرابط، الذي كان أحد أبرز نجوم «أسود الأطلس» في مونديال قطر 2022.
دائما تكون المباريات النهائية للكؤوس الأوروبية واجهة ونافذة لزيادة شعبية اللاعبين حول العالم، وأيضاً إلى رفع درجات الاهتمام بهم من أندية أخرى، لكن الأهم هو رفع الكؤوس والألقاب في نهاية تلك المباريات النهائية، والتي أبرزها بلا شك ستكون للنجم الجزائري محرز، الذي قد يكون على موعد مع إنجاز تاريخي باحراز ثلاثية فريدة مع السيتي، لم يسبقه لها سوى جاره مانشستر يونايتد في عام 1999، بالفوز بالدوري المحلي الذي قد يتأكد اليوم في حال فوز السيتي على تشلسي، وأيضاً في حال فوزه بكأس الاتحاد الانكليزي ضد جاره يونايتد بالتحديد، الذي يملك فرصة لمنه تكرار إنجازه، وبعدها بأسبوع سيواجه الانتر في نهائي الأبطال.