سياسة عربية

مقتل 23 جنديا من النظام في هجوم لتنظيم الدولة شرق سوريا

الهجوم استهدف قافلة عسكرية ببادية الميادين- جيتي
قتل 23 عنصرا للنظام السوري، في أحدث هجوم لتنظيم الدولة، على حافلة عسكرية شرق سوريا، مساء الخميس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة: الهجوم وقع في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، وقتل فيه 23 جنديا، وأصيب أكثر من 10 آخرين، فيما لا يزال مصير عشرات الجنود الآخرين مجهولا.

من جانبه اعترف النظام السوري بالهجوم، وقالت وزارة الدفاع في منشور عبر صفحتها بموقع فيسبوك إن "مجموعة إرهابية تستهدف حافلة عسكرية مساء أمس في البادية على طريق المحطة الثانية جنوب شرق دير الزور، ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين" لكنها لم تتطرق إلى عدد القتلى.



وكثف تنظيم الدولة من هجماته على قوات النظام في الآونة الأخيرة، بمناطق البادية السورية الشاسعة، ونفذ هجمات مسلحة وأخرى بعبوات ناسفة، ضد القوافل العسكرية، وقوافل تنقل المواد البترولية عبر الصحراء.

وكان هجوم آخر الاثنين للتنظيم، قتل فيه 10 عناصر للنظام، بعد استهداف حواجز عسكرية في الرقة، التي كانت عاصمة للتنظيم قبل خسارته الأراضي التي سيطر عليها عام 2018.

كما هاجم التنظيم قافلة صهاريج نفط في ريف حماة الشرقي، الممتد مع مناطق البادية، وقتل في الهجوم 7 أشخاص، أغلبهم من قوات النظام.

ويعتمد تنظيم الدولة على أسلوب حرب العصابات، مستغلا المساحات الكبيرة في المناطق الصحراوية من سوريا، بعد خسارته المناطق التي استقر فيها وسيطر عليها عام 2014، في كل من العراق وسوريا.


ووفقا لحسابات التنظيم، فقد نفذت خلاياه 8 عمليات في سوريا قتل خلالها 76 شخصا، وذلك خلال الفترة الممتدة من 27 تموز/ يوليو، وحتى 2 آب/ أغسطس، وذكرت صحيفة "النبأ" الناطقة باسم التنظيم، أنهم نفّذوا 3 عمليات في محافظة حماة، وعمليتين في دمشق، ومثلهما في دير الزور، وعملية في الحسكة.

وكان الباحث والخبير بشؤون الجماعات الجهادية، حسن أبو هنية، أشار في تقرير سابق لـ"عربي21" إلى أن اللامركزية، تعد من العوامل التي ساعدت خلايا التنظيم في البادية مترامية الأطراف، على عودة النشاط وشن هجمات عنيفة.

وقال؛ إن تكتيك "اللامركزية" يساعد خلايا التنظيم في سوريا على شن حرب عصابات استنزاف، ينفذها عناصره الذين يقدر عددهم بنحو 10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق.

وبحسب أبو هنية، فإن تراجع عمليات "التحالف الدولي" في مكافحة "الإرهاب وتحديدا من جانب الولايات المتحدة، نتيجة التحولات الجيوسياسية، أي الانشغال بقضايا وأولويات أخرى، جعل التنظيم يعيد تنظيم صفوفه.

وتابع الباحث، بالإشارة كذلك إلى انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وقال: "لم تعد سوريا أولوية لروسيا"، مضيفاً أنه "بذلك فقد بات أمر مكافحة خلايا التنظيم بيد القوى المحلية (قسد، النظام السوري)، التي تواجه المشاكل وتعاني من نقص الدعم".

وفي السياق ذاته، لفت أبو هنية إلى استغلال التنظيم لـ"الأزمات"، مستدركا بالقول: "خلايا التنظيم لم تغير من تكتيك حرب العصابات، ما يعني أن احتمال التحول الكبير لدى التنظيم ليس واردا الآن".