سياسة عربية

مستوطنون يقتحمون الأقصى.. وقوات الاحتلال تعيق دخول المصلين (شاهد)

تستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى- الأناضول
اقتحم مستوطنون على شكل مجموعات المسجد الأقصى المبارك صباح الأحد، بالتزامن مع رأس السنة العبرية ودخول فترة الأعياد اليهودية، والتي تتصاعد فيها دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى تحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية، التي تتنشر داخل باحات المسجد.

وأفادت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، بأن "مجموعات من المستوطنين اقتحمت الأقصى صباح اليوم من باب المغاربة الذي يفتح في تمام الساعة السابعة وعشر دقائق، وذلك تحت حماية القوات الإسرائيلية".




ونبهت في حديثها لـ"عربي21"، إلى أن "مجموعات المتطرفين المقتحمين للأقصى يقومون بجولات استفزازية بحماية قوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى، كما يقوم بعضهم بأداء صلوات وطقوس تلمودية".

وأفادت إدارة الأقصى، بأن "هناك تواجدا كبيرا لقوات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى، وهي تمنع من هم دون سن الـ50 عاما من دخول المسجد الأقصى المبارك".

وأوضحت أن الحاخام يهودا غليك قاد مجموعة لاقتحام الأقصى وهم يرتدون لباس توراتي خاص بطقوسهم، فيما بلغ عدد المقتحمين 303 مستوطنين.



وتجمعت أعداد كبيرة من المستوطنين عند باب المغاربة الذي تخصصه سلطات الاحتلال لاقتحام المتطرفين المسجد الأقصى المبارك.

وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/ سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، من أجل تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، والتي قد تتطور إلى مواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال.


وبشكل مستمر، تعمل قوات الاحتلال على حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى ومنع حراس الأقصى من القيام بعملهم في حماية المسجد ومنع انتهاك حرمته من قبل المتطرفين، وفي بعض الأوقات، تعتقل بعضهم وتعتدي على آخرين حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية.


وتهدف اقتحامات المتطرفين التي تتم طوال الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، إلى فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتتصاعد حدة الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية المختلفة، حيث يشارك فيها العديد من الشخصيات الإسرائيلية الرسمية؛ نوابا ووزراء وغيرهم.


ويسعى الاحتلال لتحقيق مخططاته الهادفة إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق التقسيم المكاني والزماني للأقصى.

إدانات 

واستنكرت جهات رسمية وحزبية فلسطينية، الأحد، اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، وإفراغه من المصلين.

جاء ذلك في بيانات صدرت عن وزارتي الخارجية والأوقاف والشؤون الدينية وفصائل فلسطينية.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيانها، "انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين وخاصة الاقتحامات الاستفزازية المتواصلة لعشرات المستوطنين بحماية الجيش للمسجد الأقصى وأدائهم لطقوس تلمودية والنفخ بالبوق في باحاته وفي عدد من أحياء وشوارع البلدة القديمة بمدينة القدس".




وقالت: "هذه الانتهاكات والجرائم خاصة استهداف المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي تتم بسياسة حكومية رسمية عبر توظيف المناسبات والأعياد الدينية لخدمة أغراض استعمارية إحلالية".

من جهته، استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري "الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل مئات المستوطنين بالتزامن مع بدء الأعياد اليهودية".

وأضاف في بيان أن "الاستمرار بهذه الجرائم بين الحين والأخر وبمباركة من المستوى السياسي الإسرائيلي وبشكل علني يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات".

بدوها، قالت حركة "حماس" الفلسطينية، إن "تكرار الاعتداء على المسجد الأقصى لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصبح عادة طبيعية".

وأضاف المتحدث باسم الحركة عن مدينة القدس محمد حمادة في بيان: "اقتحامات المستوطنين للأقصى تمثل استمرارا للعدوان وتغولا على الأقصى، وهي بمثابة أعمال تدنيسية يريد الاحتلال من خلالها انتزاع صورة انتصار له في القدس".

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيانها إن "استمرار استهداف مدينة القدس والأقصى سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاحتلال".

وأضافت: "اقتحام باحات الأقصى يتم بدعم وضوء أخضر من حكومة الاحتلال التي تسعى لتحويل الصراع إلى معركة دينية".

وعدّت هذه الاقتحامات "تجاوزا للخطوط الحمر الكفيلة بتفجير أشكال من الردود التي لن يتوقعها العدو".