ملفات وتقارير

كيف حرض الإعلام العبري على قتل الفلسطينيين؟

شارك الإعلام العبري في التحريض على قتل المدنيين بقطاع غزة- الأناضول
يُعتبر الإعلام أحد أهم أسلحة أي حرب قد تخوضها أي دولة في العالم، حيث يتم استخدامه من قبل الحكومات لتبرير خوض الحروب مع الأعداء والخصوم، إلا أن بعض الوسائل الإعلامية قد تكون موضوعية، وأخرى قد تستخدم التجييش لقتل مواطني العدو حتى لو كانوا مدنيين.

وكان الإعلام الإسرائيلي من النوع الثاني الذي لم يكتف فقط في التحريض والتبرير للحرب على قطاع غزة، بل كان يبرر ويحرض على قتل المدنيين، بل وصل الحد بالبعض لأن يتفاخر بأنه شارك بإلقاء القذائف على بيوت فلسطينيي غزة وقتل ساكنيها.

كذلك شارك الإعلام الإسرائيلي في نشر الروايات الكاذبة التي ادعت أن المقاومين قاموا بقطع رؤوس الأطفال الرضع حينما انطلقت عملية طوفان الأقصى، كذلك روجوا ونشروا الاتهامات لأعضاء حماس بأنهم اغتصبوا النساء في المستوطنات.

ولم يقتصر التحريض على وسائل الإعلام التقليدية، بل ساهمت أيضا صفحات عبرية على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الحملات التحريضية على الفلسطينيين. حيث أشارت منصة تحقيقات استخبارات المصادر المفتوحة "إيكاد" إلى أنها كشفت وجود قنوات إسرائيلية على موقع التواصل "تيلغرام"، تنشر محتوى إجراميا ساديا عنيفا، مثلا تنكل بالشهداء، تهزأ بهم وبجراحهم وجثثهم، وتحرض على قتل الأطفال والنساء الأبرياء، وتنشر مقاطع مصورة تثبت جرائم تمثيل بالجثث بطريقة وحشية.


وقالت المنصة في سلسلة تغريدات عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا)، إنها "من خلال تحليل رقمي دقيق لكل ما تنشره هذه المجموعات، وجدت أنها تنقسم إلى عدة أنواع، توثيق جرائم التمثيل والتنكيل بالجثث التي تعد جرائم إرهاب دولية، دعوات كثيفة بقصف المدنيين في غزة، والاعتراف بالمجازر والفخر بها والتشجيع عليها، ودعوات لقتل الأطفال وقصفهم في غزة، والسخرية من جثث الشهداء".


خطاب إعلامي تحريضي
السياسي الفلسطيني والنائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة، يقول إن "الإعلام العبري مُجند للحرب بالكامل وهو يقوم بالتحريض على المزيد ويتجاهل تماما الضحايا الفلسطينيين".

وتابع زحالقة خلال حديثه لـ"عربي21": "أيضا الإسرائيليون لا يكادون يرون صورا لما يجري في غزة وهناك تجاهل لعدد الضحايا، كما أنهم لا يذكرون عدد الأطفال الذين استشهدوا في غزة، كما أن المراسلين والمحللين يدعون الجيش لأن يقصف ويدمر ويقتل أكثر، ولديهم معارضة شديدة لأي هدنة أو وقف لإطلاق النار، سوى الهدنة التي رافقها تبادل للأسرى".

وأكد أنه "خلال متابعته للإعلام الإسرائيلي لم يسمع حتى الآن أحدا يدعو لوقف إطلاق النار والحرب، وهذا الأمر ينسحب على قنوات التلفزيون والراديو والصحف والمواقع الإلكترونية".

ويرى أن "هذا الأمر ليس مفاجئا لأن أكثر من 95 في المائة من اليهود في إسرائيل يؤيدون الحرب واستمرارها حتى تحقيق الأهداف، وبالنسبة لتأييد الحرب هناك إجماع شبه كامل، لكن هناك قلة قليلة جدا تُشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق الأهداف، لكنهم لا يعارضون الحرب".

إعلام مُجند
من جهته أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي إليف الصباغ، أن "الإعلام العبري تحول منذ اليوم الأول للحرب إلى إعلام مُجند بالكامل للحرب، ولا يُسمح لأحد فيه بالتفوه بأي مطلب معاد للحرب أو يطالب بوقفها".


ولفت الصباغ خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الإعلام الإسرائيلي مُجند بكل إعلامييه، حتى أنه يحرض على الحرب والقتل والتدمير ويبرر قتل المدنيين، لدرجة أن أحد الإعلاميين في القناة 14 تفاخر بأنه ذهب مع المقاتلين الإسرائيليين في الدبابة وأعطوه مجالا أن يضغط على الزر لتطلق الدبابة قذيفة وتهدم منزلا". وتابع: "وهذا للأسف الشديد هو دور الإعلام الإسرائيلي، حيث انتهى دور الإعلامي الموضوعي الذي يُعطي المجال للآراء المختلفة، فهناك فقط رأي واحد مُجند ومَجند للحرب، وهذا الإعلام فقد أي مصداقية كانت له والتي هي في الأصل كانت ضعيفة".

يُشار أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانا شاملا عبر الجو والبحر والبر على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 تشرين أول/أكتوبر.

وفي حصيلة غير نهائية خاصة في ظل وجود عدد كبير من جثث الشهداء تحت الأنقاض، وصل عدد الشهداء إلى نحو 19 ألف مواطن، مع إصابة 52 ألف آخرين، 70 في المائة منهم من النساء والأطفال.