صحافة إسرائيلية

هآرتس: الجبهة الداخلية غير محصنة ضد الصواريخ

خبراء شككوا في فعالية القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ
 تحت عنوان "عديمو الحماية من الصواريخ" كتب رؤوبين بدهتسور في صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم:

ليس الدكتور نتان فاربر هو العدو اللدود لمنظومات مُدافعة الصواريخ، فالعكس هو الصحيح. إن فاربر جزء أساسي من جهاز الامن. وهو محاضر في معهد الدراسات الجوية في التخنيون وعمل في الماضي عالما رئيسا في قسم الصواريخ في الصناعات الأمنية. ولا شك في أنه يفهم شيئا أو اثنين في قضية مُدافعة الصواريخ. وقد نشر فاربر في هذه الايام مقالة واسعة تحدى فيها "تصور مُدافعة الصواريخ والقذائف الصاروخية" الذي تبناه جهاز الأمن.

يُبين تحليل فاربر أن السياسة الحالية التي تقوم على نظم دفاعية صاروخية (حيتس 2 وحيتس 3 والصولجان السحري وباتريوت والقبة الحديدية)، مخطئة من أساسها وقد تفشل فشلا ذريعا في ساعة الامتحان، وكلفتها الاقتصادية غير منطقية وهي في الأساس تغرس أوهاما تُري أن الجبهة الداخلية محمية من اصابات الصواريخ.

"في موضوع اعتراض الصواريخ البالستية لا يوجد في العالم أي علم ذي شأن"، يقول. "أُجريت في الحقيقة عدة تجارب اعتراض حقيقية على صاروخ حيتس 2 لكنه فشل في نصفها. ولوحظت الأعطال وأُصلحت لكن لما كان من غير الممكن تنفيذ قدر أكبر من التجارب (لاعتبارات تجارية) فمن الواضح أن أعطالا كثيرة ستظهر في حرب حقيقية فقط".

وهو يزعم في تلخيصه للتحليل العملياتي أننا في وضع الحيتس 3 غير موجود فيه (ولن يكون عملياتيا ايضا في السنوات القريبة)، ولا يعلم أحد ما هي قدرات حيتس 2 – حتى  ولا في مواجهة صواريخ سكاد القديمة. والوضع أكثر غموضا فيما يتعلق بالصولجان السحري الذي هو في طور التطوير.

وفيما يتعلق بصاروخ باتريوت يصعب أن نقول فيه في الحقيقة قولا طيبا. فيكفي أن نتذكر "التاريخ المجيد" الذي سطره في حرب الخليج الاولى. ويقول فاربر في تلخيصه لهذا الفصل إنه "لا يوجد اليوم لاسرائيل حماية من الصواريخ البالستية وإن نجاعتها في المستقبل القريب ايضا مشكوك
فيها".
  
ويشك فاربر في دعاوى الجيش الاسرائيلي عن نجاح منظومة القبة الحديدية في عملية "عمود السحاب" (اعتراض بنسبة 90 بالمئة). فبحسب حساباته وصل الى مناطق مأهولة أقل من نصف عدد الصواريخ التي أدى الجيش الاسرائيلي تقارير عنها (أدى الجيش  تقارير عن 479 حاول اعتراضها).

 وفي مقابل ذلك أصابت أهدافها (أي أن القبة الحديدية فشلت في اعتراضها) أكثر من ضعف الصواريخ الـ 58 التي أدى الجيش الاسرائيلي تقارير عنها. ومن هنا فان ادعاء وجود 90 بالمئة من الاعتراضات الناجحة هو في أحسن الحالات "مبالغ فيه". ويضيف أن "القبة الحديدية لا تنقذ الحياة. فالتي تنقذ
الحياة هي الملاجيء والغرف الآمنة.

وقد كان أكثر من 90 بالمئة من المصابين في حرب لبنان الثانية خارج الملاجيء حينما أُصيبوا. وهذا ما كان ايضا في الرصاص المصبوب وعمود السحاب".

وقد وجد فاربر في تناوله لخطط الحرب التي يعرضها جهاز الامن أن كلفة مواجهة التهديد المتوقع بالمنظومات الدفاعية ستبلغ الى أكثر من 35 مليار شيكل. و"من الواضح أنه بعد هذه المواجهة فورا ستفرغ مخازن الذخيرة وتضطر دولة اسرائيل الى انفاق مبلغ مساوٍ لملئها.

ويبدو أن لا أحد يؤمن بهذه الحماقة وإلا ما كنا موجودين في وضع تكون فيه الكميات الحالية بعيدة جدا عن الكميات المطلوبة". وفي واقع الامر سيقضي الجيش الاسرائيلي في حال الحرب "على كل احتياطه من الصواريخ الدفاعية في ايام معدودة".

ويوصي فاربر بالفحص بجدية عن بديل عن المنظومة الدفاعية يقوم على الليزر وهو "سكاي غارد"، وأن يُدمج في المنظومة الدفاعية مع المنظومات الموجودة.

وعلى كل حال فان "الاعتماد الكلي على منظومات دفاعية صاروخية لم تُثبت قط قدرتها العملياتية في صراع جدي (لأنه لم يوجد كهذا) هو خطأ ساحق".