سياسة دولية

ترحيب دولي وتنديد سعودي إسرائيلي باتفاق "النووي"

محادثات 5+1 مع إيران في جنيف- إ ف ب
رحبت دول العالم الكبرى بالتوصل إلى أول اتفاق تاريخي مع إيران حول برنامجها النووي، فيما نددت كل من السعودية وإسرائيل بالاتفاق.
وبعد أيام من المفاوضات الصعبة، أعلنت القوى الكبرى وإيران التوصل الى اتفاق تقبل بموجبه طهران بالحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما يمهد الطريق أمام فترة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة أشهر.
ووصف المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الاتفاق بأنه "نجاح"، فيما قال الرئيس الاميركي باراك أوباما انه "خطوة أولى مهمة".
في المقابل نددت إسرائيل بالاتفاق مؤكدة حقها في الدفاع عن النفس، فيما حذر رئيس مجلس الشورى السعودي من أن الاتفاق سيؤدي إلى تأجيج مساعي دول المنطقة لامتلاك أسلحة نووية.
ويرى خبراء أن هذا الاتفاق يشكل تقدما لأنه ينص على حزمة أكبر من القيود والتحقيقات حول برنامج إيران النووي، رغم أنه يترك بعض الغموض ما يتيح تفسيرات مختلفة حوله.

تفسيرات متباينة

وتشير التصريحات التي نقلت عن المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين إلى وجود تباين في تفسير نصوص الاتفاقية بعد ساعات فقط من توقيعها.
فبينما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي أن الاتفاق يعطي طهران حقها في تخصيب اليورانيوم، نفى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجود أي نص يشير إلى حق إيران في التخصيب.
وقد أشار روحاني في كلمته للشعب الإيراني أن "لكل طرف تفسيره الخاص، لكن حق إيران في التخصيب مذكور بوضوح في النص"، مركدا أن "أنشطة التخصيب ستتواصل كما في السابق في نطنز وفوردو وأصفهان".


آشتون: اتفاق يحترم الإيرانيين .. ويرد على مخاوف العالم

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون قد أعلنت فجر الأحد عن التوصل إلى اتفاق مرحلي حول البرنامج النووي الإيراني، دون أن تعلن عن المزيد من التفاصيل.
وقالت آشتون في البيان الذي ألقته في مقر الأمم المتحدة في جنيف أن الاتفاق سعى "إلى الرد على مخاوف المجتمع الدولي والتحرك بشكل يحترم الحكومة والشعب الإيرانيين".
وكانت دول مجموعة 5+1 بدأت التفاوض منذ الأربعاء مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق تمهيدي لمدة ستة أشهر يقدم ضمانات حول الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف "محدود" للعقوبات المفروضة على الاقتصاد الايراني.
ولكن المحادثات تعرقلت في الساعات الاخيرة حول مسألة "حق" إيران في تخصيب اليورانيوم، ما يبقي السؤال مطروحا حول طبيعة الاتفاق حول هذه المسألة التي تثير قلق الدول الغربية وإسرائيل وبعض الدول الخليجية.


ترحيب دولي.. وتنديد سعودي وإسرائيلي

وفي ردود الفعل، اعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما أن الاتفاق يمثل "خطوة أولى مهمة"، مشيرا في الوقت عينه الى إستمرار وجود "صعوبات هائلة" في هذا الملف.
وقال أوباما إن الاتفاق يغلق الطريق أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجددا دعوة الكونغرس إلى عدم التصويت على عقوبات جديدة على إيران.
من جهته، قال المرشد الإيراني آية الله خامنئي "لا بد من شكر الالهية والصلوات ودعم الشعب"، مضيفا في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، أنه يتوجب "دوما الصمود أمام المطالب المبالغ فيها" من الدول الاخرى في المجال النووي.
وقد رحب بالاتفاق أيضا كل من وزير الخارجية الإيراني سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الصيني وانغ ويي، والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، ووزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي، ومجلس الوزراء الإماراتي، حيث أكدت هذه الأطراف في بيانات منفصلة أن الاتفاق مع إيران يمثل خطوة أولى لتعميق السلام في الشرق الأوسط وتطبيع العلاقات مع طهران.
وعلى النقيض من المواقف الدولية المرحبة، نددت كل من إسرائيل والسعودية بالاتفاق باعتباره تهديدا للسلام في الشرق الأوسط.
ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتفاق بانه "خطأ تاريخي"، معتبرا أنه يقدم لإيران ما كانت تريده وهو " رفع جزء من العقوبات والابقاء على جزء اساسي من برنامجها النووي".
واكد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت من جهته ان اسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف ومن حقها الدفاع عن نفسها، فيما أعرب وزير المالية الاسرائيلي يائير لابيد عن خيبة أمله من موقف فرنسا التي أيدت الاتفاق حول النووي الايراني في جنيف.
وعلى الرغم من عدم صدور موقف رسمي من الرياض حتى الآن، إلا أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي عبد الله العسكر قال إن النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع طهران.
وأضاف عسكر "أخشى أن تكون ايران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية"، معبرا عن شعوره بالقلق بشأن إتاحة مساحة إكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر في المنطقة.
ويذكر أن مجلس الشورى السعودي يمثل مجلسا برلمانيا معينا من قبل الملك، وفي العادة فإن تصريحات مسؤوليه تمثل وجهة النظر الرسمية السعودية.
وقال العسكر إن سكان المنطقة يعرفون السياسات والطموحات الإيرانية، ويعلمون أن إيران ستتدخل في سياسة الكثير من دول المنطقة، على حد قوله.
وفي الأشهر القليلة الماضية زاد توتر السعودية بسبب الاستعداد الذي أبدته واشنطن للتعامل مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وشكت من تردد أوباما في القيام بتحرك أقوى على صعيد الصراع السوري.
وقال العسكر إنه اذا لم ينجح الاتفاق في منع ايران من تصنيع قنبلة نووية فإن من المتوقع أن تسعى السعودية ومصر وتركيا والإمارات وغيرها من دول المنطقة للحصول على التكنولوجيا النوويةن ما سيفتح الباب على مصراعيه للتسلح، حسب قوله.
وقد عبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجيدور ليبرمان عن نفس المخاوف من أن الاتفاق سيدفع دول المنطقة للبحث عن حقها في تخصيب اليورانيوم أسوة بإيران.