صحافة إسرائيلية

إيران تنفق مليارات الدولارات على مشروع لا تحتاجه

صحافة إسرائيلية

 اهتمت الصحافة الإسرائيلية الصادرة الأحد بعدد من القضايا أهمها الملف النووي الإيراني والمهمة الإصلاحية للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، وعلاقة الكيان الإسرائيلي بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى تردي العلاقات التركية الإسرائيلية..

"ذرّة مُدمرة"

فقد كتب سيفر بلوتسكر تحت عنوان "ذرّة مُدمرة" ما فحواه أن المشروع الذري الإيراني لا يحتاج جعل اقتصاد إيران يتدهور، "ولا بد أن يقدم قادتها ومسؤولوها السابقون في يوم من الأيام كشف حساب على هذه النفقة التي لا حاجة إليها للشعب الإيراني".

وجاء في المقالة المنشورة في "يديعوت"، أن إيران تواجه مشكلة مع الرأي العام المحلي، لكنها عكسية، في إعلانها للشعب الإيراني تورط بلدهم في المشروع الذري، الذي "جعلت كلفته الباهظة جيلا من المواطنين بائسا، ودهورت اقتصاد إيران إلى وضع إفلاس شديد".

ويرى بلوتسكر في مقاله أن "الفرض السائد في الغرب الذي يرى أن مواطني إيران قد تبنوا واستدخلوا جنون قادتهم، ليس صحيحا". 

ويضيف إن الإيرانيين ليسو حمقى، ولا مقطوعين عن الواقع. 

وتساءل بلوتسكر حول وقف الرئيس الإيراني مسيرة إيران الذرية، فقال إن "سير المحادثات في جنيف يشير إلى جواب بنعم، وسيقدم متخذو القرارات في طهران كشف حساب عن أعمالهم، ويبدو أن الرئيس الجديد حسن روحاني لا يريد أن يكون واحدا منهم".

رئيس جديد ومهمة اصلاحية لا تجد تعبيرها

 وفي سياق ذي علاقة كتب تسفي بارئيل في صحيفة "هارتس" تحت عنوان "ايران لا تزال تنتظر روحاني" قائلا أن ثمة ما يشير إلى أن مستوى الإصلاح الاجتماعي السياسي والاقتصادي الداخلي الإيراني لا يزال الناس ينتظرونه من رئيسهم الجديد.

ويرى شيفر أنه بعدما "صوّغ " الخامينئي الصداقة مع الولايات المتحدة كجزء من الإستراتيجية الجديدة، "حان الوقت للتوقع، او على الأقل للتمني، بتغييرات في منظومة العلاقات بين النظام ومواطنين الدولة أيضا". 

وعرض شيفر في مقالته الحالة الإجتماعية والإقتصادية في عهد أحمدي نجاد، مقارنة مع الحالة التي وصل إليها الإيرانيون بعد فوز روحاني في الانتخابات، فيقول إن "محللين ايرانيين من التيار الليبرالي، ممن أيدوا روحاني في الانتخابات، يعربون عن خيبة أملهم من أداء الرئيس في المواضيع الداخلية".

لم يعد ممكنا الوثوق بالولايات المتحدة

ومن جهته كتب إيلي أفيدار، تحت عنوان "خطة فك الارتباط" في "معاريف" مبيا أنه مع تقدم محادثات النووي بين الغرب وإيران، فإن التحالف المؤيد لأمريكا في الشرق الأوسط ينهار.

ويقول أفيدار "لم يعد ممكنا الوثوق بالولايات المتحدة"، ويضيف أن نتائج هذه الصحوة ستشعر بها واشنطن بقوة اشد في السنوات القريبة القادمة". 

وفي ظل الربيع العربي وإسقاط أنظمة وزعماء، فيرى أفيدار أن الآلية الجيوسياسية في الشرق الأوسط وفي الخليج تغيرت من الأساس، مما ساعد على صعود "لاعبان مركزيان هما السعودية وإيران". 

ويرى أفيدار أن العلاقة السعودية بإيران هي على شكل عداوة استراتيجية دائمة، و"الصراع ضدها مستمر منذ فجر عهد الإسلام". 

ويقول: "شكّل صعود الخميني إلى الحكم مؤشرا على الانتقال الإيراني من الدفاع إلى الهجوم. ومن حينها وإيران تطور زعامة شيعية في شرقي السعودية، وفي الكويت، وفي أبو ظبي، وفي اليمن وفي لبنان بالطبع". 

ويوضح أفيدار بأن "السعودية لن تسمح بالامتداد الإيراني في المنطقة حيث تستقر قيادة القوات السعودية في المنامة، على مسافة بضع أمتار فقط من قصر الحاكم، ومهمتها الايضاح بان السعودية لن تسمح للبحرين بالسقوط في أيدي الشيعة". 
 
ويقول أن "الأميركيين سمحوا بتنظيم سياسي شيعي في العراق إلى أن انكشف ربيبهم ومرشحيهم لرئاسة الوزراء، احمد الشلبي، كعميل إيراني". 

"سياسة لن تتغير" يقول أفيدار حول العلاقة الأميركية مع إيران، ويضيف أن "الحماسة الأمريكية واضحة للامتناع عن المواجهة مع الإيرانيين".

ويختتم في مقاله قائلا "لن يكون مفاجئا إذا ما بدأت شركات أمريكية في السنوات القريبة القادمة تفقد عقودا في السعودية وفي الكويت لصالح الفرنسيين، و"سيخبو التنسيق الأمني " كما و"ستبدأ التشققات في الظهور في العلاقات بين وكالات الاستخبارات".

بوجود أردغان وأغلو ..
 العلاقات السياسية الإسرائيلية تتردى


وفي سياق منفصل، كتبت سمدار بيري، تحت عنوان " دوما فاسد" يوضح الشرخ المصري التركي والتركي السوري وأثرهما على العلاقات الإسرائيلية بين الأطراف.

وتقول بيري في مقاله إن " الكثير من الدم الفاسد مر بين تركيا ومصر منذ خلع الرئيس مبارك، بيد أن العلاقة بين تركيا وسورية كانت تقوم على خطط لإقامة إمبراطورية قوية على محور يتجاوز إسرائيل".

وترى أن "العناق الروسي – الايراني لبشار خرّب عليهما خططهما، واضطر أردوغان إلى إقامة ثمانية مخيمات للاجئين للسوريين"، وتضيف كما "وفقد الإخوان المسلمون حكمهم في مصر، واختفت أعقاب مرسي في قاعدة عسكرية في الإسكندرية، وعندما أعلن أردوغان بأنه يخطط لزيارة غزة، تلقى رسالة شديدة اللهجة من القاهرة ليس في مدرستنا، إبق في البيت ولا تحلم بعرقلة الحملة لإغلاق الأنفاق والسلاح الذي  تعرف أنت جيدا من أين يأتي".

ويضيف "يبدو الشرخ المصري – التركي بحسب بيري "كانعكاس لانهيار العلاقات مع اسرائيل" وفي الحالتين سُرح السفراء وخُفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، وأنه في الحالتين يتعاطف اردوغان مع الفصائل المتطرفة في غزة ويبحث عن قنوات لتطوير قيادة حماس – بالسلاح، بالتمويل وبالعطف – على ألا يغفوا أمام العدو".

"هذا لم يكف اردوغان على ما يبدو" يقول بيري، "فقد تلقى خالد مشعل دعوة عاجلة، واستضافت اسطنبول مؤتمر خبراء لشؤون انتهاك حقوق الإنسان في مصر، ودعا اردوغان ومقرّبوه إلى الخروج للتظاهر ضد عزل "الإخوان"، المتعاونين مع حزب السلطة في تركيا".

ولكن حالة النظام العلماني الجديد في مصر أكثر خطورة، بحسب بيري، ويقول إن "اردوغان لا يفوت ميكروفونا كي يحرض ضدهم، ويدور الحديث عن محاولات لا تكل ولا تمل من جانب تركيا، كما اتهم أمس الناطق بلسان الخارجية في القاهرة، للتدخل في شؤوننا الداخلية وضعضعة الاستقرار".

ويقول: "لقد بحث السفير التركي المطرود من القاهرة أمس عن كلمات متفائلة. كما أن الرئيس عبد الله غول تلوى الى أن خرج منه التلعثم بأن "تركيا ومصر تشبهان حبتي بازلاء في وعاء يغلي". وقد حاول غول الحديث عن ازمة تمر، بالضبط مثلما في حالتنا. ولكن عميقا في القلب هو ايضا يعرف بأنه طالما كان الثنائي اردوغان وداود اوغلو هما اللذان يُمليان السياسة، فان هذا لن ينتهي".