مقالات مختارة

السيسي السويسري: أوميغا بقرب الحبيب وأحلام الجنرال الطاير

1300x600
مرّ ألف نهار أسود على سورية، والسوري على الفضائيات ما زال ملثماً. ظهر مصابون ومعوقون في فضائية ألمانية باللثام، فهم ما زالوا خائفين من بطش النظام السوري! تحول حاجز الخوف بالمدافع ومطر البراميل، إلى حاجز جديد من الأنقاض وإلى مقبرة عملاقة. 
ويلومني قراء كرام على إهمال الفضائيات السورية، وكان المفكر العربي الذي وصفته الفضائيات السورية بالصهيوني والموسادي، ولم يبق إلا أن تصفه بالشيخ السلفي الوهابي قد قال: انه لم يعد مكان لقول أو تحليل في الشأن السوري.
سوريا متروكة الآن ‘لعبث الأشرار’. كما أني محروم من مشاهدة الفضائيات السورية، ولعلها مكرمة، فـ’الجزيرة’ هي الفضائية الوحيدة التي تتاح لي متابعتها، وأعتقد أنّ مصر هي مربط الفرس، التي يراد لها أن تكون مربطاً للحمار، لكن الانقلابيين والرعاة الذين يظهرون على الفضائيات يطالبون الشعب بأن يربطوا الحمار محل ما يريد السيسي باعتباره الذي استملك التفويض من المظاهرات ‘الديلفري’، المظاهرات ‘التيك اوي’. المظاهرات ‘الكلين اكس′.


أخر كلام
وكان يسري فودة قد قرر أن يأخذ استراحة من الشأن المصري، فاستضاف سفيرين وضيفاً سورياً، واستعان بضيف سوري ثان ظهر بالصوت فقط، يعني ملثماً.
الساعة الفضائية كانت خجولة، ويسري فودة هو أشجع المذيعين المصريين في هذا الوقت الحرج من تاريخ الأمة العربية والمصرية، لكن ‘أخر كلام ‘، لم يكن جريئاً، وأكاد أقول ليسري: احلف! لم يستضف فودة رأياً آخر، فالسفيرة رندة حبيب ‘الشامتة’ بالسوريين، كانت تحاول أن تفرق بين سوريين اخوان وسوريين غير إخوان، وكانت تبرر نكبة السوريين ‘بالظروف الأمنية’، والأعصاب المشدودة.
أما السفير محمد الدايري فتذرع بالقانون الدولي الذي يبيح إطلاق النار على مهاجرين يغادرون بطريقة غير شرعية! أكثر الضيوف عروبة وإنسانية وإسلامية كانت المذيعة السويدية سيسيليا اودين، مراسلة الإذاعة السويدية في الشرق الاوسط، التي بكت في لقاء مع السفير المصري على محنة السوريين في مصر.
السفيرة عزيزة، عفواً، السفيرة رندة طالبت السويد، ما دامت متعاطفة مع السوريين بأن تستقبلهم! فذكرتني برائدة الفضاء رولا خرسا، التي طالبت أبو تريكة الذي رفع إشارة رابعة بالهجرة إلى قطر!


موسم الهجرة إلى قطر
تحولت فضائية ‘الجزيرة’ إلى منفى الاعلاميين والساسة المصريين الشرعيين، فقد وصل إليها الوزير السابق محمد محسوب، وعمرو عبد الهادي، وليلى سامي.. إنه موسم الهجرة إلى فضائية العرب العظمى. 
وقد جرتها الفضائيات المصرية إلى ‘موقعة محمد الأبياري’، الذي وصفه محمود سعد بأنه إخواني بدليل لحيته ‘المش متربية’ و’سحنتو اللي زي السم’، وتوقعت أن أجد لحية الأبياري مثل لحية ياسر البرهامي. ظهر على ‘الجزيرة’ ودافع عن نفسه، ونفى تهمة الأخونة حتى خشيت أن يحضر معه زجاجة من الخمر حتى يثبت أنه مش إخوان. 
لقد تبين أنّ مرسي لم يأخون مصر وحدها، وإنما أخون أمريكا وكينيا واسرائيل أيضاً، وقد ذكرتني الأخونة بالشيخ ‘النوري’ صلاح عبد العليم الذي ظهر باكياً على إحدى الفضائيات، واشتكى إلى القضاء المصري العادل الذي ردها لانتفاء محل الدعوى. 


فضائية شعارها: انتو مش نور عينينا!
كان شعار ‘روتانا سينما’ هو ‘مش ح تقدر تغمض عينيك’، ويعتقد الضالعون في العلم أنّ فضائية جديدة ستظهر رداً على فضائية رابعة اسمها ‘سيسانا سينما’، وقد يكون شعارها ‘انتو مش نور عينينا وإلا ايه’، أما التصويت على الدستور فسيكون بشعار ‘مش ح ينفع تقول لاء’. 
صديقي المصري سيّد يسمي حزب النور باسم حزب الزور، وقد صرح صاحب ‘شرح رسالة الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان’ أنهم سيصوتون بنعم تصويت المضطر، لأنه بحكم أكل الميتة، أما عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، التي أفضل عليها تسمية ‘حزب مصر المطاطية’، فيدعو إلى التصويت بلا. حزب النور يسمى أيضا بحزب الشوكة، فهو مع إمارة المتغلب وسيأكل لحم الميتة بالشوكة والبيادة!
أبرز العبارات الشائعة على السنة الانقلابيين هي: القانون ح يأخد مجراه، وتطبيق دولة القانون.. الانقلابي محمد الزيات على ‘العربية’ مدح القاضي الجديد، الذي حاكم محمد بديع والبلتاجي بأنه ‘واسع الصدر’، لأنه تحمل اشارة رابعة من المحبوسين في القفص!
‘العربية’ فرحت بموقف حزب مصر المطاطية، فالمهم هو تصوير طوابير الانتخاب وتحويلها الى مظاهرة تفويض جديدة. 
الاطرف من مشاهد الفضائيات هو تحول صورة المذيع الانقلابي من بطولة فيلم ‘اذكياء لكن اغبياء’ الى بطولة ‘فيلم الشحاد’. فعكاشة يتسول من الامارات شوية بلح، لكن تسول الخيار يحمل إشارات غير طيبة! فهو يستعمل استعمالات غير مفيدة. يوسف الحسيني توعد وزير الداخلية، فاللهم اجعل بأسهم بينهم شديدا!
في العادة تتصارع العصابة على الغنيمة، لكنهم الان يتصارعون على أكل لحم الميتة، وخلِ دولة القانون الميتة تاخد مجراها. 
قبل يومين كان عكاشة ينعى سيادة الجنرال، الذي رقاه الى رتبة مشيرا قائلا: البسوه واشربوه.. والآن يكاد يقول خللوه واحشوه.. يوسف الحسيني، الذي وصفه مجدي حمدان بالثائر، اتهم قطر بالارهاب في المنطقة العربية، وليست اسرائيل التي وردت عرضا على لسان الناصري احمد عبد الحفيظ في سياق تحليل تقارير منظمات الحقوق الدولية، التي ادانت مجازر رابعة والنهضة، ‘فأبو الخيال السياسي’ يعتقد أن العنف سجال والطرفان متساويان في العنف، مع ملاحظة انه ديمقراطي و’واسع الصدر’ وليس ضد حمل مسطرة رابعة، بل ان تسامحه يبلغ به السماح للمعجبين بالتصوير مع نصبه التذكاري الحي ومع اشارة رابعة!


المركزية المصرية
وكان صلاح عمر العلي في ‘شاهد على العصر’، يتذكر أن الاعلام العراقي زرع في نفس العراقي تفوقا وطنيا، مستمدا من تمجيد حضارة بابل ونبوخذ نصر.. لكني اكتشفت متأخرا أن ثمة مركزية مصرية، طابعها إعلامي وسينمائي وكروي، فمصر صاحبة السبعة آلاف عام و(ليس سبعة الصبح)، وصاحبة حضارة رمسيس وكليوباترا والهام شاهين.. ولن ننسى طبعاً القائد المظفر ‘المشير’، بطل معركة رابعة ومعركة التايم التي أرجو من معجبيه أن يبلوها وألا يشربوا ‘ميتها’، لأنها تعمل نفخة في البطن وإسهالاً في المخ.


الاتجاه المعاكس
قال زميلي الشاب الذي يتجنب الأخبار ويفضل عليها ‘البلاي ستيشن’، وهو ينظر إلى كمال اللبواني يحاول توريط محمود مرعي في سبّ الشريعة الإسلامية: هل هذا خالد عبود؟
فنظرت إليه وصمتت ولا أدري إن كان قد اعتبر صمتي، علامة رضا أم نفياً أم عطلاً في ‘البلاي ستيشن’.
صحح لنفسه: لا.. لا.. هذا شريف شحادة!!
أيها القارئ:عذرا فلا دموع لدي لأبكي على نيلسون مانديلا فأنا ما زلت في حداد على فقيد الامة ‘أبو عصام’.. حلاق باب الحارة! وعذرا فالعنوان مثل الحرب. خدعة.

عن القدس العربي