صحافة دولية

تلغراف: واشنطن تدعم سرا جهود التخلص من داعش

مظاهرة في حلب تطالب بخروج داعش من سوريا - (ارشيفية) ا ف ب
كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" أن الولايات المتحدة ودولا خليجية تدعم سرا جهود المعارضة السورية المعتدلة لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" شمال سورية. 

ونقلت عن دبلوماسيين ومقاتلين لهم علاقة بالخطة قولهم إن الدول الغربية التي تجتمع اليوم في مونترو السويسرية تقوم بدعم خطط السعودية وقطر لتسليح المعارضة السورية حتى تكون قادرة على هزيمة "داعش".

وقال مصدر للصحيفة إن الولايات المتحدة نفسها تقوم بتقديم ملايين الدولارات للجماعات السورية المقاتلة حتى تكون قادرة على قتال القاعدة ذات التسليح والقدرات العالية. فيما أكد آخر أن واشنطن عادت لتزويد المعارضة بأسلحة غير فتاكة بعدما علقتها الشهر الماضي.
 
وقالت الصحيفة إن التطورات تعبر عن وجه جديد في الحرب يقوم فيه الداعمون الدوليون بالتعامل مباشرة مع قادة المعارضة المسلحة لاستهداف خلايا القاعدة التي يُنظر لمقاتليها كتهديد للدول الغربية.

ونقلت عن قيادي في المعارضة المسلحة قوله "الكل يقدم لنا الدعم لقتالهم" أي داعش. وقال، وهو أحد مسؤولي المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية "في الماضي لم تكن لدينا أسلحة لقتالهم، أما الآن فالمخازن مليئة".

 واتهم المقاتلون داعش باختطاف الثورة السورية، وبأنها ومقاتليها الأجانب فرضوا قوانين متشددة على حياة السكان الواقعين تحت سيطرتها، وهمشت بقية الجماعات المقاتلة، وحرفت الثورة عن هدفها الرئيس وهو قتال بشار الأسد والإطاحة به.

واستهدفت داعش قادة ميدانيين في الجيش السوري الحر واغتالت بعضهم واختطفت آخرين. وكان آخر حادث قيام داعش باختطاف وقتل القيادي أبو ريان، وهو أحد قادة المقاتلين في منطقة الشام.

ومنذ بداية العام الحالي تخوض الجماعات المسلحة قتالا مع القاعدة والجماعات المتحالفة معها، حيث تم إخراجها من أكثر من بلدة وأسفرت المعارك عن مقتل 1000 شخص.

وتقول الصحيفة إن وفدا أمريكيا- سعوديا التقى قادة كبار في المعارضة المسلحة السورية في شهر كانون الأول/ ديسمبر. ونقلت عن مصدرين اثنين قولهما إن اللقاء كان من أجل تنسيق الجهود لمواجهة داعش "وشجع الأمريكيون المقاتلين على مهاجمة القاعدة".

وقال آخرون إن قائد الجبهة الثورية السورية، جمال معروف المدعوم من السعودية، وجيش الإسلام الذي تدعمه قطر، بقيا ينسقان مع المخابرات الأمريكية والخليجية. ويقول  مصدر له علاقة بنقل الدعم غير الفتاك إن قطر كانت المبادرة في تزويد المقاتلين بالسلاح، ولأن السعودية لم تكن تريد أن يسبقها أحد، قامت بإرسال 80 طنا من السلاح بما فيها رشاشات. ونقلت عن سكان قرب قاعدة عسكرية تابعة للمقاتلين في إدلب أنهم شاهدوا 15 شاحنة عسكرية محملة بالأسلحة في طريقها إلى معسكرات المقاتلين.

وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تقدم السلاح مباشرة لجماعات المقاتلين، لكنها تقدم 2 مليون دولار نقدا للمقاتلين حيث يتم توزيعها على الجماعات المعتدلة. وأكد مسؤولون في جيش الإسلام وجبهة الثورة السورية تلقيهم مساعدات مالية، لكنهم لم يقولوا إن كانت من أجل قتال داعش أم لا. ونقلت عن دبلوماسي قوله إن التنسيق مستمر بين الداعمين الدوليين للجماعات الرئيسية. ومع إن داعش ردت بقوة في بعض الأحيان، إلا أن الدفع ضدها مستمر، وهذه نقطة انطلاق جيدة لمؤتمر جنيف-2، كما قال.