سياسة عربية

بكري يكشف خفايا الدور الإماراتي بمساندة الانقلاب

السيسي وبن زايد خلال زيارة للأخير إلى القاهرة (أرشيفية)

كشف الكاتب الصحفي المصري مصطفي بكري النقاب عن أن الإمارات قامت بدور كبير في إسقاط حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث بدأ هذا الدور قبل 30 حزيران/ يونيو 2012، وبمجرد توليه الرئاسة.
 
وقال بكري في مقاله بالعدد الأسبوعي من جريدة "الأسبوع" التي يرأس تحريرها إن الإمارات كانت واضحة منذ البداية في موقفها من جماعة الإخوان، وكانت تعليمات الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة منذ البداية: "لا تعاون مع حكم الإخوان في مصر، ولا إساءة للمصريين العاملين في دولة الإمارات".
 
وأضاف بكري: "كانت مهمتهم الأولي، وتحديدا الشيخ محمد بن زايد وشقيقه الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية، كيف يمكن إقناع الغرب بحقائق ما جرى في مصر، وبالدور الخطير الذي تلعبه جماعة الإخوان في تهديد أمن المنطقة والعالم، لم يكن المجتمع الغربي مستعدا لتغيير مواقفه في هذا الوقت".
 
ومضى بكري: "كانت الإمارات تراهن علي عنصر الزمن، وتدرك أن الإخوان لن ينجحوا في الحكم، ولن يحققوا الأهداف والشعارات التي رفعوها في فترة الانتخابات، لكنهم كانوا علي ثقة ويقين من أن السقوط قادم لا محالة".
 
وكشف بكري في مقال بعنوان: "بين زيارة الفريق صدقي ورؤية الشيخ محمد بن زايد.. مصر والإمارات طريق بلا نهاية"؛ تفاصيل لقاء جري منذ فترة مع الشيخ محمد بن زايد ووفد مصري برئاسة المستشار أحمد الزند (رئيس نادي القضاة) تحدث فيه ولي عهد أبو ظبي عن هذه الفترة. فقال: "بعد أحداث الربيع العربي رفعنا مستوى الخطر الأول "الإخوان" ومن يتبعهم، أدركنا دورهم التآمري في توظيف غضب الجماهير لإحداث الانهيار، والفوضي لصالح جماعتهم".
 
وقال الشيخ محمد بن زايد: "كان الهدف الرئيسي لنا في هذا الوقت هو كيف نقنع حلفاءنا في الغرب. بذلنا جهودا كثيرة، ولم ننجح في البداية، ولكن في اللحظة التي سقط فيها نظام حكم الجماعة في مصر عرف العالم أن الوضع يحتاج إلى وقت".
 
وتحدث محمد بن زايد مطولاً عن تجربة الدولة مع الإخوان في الإمارات، فقال "خسرنا 130 من شباب الإمارات قتلوا في حروب اليمن وأفغانستان وسورية.. لكن أخطر ما قاله الشيخ محمد بن زايد في هذا الأمر أن نحو 84% ممن ذهبوا للجهاد في سورية، وغيرهم كانوا ينتمون تنظيميا إلى جماعة الإخوان بالأساس" وفق قوله.
 
وتابع بكري: "لقد تولي الشيخ محمد بن زايد هذا الملف بنفسه شخصيا، وأدرك أن الأزمة في المناهج التعليمية والمدرسين المنتمين لهذه الجماعة وأئمة المساجد والمدارس الصيفية التي يسخرها الإخوان لبث الأفكار المتطرفة في عقول الشباب والبعيدة عن صحيح الدين" حسب قوله.
 
وقال الشيخ محمد بن زايد، بحسب بكري: "لقد اصطدمنا بالإخوان، وكان ذلك طبيعيا ومتوقعا لأنهم أرادوا جر البلاد إلي الفوضى. كانوا يتحدثون عن الديمقراطية وهم أعداؤها، وكنا نقول: "إننا لن نقبل من أحد أن يفرض علينا ديمقراطية بعينها، لا تناسب مجتمعاتنا العربية".
 
وأضاف بكري: "كان محمد بن زايد يتحدث عن التجربة في الامارات ثم يعود ليعرج عليها في مصر. كان الموقف مع مصر مبنيا على رؤية منهجية واضحة تحدد مكمن الخطر، وتتعامل معه. قال ولي عهد أبو ظبي: نحن مع مصر إلى آخر الطريق، ليس عندنا بديل، وهذا ليس كرها في الإخوان، مصر أكبر دولة في المنطقة، يجب أن تكون قوية".
 
تحدث بن زايد عن عوامل القوة الكامنة على الأرض المصرية. وقال: "إن خوفي الأكبر كان على مؤسسة الأزهر، لأن الإخوان لو كانوا قد تمكنوا من الأزهر في فترة حكمهم هنا سيحققون الهدف، ويدخلون كل بيت لنشر أفكارهم المتطرفة والبعيدة عن الدين ولكن باسم الأزهر" حسب ما نقله مصطفى بكري.
 
كما تحدث الشيخ محمد بن زايد عن الموقف السعودي، وقال: "لقد كان مهموما منذ البداية بالأوضاع في مصر، وقال إن الموقف السعودي كان حاسما، وواضحا في رفض الإرهاب، وحكم الجماعة".
 
وعلق بكري على زيارة رئيس الأركان المصري الفريق صدقي صبحي للإمارات خلال الأيام الماضية ولقائه بعدد من كبار المسئولين في الدولة؛ بالقول: "إن الفريق صدقي لم يبالغ عندما تحدث عن دور الإمارات في مساندة ونجاح ثورة 30 يونية، وقال إن التاريخ لن ينسي دورها أبدا.. وإنه لم يبالغ عندما قال: إن موقف الإمارات ودعمها لجميع مطالب الشعب المصري التي خرج من أجلها في ثورة 30 يونية سيذكره التاريخ، وإنه كان من أهم المواقف فعالية في نجاح الثورة وتثبيت أركانها وقدرتها علي حرب الإرهاب الذي تقوده جماعة الإخوان ضد الشعب منذ إعلان خارطة الطريق في 3 يوليو وحتى الآن".
 
وتابع بكري: "لم يكن موقف الإمارات مقصورا على الدعم الاقتصادي، ولكنه وكما قال الفريق صدقي صبحي شمل الدعم السياسي أيضا، حيث وظفت الدبلوماسية الإماراتية كل رصيدها السياسي القوي على الصعيدين الإقليمي والدولي في الاعتراف بثورة الشعب، وأن انحياز الجيش المصري العظيم لهذه الإرادة هو عمل تتجلي فيه أسمي وأنبل المعاني الوطنية" وفق تعبير بكري.
 
واختتم بكري مقاله بقوله: "ربما سوف يأتي وقت تدرك فيه الجماهير المصرية كثيرا من تفاصيل الدور الإماراتي غير المعلن في دعم مصر، ومساندتها".