سياسة عربية

أنجلينا جولي تزور لاجئين سوريين بلبنان: "تجربة تدمي القلب"

أنجلينا جولي خلال زيارتها للاجئين سوريين في البقاع الشرقي في لبنان الأحد (الأناضول)
تزور أنجلينا جولي الممثلة الامريكية وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة لبنان للاطلاع على محنة الاطفال السوريين في مخيمات اللجوء ولقاء مسؤولين لبنانيين. ووصفت جولي لقاءها بأطفال لاجئين سوريين يتامى في احد مخيمات اللجوء شرقي لبنان بـ"تجربة تدمي القلب".

وأشار بيان للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أن جولي تفقدت أطفال سوريين لاجئين أيتام أو انفصلوا عن أهاليهم؛ بسبب الحرب خلال زيارة لها لمخيم في منطقة البقاع شرقي لبنان.

وحسب بيان مفوضية اللاجئين فإن جولي التقت الأطفال الأيتام السوريين الذين فروا إلى لبنان والذين يعيشون في سهل البقاع. فهناك 3500 طفل بدون ذويهم او انفصلوا عن أسرهم ويعيشون الآن في لبنان. وقالت جولي: "لقاء هؤلاء الأطفال كان تجربة تدمى القلب. لقد فقدوا عائلاتهم وتم اختطاف طفولتهم بسبب الحرب. كانوا صغارا جدا إلا أنهم يتحملون أعباء واقعهم كما لو انهم الآن رجال بالغون".

وكانت جولي قد توجهت في وقت مبكر من صباح الاحد الى مخيمات اللاجئين في البقاع بدءا من مخيم الفيضة بسهل زحلة بعيدا عن عدسات وسائل الاعلام باستثناء كاميرا ترافقها. وكما أظهرت الصور، فإن جولي كانت تخفي وجهها بوشاح صوفي غطت به رأسها بينما كانت تحمل طفلة صغيرة وتتحدث معها.

وأشار بيان المفوضية إلى ان التعليم هو احد التحديات الكثيرة التي تواجه اللاجئين، الذين يكافحون للحفاظ على أمكنة ايوائهم وتأمين ايجارها والحصول على المياه. والتقت جولي طفلا صغيرا عبّر عن أمنيته بأن يصبح طبيبا عندما يكبر، فضحك أصدقاؤه وقالوا أنّه لا يعرف ماذا حلّ به، "فكيف يمكن أن يصبح طبيبا في خيمة فارغة".

وكانت جولي وصلت مساء السبت الماضي الى لبنان في زيارة استمرت 3 أيام واتسمت بسرية وبإجراءات أمنية مشددة. ومنع الصحفيون والمصورون من مواكبتها في جولتها.

ورحبت جولي بالتصويت بالاجماع على القرار 2139 السبت الماضي، قائلة انّه "خطوة بالاتجاه الصحيح لمئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء العالقين في مناطق يصعب الوصول إليها في سورية".

وشدّدت على ان هذا القرار يجب أن يتم تطبيقه "وهذا يتطلب ارادة سياسية وشجاعة"، مشيرة الى ان اجماع أعضاء مجلس الأمن على هذا القرار، يجب أن يكون "بداية مرحلة جديدة لإنهاء الصراع".

وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق بالإجماع السبت الماضي على مشروع قرار يطالب بدخول المساعدات الإنسانية وإنهاء العنف ضد المدنيين، وبرفع الحصار عن مناطق عديدة، كما طالب جميع الأطراف المتصارعة بوقف إطلاق النار وإنهاء القصف وخاصة استخدام البراميل المتفجرة.

وثمنت جولي مساهمة لبنان بمساعدة اللاجئين السوريين الذين تخطى عددهم المليون، ما يجعله البلد الوحيد الذي استضاف هذا الكم من اللاجئين في التاريخ الحديث، ودعت الى مساعدته بتحمل هذا العبء.

وبحثت جولي هذه الأزمة الانسانية مع رئيس الحكومة تمام سلام، ومن المتوقع ان تلتقي ايضا رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

وعقب لقائها رئيس الوزراء في السراي الحكومي ببيروت اليوم الاثنين رحبت جولي باعتماد مجلس الامن الدولي القرار رقم 2139 بشأن تقديم المساعدة الانسانية الى سورية، ووصفته بأنه "خطوة طال انتظارها في الاتجاه الصحيح لمئات الآلاف من الابرياء من الرجال والنساء والاطفال المحاصرين في المناطق التي يصعب الوصول إليها عبر سورية".

ولكنها أضافت: "لكن كما قال لي أحد النازحين.. في الوقت الراهن بالنسبة لنا انها ليست سوى قطعة من الورق حتى يتم تنفيذه وحتى نرى التغيير".

وقالت جولي التي يرافقها عدد من المساعدين؛ للصحفيين بعد الاجتماع مع سلام في السراي الحكومي: "كما تعرفون فإن لبنان لديه.. مراكز للاجئين أكبر من أي بلد في العالم في التاريخ الحديث.. وهو أمر استثنائي يجب أن نفعل كل ما بوسعنا لتقديم الدعم له. لقد قضيت بع الوقت في سهل البقاع في الآونة الأخيرة مع لاجئين سوريين وكانوا ممتنين جدا للشعب اللبناني. من الواضح انهم يشعرون بالصدمة لما حدث لهم في سورية".

وتأثر لبنان بالصراع الدائر في سورية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حيث استضاف أعدادا كبيرة من النازحين السوريين بلغت حتى الآن أكثر من ربع سكانه الذين لا تزيد أعدادهم على أربعة ملايين مواطن.

وأضافت: "بالنسبة لعدد سكانه، فإن لبنان لديه نسبة لاجئين أعلى من نسبتهم في أي بلد في التاريخ الحديث.. وإذا ما استقبلت الولايات المتحدة أعدادا بنسبة مماثلة فستؤوي أكثر من سبعين مليون نسمة".

وهذه هي الزيارة الثالثة لجولي الى لبنان باطار مهمتها كسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة. وكانت آخر زيارة لها في أيلول/ سبتمبر 2012.
 
وجاء في بيان للمفوضية العليا أن جولي تزور البلاد للاطلاع على محنة الاطفال السوريين ولشكر الشعب اللبناني على مساعدة اللاجئين فيما يدخل الصراع عامه الرابع.