أكد رئيس الجمعية العربية التركية، الدكتور محمد العادل أن حزب "
العدالة والتنمية" ما زال يملك حظوظا وافرة للفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البلدية المرتقبة نهاية الشهر الجاري، على الرغم من الحملة الإعلامية التي يشنها خصومه السياسيون في الداخل والخارج.
وأوضح العادل في تصريحات لـ "قدس برس" أن غالبية استطلاعات الرأي التي أجرتها مختلف مراكز استطلاعات الرأي المتخصصة، تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية لا يزال في صدارة الأحزاب التي تحظى بثقة الناخب التركي، وقال: "لقد كان لأداء حزب العدالة والتنمية الذي حكم
تركيا لأكثر من 12 عاما دور بارز في تحقيق قفزات اقتصادية مهمة وتمكن من تجاوز تحديات جسيمة، وكل المؤشرات اليوم تؤكد أن الساحة السياسية التركية ليس فيها بديل ومنافس يوازي حزب العدالة والتنمية".
وأضاف: "لا شك أن الحملة الإعلامية التي تُشن ضد الحزب، خصوصا تلك التي يقودها شركاؤه القدامى في جماعة فتح الله غولن قد تركت آثارا سلبية، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى الضربة الموجعة".
وأوضح أن "الناخب التركي عقلاني وبراغماتي، وهو يقيس الموقف من الأحزاب بحسب أدائها، والكل يعرف أن حزب الشعب الجمهوري تمت تجربته خلال 30 عاما، ولا يعتقدون أنه استطاع تجديد نفسه خلال مرحلة خروجه من الحكم، وحزب العدالة والتنمية الذي أخذ البلاد حين كان دخل الفرد السنوي لا يتجاوز 4000 دولار في العام".
وأكد أن دخل الفرد السنوي الآن "يتجاوز 15 ألف دولا، والمواطن التركي يتمتع بذات الرعاية الصحية والاجتماعية التي يتمتع بها المواطن الأوروبي، وعلى الرغم من الأزمات المالية التي يشهدها العالم، فإن حكومة العدالة والتنمية حافظت على رفع أجور العمال بشكل منتظم، وبالتالي فإنه لا يمكن لمواطن عاقل أن يغامر بالتصويت لحزب الشعب الجمهوري أو حزب الحركة القومية أو غيرهما من الأحزاب وهو لا يملك من الضمانات ما يمكنه من ترقية وضعه".
وتوقع العادل أن يحافظ حزب العدالة والتنمية على مرتبته الأولى مع احتمال تراجعها بعض الشيء بسبب الحملة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها، لكنه أشار إلى أن معركة انتخابية مهمة ستجرى بين العدالة والتنمية والمعارضة في
بلدية إسطنبول، حيث أن المعارضة رشحت شخصية سياسية محبوبة من طرف الناس ويمكنها أن تنافس مرشح العدالة والتنمية الحالي.
واستدرك قائلا: "طبعا الأتراك لهم مقولة هنا بأن من حكم إسطنبول حكم تركيا ومن خسرها فقد خسر حكم تركيا، لكن ذلك لا يعني نهاية المطاف. وعلى الرغم من أن حظوظ العدالة والتنمية بالفوز ببلدية إسطنبول قوية، لكن مع ذلك يبقى احتمال خسارتها واردا، وفي كل الأحوال فإن العدالة والتنمية سيحافظ على مرتبته الأولى في أي انتخابات".
وأشار العادل إلى أن الانتخابات البلدية ستكون مؤشرا لما بعدها من انتخابات برلمانية ورئاسية، ونتائجها هي التي ستحدد مواقف الأحزاب بعدها، على حد تعبيره.