سياسة عربية

سوريا تقفل المعبر الشمالي الشرعي مع لبنان

أدخنة متصاعدة من قرية الحصن عقب سيطرة قوات النظام السوري عليها - ا ف ب
لا يزال الوضع متوترا في منطقة البقيعة اللبنانية في وادي خالد شمال لبنان، التي تستهدف منذ ساعات الصباح بوابل من الرشقات النارية من أسلحة رشاشة ومتوسطة، مصدرها الجانب السوري.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية الخميس، بأن السلطات السورية أقفلت معبر البقيعة الحدودي الشرعي بين لبنان وسوريا، فتوقفت حركة العبور بالاتجاهين.

وتعرض حاجز للجيش اللبناني بالقرب من المركز الحدودي في البقيعة إلى إطلاق نار، مصدره الجانب السوري.

وأقفلت معظم المحال والمؤسسات التجارية والأسواق الداخلية والمؤسسات العامة في طرابلس، وذلك بسبب التوتر الذي تعيشه المدينة بعد سماع دوي قنبلتين صوتيتين، وتسجيل ظهور مسلح في الأسواق الداخلية. وتسجل حركة سير خجولة في أحياء المدينة، وذلك على خلفية الاعتداءات على الحدود الشمالية في عكار.

وألقى مجهول قنبلة صوتية في أرض خالية خلف مسجد الصديق وسط طرابلس، أحدثت دويا قويا وخلقت حالة من الرعب في المنطقة.

ونظم عدد من الشبان في طرابلس، مسيرة راجلة باتجاه جامع السلام، حيث يقام تجمع احتجاجا على ما يجري على الحدود اللبنانية – السورية. 

وأفادت وكالات محلية أن الوضع لا يزال متوترا في وادي خالد حيث تُستهدف بعض البلدات، لاسيما البقيعة وبلدتا بني صخر وخط البترول منذ ساعات الصباح بالقصف وبوابل من الرشقات النارية، من أسلحة رشاشة ومتوسطة مصدرها الجانب السوري. 
 
وأضافت أن منازل عدة أصيبت في بلدة خط البترول، وناشد الأهالي الجيش اللبناني تأمين الحماية لهم أو العمل على إجلائهم.
  
وأكدت دخول حوالي 35 جريحا سوريا، بينهم نساء وأطفال إلى وادي خالد، نقلوا لاحقاً إلى مستشفيات عكار بواسطة سيارات الصليب الأحمر اللبناني والجمعية الطبية الإسلامية وائتلاف الجمعيات الخيرية الإغاثية، وذلك على أثر الاشتباكات العنيفة الدائرة منذ فجر الخميس، عند الجانب السوري لمجرى النهر الكبير في منطقة البقيعة السورية.
 
وقال مسؤولون في الجمعية الطبية الإسلامية في وادي خالد، إن "أكثر من 100 جريح من المنتظر وصولهم إلى الحدود اللبنانية"، وأشاروا إلى أن هناك نقصاً في سيارات الإسعاف، آملين من الجهات المسؤولة والمعنية إيفاد المزيد من السيارات لكي يتمكنوا من إجلاء الجرحى.

ووجه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، نداء عاجلا إلى الشماليين لفتح الطرقات وعدم إقفالها، تسهيلا لمرور المصابين اللبنانيين والسوريين جراء القصف السوري، إلى المستشفيات.

وكان عقد اجتماعا مع وزير الصحة وائل أبو فاعور، على جانب جلسة مناقشة البيان الوزاري في ساحة النجمة، لمتابعة وضع النازحين الذين يصلون إلى منطقة عكار من لبنانيين وسوريين بسبب القصف السوري.

وأعطى رئيس الوزراء تمام سلام تعليماته إلى المعنيين للعمل على إيواء النازحين إلى منطقة عكار. 
بدوره، أعطى وزير الصحة وائل أبو فاعور توجيهاته للمستشفيات لاستقبال المصابين اللبنانيين والسوريين.

قوات النظام دخلت قلعة الحصن وسط سوريا

 وفي سياق متصل، دخلت القوات النظامية السورية إلى قلعة الحصن في محافظة حمص وسط سوريا الخميس، ورفعت العلم السوري على القلعة الأثرية التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة منذ سنتين تقريبا، بحسب ما أظهرت صور بثها تلفزيون الميادين ومقره بيروت.
وبدا عدد من الرجال باللباس العسكري داخل القلعة وهم يرفعون العلم السوري ويلوحون به في أعلى قلعة الحصن، بينما تسمع أصوات رشقات رشاشات غزيرة. 
وبلدة الحصن هي آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، وبالسيطرة عليها سيتم إقفال الطريق إلى الحدود مع لبنان في تلك المنطقة على المعارضة المسلحة.

مصرع أمير "جند الشام"

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قذيفة هاون سقطت على مناطق في ساحة الحج عاطف بحي كرم الشامي، في حين تأكد استشهاد ما لا يقل عن 12 مقاتلا من الكتائب المقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف بلدة الحصن. 

ولقي أمير تنظيم "جند الشام" مصرعه متأثرا بجراحه التي أصيب بها في اشتباكات مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بعد منتصف ليل الأربعاء، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي "جند الشام" وعدة كتائب إسلامية مقاتلة  في بلدة الحصن. 

وأشار المرصد إلى سيطرة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها على أجزاء واسعة من البلدة، ومقتل قائد كتائب إسلامية مقاتلة وناشط إعلامي، خلال القصف والاشتباكات الدائرة .