سياسة عربية

قوى فلسطينية: عدم الإفراج عن الأسرى صفعة للمفاوضات

الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية (أرشيفية) - أ ف ب

قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني فتحي القرعاوي إن قرار إسرائيل رفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى يعتبر بمثابة ضربة قوية للمفاوضات القائمة واستمرارها.


وأضاف لـ"عربي21" أن "القيادة السلطة راهنت على المفاوضات، لتحرير الأسرى إلا أنها فشلت مرة أخرى بذلك وحتى اللحظة لم يخرج بالمفاوضات سوى عدد قليل من الأسرى".

وأوضح القرعاوي أن "المفاوضات تستخدمها إسرائيل مقابل تحقيق أرباح سياسية من الجانب الفلسطيني، وأن السلطة قدمت تنازلات كبيرة من أجل العودة للمفاوضات التي أثبتت فشلها بكل ملفاتها وأبرزها ملف الإفراج عن الأسرى من السجون".

وأشار إلى أن "السلطة الفلسطينية كانت مقصرة بشكل كبير في نصرة قضية الأسرى داخل سجون الاحتلال، وكافة المطالب والدعوات والتحركات التي أخرجتها في السابق، كانت ضعيفة ولا تلبي حجم المعاناة التي يعانيها الأسرى داخل السجون".

وأكد القرعاوي، أن "المفاوض الفلسطيني مفروض عليه المفاوضات فرضا لأنه الطرف الأضعف في هذه المعادلة وأنه يتلقى الإملاءات من أمريكا وإسرائيل".

وشدد على ضرورة تفعيل قضية الأسرى داخليا وخارجيا من أجل تحريرهم وأن المقاومة هي أحد السبل للإفراج عنهم وتحريرهم من السجون الإسرائيلية.

من جهتها قالت لجان المقاومة في فلسطين إن تراجع العدو الصهيوني عن الإفراج على الدفعة الرابعة من الأسرى يؤكد فشل رهان البعض على طريق المفاوضات، أو التعويل على الوساطة الأمريكية.

وأضافت اللجان، أن "تراجع العدو عن الإفراج عن الأسرى ينّم على عقليته التي لا تؤمن بأي التزام أو اتفاقية أو تعهد"، وشددت على أن لا خيار مجدِ مع الاحتلال إلا المقاومة المسلحة التي تردع العدوان، وتحرر الأرض، وتكسر قيد الأسر.

وطالبت اللجان المفاوض الفلسطيني بضرورة التوقف عن التعاطي مع الأطروحات الأمريكية والرجوع إلى مجموع الشعب من أجل تشكيل الحصانة الوطنية للحقوق والثوابت، والدفاع عنها بكل ما نملك من قوة في مواجهة محاولات التصفية للقضية الفلسطينية.

وفي سياق متصل نفى مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في الضفة الغربية فؤاد خفش، أن يكون هناك إضراب في السجون الإسرائيلية على قضية رفض إسرائيل إخراج الدفعة الرابعة من الأسرى.

وأضاف لـ"عربي21" أن "المفروض أن تكون ردة الفعل من جانب السلطة الفلسطينية وليس من جانب الأسرى".

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية قبلت أن تكون رهينة للابتزاز الإسرائيلي، مع العلم أن الاتفاق بين السلطة وإسرائيل كان على أساس الإفراج عن هؤلاء الأسرى من أجل استمرار المفاوضات.

وتابع خفش أن إسرائيل تنكرت لكل الاتفاقات الموقعة بين السلطة وإسرائيل لأنها الطرف الأقوى والجانب الفلسطيني هو الأضعف.

من جانبها اعتبرت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، تعطيل الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، والذي كان مقررا مساء السبت، بمثابة "صفعة" للمفاوض الفلسطيني.

وأكدّ "عطاالله أبو السبح"، وزير الأسرى وشؤون المحررين في حكومة غزة، أنّ إعلان إسرائيل عن تعطيل الإفراج عن دفعة الأسرى، بمثابة "صفعة جديدة للمفاوض الفلسطيني" الذي وضع قضية الأسرى تحت إطار الابتزاز السياسي، كما قال.

واستنكر ما وصفه بـ"ترك عملية إطلاق سراح الأسرى لما وصفه بحسن نوايا الجانب الإسرائيلي، ومدى تقدم المفاوضات دون تحديد أسماء ومواعيد ثابتة لعملية الإفراج".

وكان وزير شؤون الأسرى الفلسطيني في حكومة رام الله عيسى قراقع قال إن الجانب الأمريكي ما زال يبذل جهودا مع إسرائيل للإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، مبينا أن القيادة الفلسطينية بانتظار ما قد تحمله الساعات والأيام القادمة من تطورات. 

وقال قراقع في حديث إذاعي إن الإفراج عن الدفعة الرابعة لن يتم مساء السبت، كما هو مقرر غير أنه أكد أن الأبواب لم تغلق.

وكان زياد أبو عين، وكيل وزارة الأسرى في الحكومة الفلسطينية في رام الله، صرح، السبت، بأن "كافة الأسرى بكافة انتماءاتهم السياسية والفصائلية اتفقوا على اتخاذ خطوات احتجاجية ضد مصلحة السجون، في حال واصل الاحتلال رفضه بالإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى".

وأوضح أبو عين، أن "موعد الإفراج عن الدفعة الأخيرة، مساء السبت، وكافة الأسرى داخل السجون تعهدوا بتصعيد خطواتهم إن لم يلتزم الاحتلال بالموعد المحدد لإطلاق سراح 30 أسيراً من الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو".

وفي السياق، قال مصدر فلسطيني مطلع إن "وفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي عقدا الليلة الماضية، اجتماعاً في مدينة القدس المحتلة بحضور المبعوث الأمريكي لعملية السلام مارتن أنديك.

وأضاف المصدر بأن الوفد الإسرائيلي كرر رفض إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين من دون موافقة الجانب الفلسطيني على تمديد مفاوضات السلام.

وكان مسؤول فلسطيني قد أعلن، الجمعة، أن "إسرائيل رفضت إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى المفترض الإفراج عنها السبت، دون الموافقة على تمديد المفاوضات وتطبيق شروط اتفاق الإطار، محذراً من "مرحلة خطيرة" في ضوء هذا الرفض".

وكان مقرراً أن تطلق إسرائيل، مساء السبت، سراح الدفعة الرابعة من الأسرى وعددهم 30 أسيراً، غير أن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن كيري ومعاونه مارتن أنديك أبلغا الرئيس محمود عباس بأن بنيامين نتنياهو أبلغهما بأن حكومته ستنهار في حال إطلاق هذه الدفعة من الأسرى لأنها تضم 14 أسيراً من حملة الهوية الإسرائيلية، وطالبا الرئيس عباس بالموافقة على تمديد المفاوضات لإقناع الجانب الإسرائيلي بإطلاق الأسرى، وهو أمر رفضه عباس تماماً.