سياسة عربية

الكردوسي: الدولة تتعمد إطالة أمد الحرب على الإرهاب

الصحفي المصري محمود الكردوسي (أرشيفية)
قال الكاتب الصحفي المصري محمود الكردوسي: "إن الدولة تتعمد إطالة أمد الحرب على الإرهاب، لأنها لا تملك أوراقاً أخرى لإقناع المواطن بأنها دولة بجد، كأن هذه الحرب هى الآلية أو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على وجود الدولة"، على حد تعبيره.
 
وأضاف الكردوسي -المعروف بتطرفه في تأييد السيسي والانقلاب، ومناهضة مرسي والإخوان-: "أتساءل أحياناً: إلى متى ستظل هذه الحرب مشتعلة؟ وما الذى سيبقى منها للرئيس القادم؟ ما الذى يمكن أن يفعله السيسى، (ولا مجال لحديث عن حمدين)، وقد تسلم أنقاض دولة، وحطام مواطن؟ علامَ يبنى؟ وكم عاماً يحتاج ليقف أمام مواطنيه قائلاً: أصبح عندى الآن دولة؟".
 
وأجاب: "الدولة لم يبقَ منها سوى هيكل عظمي يرفرف عليه علم، ومع ذلك.. "يحيى العظام وهى رميم"!
 
وفيما يشير إلى أن الإرهاب صناعة ممنهجة في مصر حاليا، قال الكردوسي- في مقال له الأحد بصحيفة "الوطن"، تحت عنوان: "الحمد لله الذى لا يُحمد على إرهابٍ سواه-: "كنت قد بدأت أقلق، لأن الداخلية لم تقدم للبلد قرابين منذ بضعة أيام، ولم نشاهد نعوشاً يلفها علم مصر، ولم نبكِ أو نمصمص، ونحن نتفرج على أم الشهيد أو زوجته وأبنائه الصغار، وقد تشققت وجوههم، وتقطعت أحبالهم الصوتية، وانعقدت ألسنتهم من هول الصدمة، ولم يخرج مسئول من تحت الأنقاض، وهو ينفض غبار الكارثة عن بدلته الميري" ويتشدق معلقاً بأن الحادث لن يزيدنا إلا إصراراً على قطع دابر الإرهاب، واستكمال خارطة المستقبل.. فالحمد لله الذى يقطع دابر الإرهاب هنا.. ويوصله هناك".
 
وتابع بسخرية: "الحمد لله.. لم تتأخر الداخلية كثيراً عن آخر مرة سقط فيها شهداء من أبنائها، لتحافظ على سخونة المشهد، وجو الإثارة والتشويق، الذى تحتاج إليه صحفنا وفضائياتنا، وتحتاج إليه النخبة والنشطاء ودعاة المصالحة ونحانيح الدولة المدنية ليشمتوا ويفشوا غلهم، وبالمرة.. يستريحوا قليلاً بعد أن بُحت أصواتهم فى الهجوم على عنف الداخلية، والتنديد بالحل الأمني".
 
وتابع: "الحمد لله.. كنا قد بدأنا نشعر بالملل، ونفتش فى الكر والفر عن جنازة شهيد من شرفاء الجيش والشرطة، ونسأل أنفسنا: لماذا تأخر الموت هذه المرة؟ كنا ننتظر عملاً إرهابياً جديداً يليق بهؤلاء الشرفاء لنعثر على مانشيت مثير يرفع توزيع الجريدة، أو موضوع متشعب يشعل سويقة الـتوك شو، ويحلل لقمة محلليها ومنظريها وخبرائها الأمنيين. كنا قد بدأنا نزهق من ملاحقة ماراثون الانتخابات الرئاسية، ومن تسارع عداد التوكيلات، ومن هبوط مستوى المنافسة إلى عجلة السيسى وآيس كريم حمدين، ومن تلاسن حملتيهما، ومن زيارات محلب المكوكية لمواقع العمل والإنتاج، ومن خطط تنظيم الإخوان الدولى لهدم وحرق مصر، ومن مظاهرات بلطجية الجماعة فى الجامعات، ومن هوس الإضرابات الفئوية، ومن أحداث أخرى كثيرة لم تعد تمتع أو تغرى قارئاً أو مشاهداً على متابعتها".
 
واختتم مقاله بالقول: "الحمد لله الذي لا يُحمد على إرهابٍ سواه: عجلة الموت تتعطل قليلاً، لكنها تدور بانتظام، وفى كل طلعة شمس نستيقظ على شهداء جدد"!
 
يمدح السيسي ويطالب بإبادة مخالفيه
 
والكردوسي صحفي مثير للجدل بكتاتبته، وكان كتب مقالين بعنوان: "السيسى أو الكارثة"- قال فيهما: "لا أتحمل في السيسي كلمة نقد حتى لو كانت موضوعية، هذا الرجل خارج المنافسة، وبالنسبة لى: كل من ينتقد السيسى مغرض، وأرى أن معركته مع جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها الخائن قبل وبعد 30 يونيو.. تغفر له كل ما تقدم، وما سيأتي من أخطاء".
 
وتابع: "السيسي سيرث هيكلاً عظمياً يرفرف عليه علم: هذا حال الدولة، وسيرث أفواهاً مفتوحة لتأكل أو لتشتم: هذا حال المواطن، ومع ذلك أشعر بطمأنينة".
 
كما كتب الكردوسي للسيسي من قبل مقالا بعنوان: "لا مؤاخذة برضاك أو غصب عنك إنت رئيس مصر". وكثيرا ما هاجم ثورة 25 يناير، ووصف من قاموا بها بـأنهم "شوية عيال"، واتهمهم بتلقي تمويلات أجنبية.أما 30 يونيو فاعتبرها "ثورة تباركها السماء، بيضاء تسر الناظرين، أو هي عصا موسى التي ألقاها ثوار يونيو، فأخذت تلقف ما كان السحرة يأفكون"، على حد تعبيره.
 
وكان نشر في آيار/ مايو الماضي مقالا بعنوان: "ألا إني قد حرضت اللهم فاشهد"، دعا فيه إلى إنشاء فرق موت لقتل وحرق "الإخوان المسلمين، والمتعاطفين معهم"، إذ قال: "بعيداً عن أية مسئولية للجريدة أو لهيئة تحريرها.. أقر وأعترف بأننى محرض وفاشى وإقصائى، وبأننى أشيع البغضاء والكراهية من خلال كتاباتى عن جماعة الإخوان. وأطالب علناً وبكامل وعيي وإرادتي، ليس فقط باعتبارها جماعة إرهابية، بل بـإبادتها، وإزالة كافة آثارها المادية والعقائدية والسياسية، وعلى النحو الذى لا يسمح لهذه الجماعة بأن تقوم لها قائمة فى المائة عام المقبلة على الأقل. كما أطالب بسحب الجنسية المصرية من كل عملائها فى الداخل، من ثوريين اشتراكيين وتيار ثالث و6 أبريل وغيرهم من الخونة، وترحيلهم إلى خارج البلاد، وتجريم الهتاف ضد الجيش والشرطة أو رفع أية إشارات أو شعارات أو أعلام يشتبه فى انتماء أصحابها أو تعاطفهم مع هذه الجماعة."
 
وأضاف: "أقسم بالله العظيم.. لو كان القرار بيدي لأعلنتها حرب إبادة ضد هؤلاء القتلة..لو كان القرار بيدي لأمرت بتشكيل فرق موت لملاحقة وتصفية كل من ينتمى إلى هذه الجماعة الخائنة، أو من يُشتبه فى انتمائه إليها، أو من يدافع عنها، أو يتعاطف معها بالقول أو الكتابة أو حتى بمصمصة الشفاه.. لو كان القرار بيدي لفعلت بهم ما فعلته كنيسة أوروبا بساحرات القرن السابع عشر: الإعدام حرقاً فى كل ميادين مصر"!
 
وفي المقابل، كتب مقالاً بعنوان: "فى رثاء شهداء الداخلية"، عقب مذبحة مركز شرطة كرداسة، والتمثيل بجثث الضباط، قال فيه: "مش عايز أي جزمة قديمة يتكلم عن الداخلية أو عودة الدولة البوليسية أو قانون الطوارئ. نريدها بوليسية بامتياز. نريدها فاشية فى بوليسيتها. نريدها شوكة فى ظهر كل دعاة المصالحة، وحقوق الإنسان. نريدها حجة فى مواجهة إرهاب الإخوان وحلفائهم والآكلين على موائدهم ممن صدّعوا رؤوسنا بأسطوانة الدم الحرام. نريدها هكذا: شرفاء من كل الرتب -جيشاً وشرطة- يحملون أرواحهم على أيديهم، ويذهبون إلى الموت بأقدامهم.. بينما نحن جالسون وراء مكاتبنا، نستمتع بالتكييف، ونختبئ فى وساوسنا وكلامنا المجعلص من مسيرات الجماعة، وقلة أدب مأجوريها ومرتزقتها"!