سياسة عربية

"النصرة" تنتقد "ميثاق شرف الثوري" وتطالب بالرجوع عنه

جبهة "النصرة" - أ ف ب
وجهت جبهة "النصرة لأهل الشام"، التابعة لتنظيم "القاعدة" في سوريا، الثلاثاء، نقدا لما أطلق عليه "ميثاق شرف ثوري"، الذي وقَّعت عليه كبرى القوى المقاتلة ضد النظام السوري، قائلة إن "لنا على هذا الميثاق بعض المؤاخذات، وكم كنا نود من إخواننا الموقّعين لو شاورونا في الأمر"، مطالبة الموقِّعين بالرجوع عن البيان، وتعديله وضبط ألفاظه.

جاء ذلك في بيان لها –وصل "عربي 21" نسخة منه- قالت فيه، إن "لنا مؤاخذات حسب ما نفهم من ديننا، (على الميثاق)، ونبيّن جانبا من منهجنا، وإن إنكارنا على بعض الفصائل ما وقعوا فيه من مؤاخذات، لا يعني أن نجحد فضلهم وجهادهم، فكل يؤخذ من قوله ويرد".

وأشارت في مقدمة ما أسمته "المؤاخذات" إلى أن "الميثاق اتسم بعدم الوضوح والانضباط، والتحديد، في بيان مبادئه، مع أنهم ذكروا في النقطة الأولى ضوابط ومحددات العمل الثوري، فلم نجد فيه انضباطا ولا تحديدا، بل هي اصطلاحات وعبارات مجملة ومبهمة يحملها كل فريق على ما يريد"، متسائلة: "كيف يكون ميثاقا يضبط ويحدد العمل الثوري، وقد فقد كل معاني الانضباط".


وأضافت إلى ما ذهبت إليه بأن الميثاق "اقتصر على محاربة الغلو والتنطع، وأهمل محاربة الإفراط والانبطاح والتنازل (..) ولا يكفي الادعاء بالرجوع والاستنباط من أحكام ديننا الحنيف والكل يدعي ذلك، فلا بد من موافقة الأقوال والأفعال للكتاب والسنة التي احتوى هذا الميثاق على ما يخالفهما".

وبيّنت أن الميثاق اقتصر على صورة واحدة من صور دفع العدو الصائل وهو إسقاط النظام عسكريّا، "مع العلم أن هذا النظام صال على الدين قبل النفس والعرض والمال والنسل.
 
واعترضت الجبهة على مطالبة موقّعي الميثاق بتقديم رموز النظام ومجرميه إلى "محاكمة عادلة"، قائلة: "هذا مخالف لما قررته الشريعة بأن أصحاب الردة المغلظة ليس لهم في الإسلام إلا السيف، وطواغيت النظام ورموزه وركائزه من أصحاب الردة المغلظة الذين أمر الشرع بقتلهم عند القدرة عليهم".

وانتقدت كذلك ما جاء في نص الميثاق على اللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري، "حيث لم يخصِّص أسماء بعينها، وحالها من الإسلام والمسلمين في شتَّى البقاع، فإننا نعلم أن هذه الأطراف الإقليمية لا تعمل إلا على محاربة الإسلام وأهله، والوقوف في وجه عودة الخلافة الراشدة (...) وقد ذُكر فيه كلام يفيد رفض أي تبعية للخارج، فلا ندري ما المراد بمصطلح الخارج هنا؟".

واعتبرت "النصرة" غياب مبدأ "الأخوة الإيمانية" وطغيان روح "الأخوة الوطنية والترابية" في بنود الميثاق جميعها، "مخالف لما قررته نصوص الوحي من الأخوة الإيمانية، دون النظر إلى الوطن والجنس واللون".

وقالت إن "الميثاق نص على أن (الثورة السورية هي ثوره أخلاق وقيم تهدف إلى تحقيق الحرية والعدل والأمن للمجتمع السوري بنسيجه الاجتماعي المتنوع بكافة أطيافه العرقية والطائفية) ونحن نقول أن التعامل مع الفرق والأديان والطوائف في دين الله تعالى يختلف من طائفة إلى أخرى، كما هو مقرر عند أهل العلم فلا يجوز المساواة بينهم".

وطالبت في ختام بيانها "الموقِّعين بالرجوع عن البيان، وتعديله وضبطه بألفاظ ومشاريع إسلامية واضحة بيِّنة".

وكانت فصائل المعارضة السورية توافقت على ميثاق ثوري، السبت الماضي، ينص على وحدة الأراضي السورية، واحترام حقوق الإنسان، وتحييد المدنيين، وعدم إستعمال الكيميائي، وإسقاط النظام، والتصدي لإرهاب داعش.

واجتمعت أهم فصائل المعارضة المسلحة في حلب لتتوافق على بيان شرف، وهذه الفصائل هي (الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، فيلق الشام، جيش المجاهدين، ألوية الفرقان، الجبهة الإسلامية).