سياسة عربية

فهمي: رافعو رابعة حادوا عن التوحيد إلى تعدد الآلهة

ظهرت الشارة بعد فض القوات الأمنية اعتصام رابعة بالقوة وقتلت المئات - الأناضول

 اعتبر صحفي مصري أن رفع شعار "رابعة" يفتح باب الظن بأن عقيدة التوحيد لدى رافعيه ليست محل اعتبار قوى، مؤكدا أن الظن يكاد يلامس حدود اليقين بأن هؤلاء القوم اختاروا هذا الرمز الربعاوي لأن عالم اللاوعي عندهم تسكن فيه عقيدة شاذة تسرح في تلافيف عقولهم المسطّحة، وأرواحهم المشوّهة، تشبه إلى حد كبير عقائد "التعدّد الألوهي" المعروفة عند أتباع بعض الديانات الوثنية القديمة والحديثة"، على حد تعبيره!
 
فقد كتب جمال فهمي الكاتب الصحفي بجريدة "التحرير"، ووكيل نقابة الصحفيين، مقالين في عددي الجريدة الصادرين 21 و22 حزيران/ يونيو الجاري، تحت عنوان: "الرمز الربعاوي.. شرور التكوين والتأسيس"، اعتبر فيه اتخاذ علامة رابعة شعارا "سلوكا شائعا تكاد تحتكره الجماعات والحركات الفاشية التي عرفها الناس على مر عصور التاريخ"، على حد تعبيره.
 
وفي البداية وصف فهمي ذو الانتماء الناصري جماعة الإخوان المسلمين بأنها "جماعة الشر الفاشية الإخوانية السرية"، ووصف أتباعها بأنهم "قطعان إرهابيون"، فيما وصف "رابعة" بأنها "بؤرة العفن المسلحة"، وبأنها "لم تكن سوى عفن وإرهاب وتحريض وتعذيب حتى الموت"!
 
وأضاف: "الغريب في هذا "التكوين الربعاوي" أن أصحابه الفاشيين الذين ينسبون أنفسهم إلى الإسلام بالكذب والزور، عندما لجؤوا إلى الأصابع، واتخذوا منها شعارا تجاهلوا عمدا أن الصورة الوحيدة الشائعة بين جمهور المسلمين التي تلعب فيها أصابع اليد دور البطل، إنما هي لإصبع "السبابة" نافرا وحده عند ترديد الشهادتين، في إشارة بليغة إلى وحدانية المولى تعالى فاطر السماوات والأرض".
 
واستدرك: "لهذا فإن استخدام رمزية الأصابع المتعددة يفتح باب الظن على مصراعيه بأن عقيدة "التوحيد" هذه ليست محل اعتبار قوى عند "إخوان الشر".
 
وتابع فهمي: "لو أضفت إلى هذا حقيقة أن لديهم بالفعل مقدسات "متعددة" ("الجماعة"، "المرشد"، "البنا"، "التمكين"، وأخيرًا "رابعة")، فإن الظن يكاد يلامس حدود اليقين بأن هؤلاء القوم اختاروا هذا "الرمز الربعاوي" لأن عالم اللاوعي عندهم تسكن فيه عقيدة شاذة تسرح في تلافيف عقولهم المسطّحة، وأرواحهم المشوّهة، تشبه إلى حد كبير عقائد "التعدّد الألوهي" المعروفة عند أتباع بعض الديانات الوثنية القديمة والحديثة"!
 
وحول اللون أصفر قال: "يبقى الجزء الثاني من تشكيل "الرمز الربعاوى"، ألا وهو هذا اللون الأصفر الباهت الذى يتمدَّد في خلفية اليد ذات الأصابع الأربعة، ويلفت نظرك فورا اختيار هذا اللون بالذات مع أنه غير شائع في الثقافة البصرية الجماعية لمجتمعاتنا الشرقية الإسلامية، إذ يميل الناس، ويرتاحون جدا لرموز لونية أخرى أهمها اللون "الأخضر".
 
وتابع: "بل إن الأمر يتجاوز مجرد عدم الراحة إلى نوع من التطيّر والتشاؤم من الاصفرار اللوني عموما، إذ إن الأصفر في المخيّلة الشعبية العربية وعند أمم أخرى كثيرة هو قرين أو دال على صور ومعانٍ سلبية لا أول لها ولا آخر.. فهو يستدعى إلى الذهن جفاف وقسوة الصحارى القفر التي لا حياة فيها ولا زرع ولا ضرع، وهو أيضا رمز للخديعة والغش والكسل والذبول والمرض (يقال: اشتد المرض على الرجل حتى اصفَرّ وجهه).
 
ومضى فهمي قائلا: "كما أن الابتسامة المفتعلة الشريرة هي "ابتسامة صفراء"، والنقابي الانتهازي "نقابي أصفر"، والصحف الفضائحية الكذابة تنتمى إلى جنس "الصحافة الصفراء".. فضلا عن أن الإشارة المعتمدة عالميا لخطر امتلاك بلد سلاح دمار شامل نوويا، عبارة عن "كعكة صفراء" أو yellow cake، مصنوعة من بودرة اليورانيوم عالي التخصيب"!
 
وقد ذكر فهمي في بداية مقاله الأول أن "السطور التي ستقرؤها حالا كتبها العبد لله، ونشرها هنا العام الماضي بعد أسابيع قليلة من نجاح الشعب المصري في نزع الشوكة المسمومة لعصابة إخوان الشياطين من بدن دولته، ومجتمعه"، بحسب مزاعمه.
 
وكان فهمي أثار ردود أفعال غاضبة عندما هاجم - في برنامجه "نصف ساعة" المذاع على فضائية "on tv"، الجمعة 20 حزيران/ يونيو 2014، الملصقات التي تدعو للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ووصفها بأنها "وقاحة هتضيع البلد"، على حد تعبيره.